يساوي 6 أهرامات.. مصر تنفذ أكبر مشروع للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط

أخبار مصر

مشروع الاستزراع السمكي
مشروع الاستزراع السمكي


الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع الاستزراع السمكي بمنطقة "غليون" بالتعاون بين القوات المسلحة ووزارة الزراعة ومحافظة كفر الشيخ. 

المدينة السمكية الصناعية تغير دموجرافية منطقة "غليون" وتحولها من منفذ للهجرة غير الشرعية إلى قبلة للشباب. 

المشروع يوفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها.



تحتل جمهورية مصر العربية المركز السابع عالميا، في الاستزراع السمكي طبقا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، كما تحتل المركز الأول إفريقيا في إنتاج الأسماك، وبلغ إنتاج جمهورية مصر العربية من الأسماك (1.5) مليون طبقاً لآخر كتاب إحصائي (2016) صادر عن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، كما بلغ حجم الواردات من الأسماك (236) ألف طن تقريباً بنسبة (16%) من الإنتاج العام.


وتعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية أحد أبرز الشركات الوطنية التي أنشئت حديثا بهدف تنمية الثروة السمكية في مصر، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكي، من أهمها مشروع إنشاء المدينة السمكية الصناعية (غليون) بمحافظة كفر الشيخ، أحد المشروعات التنموية المتكاملة والطموحة أقيم على مساحة المشروع (4000) فدان تقريبا ويبلغ عدد العمالة اليومية خلال فترة إنشاء المرحلة الأولي للمشروع 5000 عامل وفني ومهندس، وعدد المعدات والآلات (1700) معدة ثقيلة/ اليوم، وبلغت إجمالي كميات الحفر والردم حوالي (16) م3، وهو يساوي (6) أهرامات من (الهرم الأكبر) وإجمالي وزن كميات الحديد حوالي (13) ألف طن وهو ما يزيد عن وزن الحديد ببرج إيفل بفرنسا.


يتكون المشروع من مفرخ (أسماك – جمبري) على مساحة (17) فدانا بطاقة (20) مليون أصبعية أسماك بحرية / 2 مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي عدد (453) حوض تربية، (155) حوض تحضين (50*150) بطاقة إنتاجية (3000) طن اسماك / دورة تقريبا، ومزرعة إنتاج الجمبري عدد (655) حوض تربية (50*50م) والأحواض ذات صرف مركزي ومبطنة بمشمع بولي ايثيلين على الكثافة HDPE  بطاقة إنتاجية (2000) طن جمبري / دورة تقريبا، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة عدد (83) حوض (100م*200م) بطاقة إنتاجية (2000) طن.


كما يضم المشروع، مركز أبحاث وتطوير وتدريب بمساحة (700 م) ويتكون من معمل جودة المياه ومعمل الغذاء الحي ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك ومعمل صحة وأمراض الأسماك، ومعمل تركيب وجودة الأعلاف.

كذلك مصنع إنتاج أعلاف الأسماك والجمبري ويضم مصنع أعلاف الأسماك البحرية على مساحة (1518م2) بطاقة إنتاجية 120 ألف طن سنويا، ومصنع أعلاف الجمبري على مساحة (567م2) بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنويا، ومصنع عبوات الفوم على مساحة (1200 م2) لإنتاج عبوات مختلفة الأحجام من الفوم لتداول جميع منتجات الأسماك والجمبري للأسواق الداخلية والتصدير بطاقة إنتاجيه (900/1500) كجم / يوم، ومصنع الثلج على مساحة (448 م2 )، وبطاقة إنتاجية (40) طن ثلج مجروش / يوم، (20) طن ثلج بلوكات / يوم. 

وتضم المدينة السمكية الصناعية "غليون" أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط على مساحة (19695 م2) ويشتمل على مصنع منتجات الأسماك: مبردة – مجمدة – فيليه – مطهية – نصف مطهية – مصنع، مصنع منتجات الجمبري: مبرد – مجمد – مقشر – مصنع – مطهية – نصف مطهية، وذلك بطاقة إنتاجية (100)  طن / يوم . 

 
وأشار اللواء حمدي بدين  رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، إلى أن الشركة تتولي تنفيذ العديد من المشروعات الهامة في مجال الاستزراع السمكي بالتعاون مع وزارة الزراعة والعديد من الأجهزة المعنية بالدولة، والتي تمثل طاقة إنتاجية جديدة تسهم بعد تشغيلها في زيادة الناتج المحلي، عن طريق تطوير وتنمية البحيرات والتوسع في الاستزراع السمكي وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية، والاستزراع المكثف من خلال مشروع المدينة السمكية الصناعية (غليون) بمحافظة كفر الشيخ ومشروعي المزرعة السمكية والأقفاص السمكية البحرية بمنطقة (شرق التفريعة) ومشروع المزرعة السمكية (مثلث الديبة) بمحافظة بورسعيد، ومشروعي استزراع التونة بكل من (مرسي جرجوب) محافظة مرسي مطروح، و(الزعفرانة) محافظة البحر الأحمر وإنشاء أسطول للصيد في المياه الإقليمية والدولية والتي من المتوقع أن تساهم إنتاجية مشروعات الشركة في تخفيض واردات الأسماك بنسبة (27%) تقريبا. 


من جانبه أكد اللواء السيد نصر محافظة كفر الشيخ، أن المدينة السمكية الصناعية بغليون ساهمت بشكل كبير من تغير دموجرافية منطقة غليون وتحويلها من منطقة أكثر احتياجا وبؤرة لمخالفة للقانون ومنفذ للهجرة غير الشرعية، إلى مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجي الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها. 

من جانبه أكد الدكتور محي الدين عبد الفتاح أستاذ الكيمياء العضوية بجامعة قناة السويس، والمشرف علي المنظومة العلمية والبحثية بالمشروع، على أهمية المشروع الذي يعد الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ونقطة انطلاقة رائدة لمستقبل الاستزراع السمكي المبني على أسس عالمية، مشيدا بما يضمه المشروع من طاقات شبابية ووطنية مبدعة من مختلف التخصصات العلمية والبحثية؛ لدعم وتطوير هذا القطاع الحيوي من المشروعات؛ لتحقيق أعلى إنتاجية لخدمة أبناء الشعب المصري .

ومن جانبها، فسرتا الدكتورة هبة حسن والدكتورة هند كرم الباحثتين بمعهد بحوث صحة الحيوان التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وجودهما بمركز الأبحاث والتطوير، بأنهما يساعدان المتواجدين في المركز للحصول على شهادة "الأيزو" التي تؤكد على جودة جميع الاختبارات التي تتم في المعامل سواء للأبحاث أو التطوير بما يضمن أن كل الاختبارات التي تتم على المنتجات صحيحة بجودة تماثل الجودة العالمية أو الدولية.

ومن داخل وحدة الاستزراع المكثف، أوضح القائمون عليها وهم من شباب الخريجين من مختلف الجامعات المصرية، أنها تعتمد على تدوير المياه بحيث يمكن استخدام نسبة مياه قليلة على مساحة صغيرة وهو أسلوب مستحدث في مصر نتيجة الأماكن التي يوجد بها ندرة في المياه.

فيما قالت الدكتورة سامية علاء رئيس قسم التغذية بوحدة الإنتاج المكثف، إن هدف الوحدة تقليل عدد الأيام عن الاستزراع العادي بحيث تصل مدة حجم السمكة المثمنة إلى 100 يوم، وأن الوحدة تعمل طوال العام بأقل كمية ماء على عكس الاستزراع العادي.

بدورها، شرحت الدكتورة مها محمد حامد رئيس قسم التربية بوحدة المكثف، كيفية التحاقها بالمشروع، حيث قالت إنها جاءت بعد علمها بأن المشروع يطلب عاملين للعمل به، حيث قمت بالفعل بتقديم الأوراق المطلوبة وبعد فترة تلقيت تليفون للحضور؛ لإجراء الاختبارات المتعلقة في مجال تخصصي، وتجاوزت كل هذا وتم تعييني بالمشروع.

وقدم مدير مصنع السمك والجمبري شرحا توضيحيا للمراحل التي يمر بها تصنيع السمك بداية من الفرز وصولا إلى عملية التغليف ووضعه في ثلاجات، مشيرا إلى أن القوى الإجمالية للمصنع 1200 عامل.

فيما استعرض عدد من الصيادين وشباب الجامعات العاملين في المشروع كيفية التقدم والالتحاق بهذا المشروع الطموح وتجربة البعض في محاولة الهجرة غير شرعية، معبرين عن سعادتهم بهذا المشروع الذي يوفر فرص العمل الثابتة وتحقيق الاستقرار المادي والاجتماعي .