الطفل "محمد".. ضمور العضلات يقتل حلمه.. ووالدته: "ارحموا زويل مصر الجاي" (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بكاء متواصل يكاد يقطع أنفاسها، ودعوات متواصلة مع تردد كلمات تنم عن ذكاء نجلها التي انتظرته منذ زمن، ولكن القدر شاء أن يصاب الطفل الحالم بأن يكون "زويل" مصر الثاني بـداء ضمور عضلات مايوبثي، لتتحول أحلامه ببطىء لرماد.. هكذا هو حال "محمد رجب محمد إبراهيم".

 

رحلة علاج بدأتها أميرة القزاز، والدة الطفل، منذ ستة أشهر، بعدما شعر"محمد" بقليل من التعب مع تغيرات مفاجآة في حركاته البدنية، وآلام في ظهره، وعدم الإحساس بقدميه، لتكون هذه الأعراض البداية لكشف مرض الطفل البالغ من العمر عشر سنوات، والقابع بمنطقة ميامي بالإسكندرية، بأنه مصاب بداء ضمور عضلات في جميع أجزاء جسده حتى يتحول بمرور الوقت إلى شبح يصبح مجرد "هيكل عظمي"، وهو التشخيص التي جاء  كالصاعقة على مسامعها.

 

معاناة شديدة تكبدتها والدة "محمد"، لاسيما عقب علمها أن نجلها لا يوجد له علاج بمصر، فهو متوفر فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، ولم تضيع الأم لحظة بعمر طفلها يتألم بالفعل قامت بالتواصل مع مستشفى جونز هوبكنز، وأرسلت جميع الأوراق الخاصة بحالة "محمد"، ودفعت مبلغ مالي قيمته 10 آلاف دولار أمريكي، وحجزت غرفة، ولكن الصدمة جاءت من السفارة الأمريكية بمصر والتي لم تسمح لها بخروج تأشيرة سفر، وبعد معاناة طويلة مع السفارة وفقدان الأمل من حصولها على التأشيرة، قامت بالبحث في فرنسا، وسافرت به لمستشفى "نيو كير"، لمدة 18 يوم وبعد إجراء الفحوصات تبين أن نجلها علاجه فقط في ولاية كاليفورنيا بأمريكا.



بصوت يقطتعه البكاء، أبدت الأم استيائها من الوضع التي وصل إليه ابنها دون الوصول لحل للإطمئنان على نجلها، قائلة: "أنا مشكلتي كانت أن السفارة مش سامحلي بالتأشيرة  لأمريكا ورفضوني.. دلوقتي الأزمة أن العلاج الوحيد لابني دوا اسمه البرانزا وتكلفته  كبيرة جدا 750 ألف دولار يعني 15 مليون جنيه مصري..  وأنا حالتي خلاص بعت كل اللي ورايا واللي قدامي مفيش غير هدومي.. ومش عارفة أعمل ايه".

 

وازدادت حيرة الأم، عقب سؤالها عن والده قائلة: "أنا منفصله وهو قاعد برا وسبهولي هو وتؤمه أحمد، ولما كلمته واترجيته يساعدني خلى بيه ولا كأنه ابنه.. وأملي دلوقتي في ربنا كبير أن حد يتبنى حالة ابني ويسافره يتعالج بره، أو تتحمل الدولة علاجه"، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع المسئولين في الدولة بأن تنظر لحالة ابنها وترحمه من الموت قبل فوات الآوان".



وأكملت بنبرة حزن، أنه إذا مر الوقت على نجلها بدون البدء في العلاج سينتهي، فضمور العضلات موت يخيم على كثيرين ليسجل لهم شهادة وفاة في عمر مبكر، فهناك أمل لعلاج هذا الداء طالما المريض لازال يسير على قدميه بنسبة 70%: "محمد نفسه يبقى حاجة كبيرة أوي.. ذكي وبيعمل حاجات فنية ونحت وأشكال من الإبر وأي أداه قدمه بيحولها للوحة فنية.. ومن ساعة ما قرء عن زويل في كتاب الجغرافيا وهو نفسه يبقى زويل ويخترع حاجة تفيد بلده".

 

وبكلمات تشع بالرضا، عبرت "أميرة"، عن رضا "محمد" بقدر ربنا قائلة: "محمد بيقوم الفجر يصحيني ويقولي امي صلي وادعلي يا ماما ما تعيطيش.. وبيصبرني ويقولي هبقى كويس اطمني ربنا كبير.. لكن خايفة أنا خلفت محمد وتؤمه أحمد بعد صبر 5 سنين من الجواز.. وكمان دلوقتي صعب أحمل تاني لأن عندي ثقب في القلب.. وخاية كمان يكون أحمد أخوه مريض شكله.. الدكاتره طالبو مني تحاليل وخايفة أعملها مش قد صدمة تاني.. أنا مش عارفة اعمل ايه أروح عند قصر الرئاسة وأولع نفسي ولا أعمل ايه علشان أعالج ابني".