ثمانية أعوام علي زلزال القاهرة.. رصاصة "متعب" منحت قبلة الحياة للجماهير الحالمة

الفجر الرياضي

منتخب مصر
منتخب مصر



القارة بأسرها في انتظار صافرة الحكم.. حلم الوصول بعد غياب والجماهير الغفيرة تُمني النفس وتردد في صوت واحد "يارب".

إحراز ثلاثة أهداف يضمن لك معانقة الحلم ورأفت بك قوانين المستديرة لتمنحك فرصة اللقاء الفاصل حال تسجيل هدفين.. المهمة لن تكون صعبة إذن فكتيبته لقّنت الجميع دروساً قاسية وبرهنت علي أحقيتها بالصعود.

المنافس بدوره لا يستحق هذه النهاية التعسة ومدربه المخضرم يرغب في تسطير المجد وكتابة اسمه بحروف من نور من منتخب بلاده!

يعلم الشيخ أثر هذا الملعب وهذه الجماهير التي احتشدت بالآلاف لتساند جيل من اللاعبين من الصعب تكراره.
هدف مع الدقائق الاولي.. بداية لم تخطر علي بال أحد وأكدت أن الفراعنة لن يتهاونوا لتتاولي الصرخات وتعقبها لحظات من الصمت!

الوجوم يعلي أوجه الجميع ليرسم متعب كعادته الابتسامة علي وجوههم في النهاية ويكاد بركات أن يكمل الفرحة ويقضي تماماً علي الخصم العنيد لتتدخل الصافرة من جديد وتؤجل الأمر لإشعار أخر.

"الفجر الرياضي" يستعرض ذكريات مباراة مصر والجزائر في الرابع عشر من نوفمبر 2009

نحلم بالمونديال ولكن!

أعوام مرت بعد إنجاز الجوهري وأبنائه حُرمنا فيها من تمثيل منتخب بلادنا في البطولة الأهم.. تتجه إليها أنظار الجميع ونحن بدورنا من حقنا التمتع بهذا الشعور.. لم يشاهد بعضنا المباريات وسأمنا من هذا الهدف الذي كُتب علينا!

في كل تصفيات يعاندنا القدر بدون أن نجد أسباباً لهذا الحرمان وما الذي اقترفناه ليكون هذا جزاؤنا.
رجاءً.. أعيدوا لنا الذكريات من جديد!

الملعب ذاته شهد سرعة حارسنا المغوار ومحاولته التي لم تفلح في اللحاق بتريكة بعد ركلة الجزاء الأخيرة في نهائي البطولة الافريقية أمام الافيال.

حسرة دروجبا وزملائه لها مذاق خاص والفرحة التي سلبت من أعيننا النوم في هذه الليلة الملحمية علي الاستاد ذاته نتمني أن تتكرر.

هذه المرة تختلف!

لم يكن أحد ليلومهم علي تشاؤمهم أو خوفهم من تداعيات الصعود للمونديال تجنباً لمستوي الفرق المحتمل مواجهتها.. معهم كل الحق ولكن ما قام به جيل الساجدين في كأس القارات وإذلال السامبا والقضاء علي الاتزوري أكد أن التهاون لن يحدث هذه المرة.

زكي ينتفض في الدقيقة الاولي!

هل هناك أروع من هذه البداية التي أعلن فيها عمرو زكي عن نفسه بسرعة حتي قبل أن يلتقط الجزائريون أنفاسهم؟ الجميع في حالة عدم التصديق فالحلم يقترب وها قد أحرزنا الاول ولم يتبق سوي هدفين.

أيها القدر رفقاً بالمصريين!

الوقت يمر والنتيجة مُعلقة.. لا تكفي لإسعاد الملايين.. هدف واحد حتي لنجدد به فرصنا في لقاء نخوضه في السودان وليحدث ما يحدث حينها.

الحكم أعلن عن الوقت بدل الضائع والألم يعتصر قلوب الجميع. أيتها المستديرة كفي ما عانيناه وأنصفينا هذه المرة.

الجميع يتساءل.. ماذا حدث في القاهرة؟

هل هي هزة أرضية؟ أم انه انفجار في أحد المباني؟! هو هدف أحرزه بالتخصص ليسكتهم به ويطلق العنان للجموع التي هرولت الي الشوارع ممسكة بالأعلام ودموع الفرحة لاتتوقف علي الانهمار بعد رأسيته القاتلة.

حكم واجب التنفيذ ولا فائدة من طعن بركات!

بركات يحاول هل يطلق قذيفته ويمنح الجميع البطاقة التي تعني لهم كل شئ.. سبقه متعب بهدف نموذجي في توقيت ممتاز والكرة تداعبه الان ليسكنها في الشباك ويمنح منتخبه ما يستحق وما سعي لأجله لتبوء المحاولة بالفشل ويؤجل الحسم الي إشعار أخر بعد أربعة أيام حاول فيها المصريون النوم دون جدوي!

لازالت أصداء هدف متعب الغالي وفرحتهم بهذه الروح الجبارة وخوفهم من غدر المستديرة وانتظارهم للمباراة الفاصلة فنتيجة اليوم الرابع عشر من نوفمبر لم تكن كافية وإن أسعدتهم!