"عم عازر".. حكاية 50 عاما في العمل بـ"مكواة الرجل" (فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


بقطعة حديدية ساخنة تزن نحو 25 كيلو جراما ملتصقةً بأخرى خشبية؛ لعزل الحرارة، يكبس عم عازر بأرجله لتسوية الثياب المختلفة وخاصة الجلباب الشتوية ذات الصوف الثقيل.


"مكواة الرجل" مهنة اندثرت منذ زمن، إلا أن عم عازر خليل وابنه فاخوري البالغ من العمر 38 عامًا، قررا المحافظة على مهنة أجدادهما، لتظل عالقة بين قدميهما بمنطقة السوق بمحافظة الأقصر، فبعد أن بلغ عم عازر الواحد وسبعين عامًا وأخذ الزمن صحته وعافيته وانحنى ظهره، قرر توريث مهنته لابنه.


يعمل الرجل السبعيني ومن بعده ابنه مواجهين محراب الحياة محاولين المحافظة على مهنتهما التي تصارع البقاء آملين بغٍد مشرقٍ عازمين على اكتفاء احتياجاتهما اليومية من المأكل والمشرب. 


16 ساعة يوميا يقضيها العجوز ونجله، داخل الورشة التي تبلغ نحو 6 أمتار تقريبًا، ويظهر عليها رشح المياه، وجدرنها مشققة بها الشروخ والفرغات، وينهمر من أجسامهما العرق من كل حدب وصوب نتيجة ارتفاع درجة حرارة. 


يقص عم عازر صاحب الواحد والسبعين عامًا حكايته مع الآلة الحديدية  بصوتٍ يشوبه الشجن، قائلًا: "المكواة دي جبارة ورثتها أبًا عن جد، وعلمت الصنعة لأولادي، ولما مشي الحال ظللت أعمل بها نحو خمسين عامًا، وحينما جار عليا الزمن آخذًا عافيتي وصحتي، ابني فاخوري ورث الصنعة مني وبيكمل من بعدي"، ويكمل بصوت يمتلأ بالأمل: "بنكوي الجلباب بـ 10 جنيه والحمد لله ماشي الحال".