القصة الكاملة للانقلاب العسكري في زيمبابوي وسيطرة الجيش على البلاد

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية





في خطوة تصعيدية، أعلن الجيش الزيمبابوي، سيطرته على السلطة في البلاد، صباح اليوم الأربعاء، بعد سيطرته على مقر التليفزيون الرسمي في العاصمة "هرارى"، وانتشاره في شوارع زيمبابوى، للإطاحة بالرئيس روبرت موجابى، وذلك بعد ساعات من تصريحات قائد القوات المسلحة، التي أكد فيها استعداده للتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا.

إقالة نائب الرئيس الزيمبابوي
ترجع بداية، الأزمة إلى إقالة نائب الرئيس إيميرسون منانجاجوا، حيث أرجع وزير الإعلام في زيمبابوى سيمون خايا مويو، السبب إلى أن سلوك منانجاجوا في أداء مهامه "مخالفا لمسئوليات المنصب"، مضيفا أن نائب الرئيس المقال - البالغ من العمر 75 عاما، والذى عمل رئيسا سابقا للمخابرات - أظهر عدم إخلاصه.

تحركات المعارضة
وبعد إقالة نائب الرئيس، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الرئيس الزيمبابوى روبرت موجابي يواجه حاليًا أكبر تحد سياسي ‏على مدى عقدين تقريبًا، على خلفية قيام المعارضين لحكمه -الذى استمر 37 عاما- بالالتفاف بقوة حول نائبه الذي أقاله.‏

وقال محللون إن التهديد الذى يواجهه الرئيس الزيمبابوى والمقربين منه لم يسبق ‏له مثيل، لأنه جاء من داخل حزب زانو الحاكم؛ فبعد أن كان قدامى المحاربين -المقاتلين السابقين فى حروب السبعينيات- قاعدة ‏دعم رئيسية لموجابى، باتوا الآن داعمين للنائب المقال.

ويشكك بعض المراقبين في مدى دعم منانجاجوا، المكروه في ‏أجزاء من زيمبابوى، ولكنهم أشاروا إلى وجود استياء عميق لدى الشعب، ومن المقرر الخروج في تظاهرة ‏في وقت لاحق من الشهر الجاري لإظهار قوة دعم منانجاجوا، حسبما ذكر ‏حلفاؤه.

السيطرة على التليفزيون
وانتشر جيش زيمبابوى فى أنحاء العاصمة "هرارى"، حيث سيطر على هيئة البث الرسمية (زد.بى.سى)، بعدما وجه حزب الاتحاد الوطني الإفريقى الزيمبابوى، (الجبهة الوطنية الحاكمة)، الذى يتزعمه موجابى، اتهاما لقائد الجيش بالخيانة، مما زاد من التكهنات بحدوث انقلاب على الرئيس.

اعتقال وزير المالية
كذلك، اعتقلت قوات الجيش، وزير المالية إجناشيوس تشومبو، الذي يٌعد عضوًا بارزًا بالحزب الحاكم، وتتزعمه جريس زوجة موجابى، كما أغلقت قوات من الجيش وعربات مصفحة، الطرق المؤدية إلى المقر الرئيسي للحكومة والبرلمان والمحاكم في وسط العاصمة، وبعد ذلك أعلن الجيش سيطرته على مقري مجلس الوزراء والبرلمان.

استيلاء الجيش على السلطة
وفي خطوة غير متوقعة، استولى جيش زيمبابوى، على السلطة في البلاد، صباح اليوم الأربعاء، استعدادًا للإطاحة بالرئيس روبرت موجابى، وذلك بعد ساعات من تصريحات قائد القوات المسلحة، التي أكد فيها استعداده للتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانجاجوا.

وأكد جيش زيمبابوى، استيلاءه على السلطة في هجوم يستهدف "مجرمين" محيطين بالرئيس روبرت موجابى، لكنه بعث بطمأنة على أن الرئيس وأسرته "بخير"- حسبما ذكرت وكالة "رويترز"- التي نقلت عن متحدث عسكري في الجيش، خلال كلمة مقتضبة أُذيعت عبر التليفزيون الوطني بعد السيطرة عليه، قوله إن الجيش يتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها بمجرد استكمال مهمته بعد الاستيلاء على السلطة، إلا أنه نفى في الوقت ذاته، وجود انقلاب عسكري في البلاد.

توقعات بتنحي الرئيس الزيمبابوي
ومن جهته، أعلن متحدث باسم الجيش الزيمبابوى، أن الرئيس روبرت موجابى وزوجته رهن الاحتجاز، مؤكدًا أن قوات الجيش تقوم بتأمين جميع المنشآت الحكومية.

وأفادت وسائل إعلام في زيمبابوى أن الرئيس موجابى ينتوى التنحي بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش سيطرته على مقر البرلمان والمحاكم وهيئة الإذاعة والتلفزيون في البلاد.

الولايات المتحدة تدعو لحل التزاعات
فيما حثت الولايات المتحدة، الثلاثاء، كل الأطراف في زيمبابوى على حل النزاعات بينها بهدوء وسلمية، وذلك بعد أن سيطرت قوات على مواقع بالعاصمة هارارى واتهم الحزب الحاكم في البلاد قائد القوات المسلحة بالخيانة.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "تراقب السفارة الأمريكية في هارارى التطورات فى زيمبابوى عن كثب، مضيفًا "نشجع كل الأطراف على حل النزاعات بهدوء وسلمية فى إطار عمليات ديمقراطية ودستورية شفافة لحل الخلافات".