في حوار خاص لـ"الفجر الفني".. النحاتة مي عبدالله: القلم والألوان كشفا موهبتي.. والنحت جعلني فنانة "الإتحادية"

الفجر الفني

محرر الفجر الفني
محرر الفجر الفني يحاور نحاتة المنيا

مشروع تخرجي رد الجميل لفناني الأبيض وأسود

لم يرشحني أحد للمشاركة في منتدى الشباب لكنها رغبة الرئاسة 

تحيزت للفلاحة المصرية في تصميمي لتمثال منتدى "شباب العالم"

لم أشعر للحظة أنني أقف أمام رئيسًا للجمهورية 

سأبلغ الرئيس بتفاصيل السطو على حقوقي الفكرية والعملية


 

نشأت وتربت في عائلة فنية، لم تحظى بنصف شهرتها، دعمتها منذ حداثتها، واكتشاف موهبتها سريعًا، والعمل على تنميتها، حتى اتسطاعت الفنانة الصغيرة، أن تحدث ضجيجًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بل وصل الأمر إلى رئيس الجمهورية، ليكرمها بمنتدى شباب العالم، فمن الصغيرة التي وقفت أمام الجميع وقالت "أنا هنا"، هي الفنانة مي عبدالله، التي جسدت أعمالها إبداعًا واقعيًا، جعل الجميع يلتفت لها. 

 

"الفجر الفني" أجرى حوارًا تفصيليًا مع الفنانة مي عبدالله، لعرض النموذج الناجح الذي يعكس إصرارًا وعزيمة لفتاة النيل المصرية، وإلى نص الحوار،،

 

ماذا عن شخصية مي عبدالله بعيدًا عن الفن التشكيلي؟

ولدت بمحافظة "المنيا"، وأنهيت مراحل تعليمي الدراسية في المحافظة، حتي تخرجت من كلية الفنون التشكيلية بجامعة "المنيا"، وتربيت وسط عائلة فنية حيث يمارس أبي وعمي نحت التماثيل الفنية.

 

من وراء اكتشاف موهبتك وتنميتها؟

عندما كنت في مرحلة الحداثة لاحظت معلمتي، رسوماتي التي كنت أقدمها، وهي من أخبرت أسرتي بموهبتي في الرسم، وطالبتهم بالمشاركة في قصور ثقافة الطفل التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، ومنذ هذه اللحظة وكان أبي وشقيقة يدعمان موهبتي ويعملان على تنميتها.

  .

ما سر ا ختيارك لنحت شخصيات الفنانين في بداية مشوار النحت؟

صممت 8  أشخاص من الفنانين لمشروع تخرجي من كلية الفنون التشكيلية بالجامعة، وقمت بنحت تلك التماثيل لوضعهم بميدان مسرح الجامعة، حيث وضع التصميم الهندسي على شكل حوار كوميدي بينهم، وكنت دائمًا حريصة على إبراز أهم الصفات التي اشتهروا بها.

.

كيف استقبلتي رد فعل رواد السوشيال ميديا وما أهمها؟

استقبلت ردود فعل إيجابية كثيرة بعد نشري صورًا لتمثال الفنان عبدالفتاح القصري، والفنانة ماري مُنيب، عبر صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، خاصة وأن أسرة الفنان الراحل محمد رضا، تواصلت معي وشكرتني على كم السعادة التي غمرتهم، بعد نشر صورة تمثاله والتي حقتت أصداء واسعة، والذي اعتبروه بداية جزء من إعادة تقدير المجتمع لشخصية فنية بحجمه.

.

كيف تلقيتي نبأ مشاركتك في منتدى شباب العالم.ومن رشحك للمشاركة؟

أجرت رئاسة الجمهورية اتصالًا هاتفيًا بي، أخبرتني بتحديد موعد اجتماع مع القائمين على المنتدى، وطلبوا أن أشارك بعمل فني خاص، في معرض المشغولات اليدوية الذي نظم على هامش المنتدى؛ ولم يرشحني أحد للمشاركة بل كانت رغبة رئاسة الجمهورية مباشرة.

.

من أين جاءت فكرة التمثال وكم استغرق وقت تنفيذه؟

أتاحت رئاسة الجمهورة مدة وصلت لـ20 يومًا، حتى انتهي من نحت التمثال، وهذه مدة كافية لنحت وسبك التماثيل؛ أما عن فكرته كانت لدي رغبة شدية في التعبير عن مصر والدعوة التي يسعى لها منتدى شباب العالم، وأيضًا يضم العمل شعار "التعاون، والوحدة، والسلام"، من هنا جاءت فكرة تصميمي لهذا التمثال.

حيث يدل "الهرم" وهو الشعار الذي حمله المنتدى، على أصالة مصر وحضارتها، أما الثمانية شباب اللذين يحملون التمثال، فهم من جميع المناطق المجاورة، وهذه دلالة على وجود التعاون، والوحدة، والسلام التى يدعو لها المنتدى بين شباب العالم.

.

ما السر وراء اختيارك للمرأة المصرية ضمن الشباب الذين حملو التمثال؟

بالفعل تحيزت للبنت المصرية لتعبر عن مصر في تصميمي للتمثال، الذي شاركت به في منتدي شباب العالم، وذلك لأن البنت هي من تحمل المجتمع، ولا سيما أنها عنصر أساسي في بناء الأجيال، وتعمدت أن تكون هذه الفتاة من الفلاحين، وذلك لأنهم أكبر شريحة تواجه معاناة كبيرة.

.

ماذا قال لكِ رئيس الجمهورية فور رؤيته للتمثال؟

لم أكن اتوقع أن ينال التمثال الإعجاب الشديد من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعند شرحي لفكرة تصميم التمثال ظهرت علامات السعادة على وجهه وهو يداعبني بطريقة كوميدية، وفي هذه اللحظة لم أشعر أنني أمام رئيس جمهورية بل كان شخصًا في غاية البساطة، ولم يتوقف الحوار حول هذه النقطة فقط، بل طلب شراء التمثال، ولم يرضي قبوله كهدية له.

.

هناك سر وراء طلب الرئيس إعادة نحت اسمك على التمثال بقصر الاتحادية فما هو؟

من المعتاد أن يقوم الفنان التشكيلي بتوقيع اسمه على القطعة الفنية التي يصنعها، حيث أن اسم الفنان جزء لا يتجزأ من عمله، لكن الغريب في الأمر أن توقيعي على التمثال الذي صممته خصيصًا للمشاركة في منتدى شباب العالم، مسحه شخص يدعى "الأنوسي"، وهو المسؤول عن المرحلة الأخيرة في تصميم التمثال وهي عملية "السبك"، هذا ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعوتي للتوجه لقصر الاتحادية، وإعادة نحت اسمي من جديد هناك؛ ولكني سأبلغ الرئيس بكافة تفاصيل السطو على حقوقي الفكرية والعملية التي تعرضت لها.

ما الموهبة التي تنافس النحت داخلك؟

لم يتوقف تسلسل مواهبي الفنية عند نحت التماثيل فقط، بل كنت أحلم أن أكون مبدعة في تصوير الفوتوغرافي، والتجوال حول العالم التقط بعض المناظر الجمالية، أو أكون لاعبة كرة طائرة، ولكن تصميم التماثيل ونحتها سرق مني الوقت واستطاع أن يحجب عني الكثير من أحلامي التي كنت أسعى لتحقيقها. 

.

ماهي الخطوة القادمة لك في مجال فن النحت؟

أجري في الفترة الراهنة استعدات مكثفة لتنظيم معرض خاص بي فى شهر أكتوبر من العام المقبل، وأنوي تصميم عدد من التماثيل وأبرزها تماثيل ثلاثي أضواء المسرح.