"وراء كل مجنون امرأة".. من عش الزوجية إلى "السرايا الصفرا"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


يعرف عالم البحث عن حلول لألغاز الجرائم قاعدة شهيرة وهى: "فتش عن المرأة"، باعتباره مصدر الشرور فى العالم، وهى القاعدة التى يمكن تطبيقها فى مستشفيات الصحة النفسية، التى تمتلئ بحكايات المرضى، ودور البطولة محجوز مقدماً للنساء على اختلافهن، لأن جميعهن كن السبب فى وجود مجنون فى عنابر المستشفى، سواء مصاب بالفصام أو التعلق الزائد بالأم أو لهجر الحبيبة.

من بين هذه الحالات عامل يدعى "م . س"، بدأت رحلته مع الجنون بالإصابة بالشكوك، وبعدها أصيب بالفصام، الذى قاده للتورط فى جريمة قتل بشعة.

يعمل "م"، فى محافظة مرسى مطروح، وتقيم زوجته بالمنيا، وتجمعهما الإجازات، ولكن أحاديث زملائه فى فترات الراحة عن علاقاتهم الغرامية مع النساء المتزوجات من مغفلين فجرت الشكوك بداخله حول شريكة حياته، وامتدت شكوكه لشقيقاته ووالدته وكان يتخيلهن كعضوات فى شبكة دعارة، وما رفع درجة شكوكه أن زميله الذى كان يتحدث عن علاقاته النسائية كانت إجازته فى مواعيد عمله والعكس، فتخيل أن هذا الشخص على علاقة بزوجته وبدأ يتعامل باعتبار الخيانة الزوجته أمر واقع وأنها تحدث بعلم والدته التى تعيش فى نفس المنزل، وفى شهر رمضان طلب من والدته تركه وزوجته منفردين كما أرسل أولادهما إلى الجيران، وأطلق 6 رصاصات على زوجته، حيث أصيب الشاب بـ"الانفصام التشككى".

أما الزوج، البالغ من العمر، 52 سنة، فأصابه اضطراب نفسى تسبب فى فضائح يومية له ولزوجته فلم يكتف بالنيل من شرفها، ولكنه أصبح مصدر خطر دائم للمحيطين به، ومنهن بناته، حيث كان يتهم زوجته بأنها تحضر رجالاً للمنزل، وتقول الزوجة، إنها أودعته أحد المستشفيات النفسية بعد محاولته اغتصاب بناته.

ووضع الفصام نهاية لشاب يدعى "م . ص"، 28 سنة، حيث كان يتحدث بشكل متكرر عن فتاة تدعى "هالة" وعن رغبته فى قتلها لأنها تركته، وكلما رأى فتاة تحمل نفس الاسم يتخيل أنها نفس البنت التى تلاعبت به فيهددها، وصل الأمر لدخوله إلى منازل جيرانه والتعامل مع فتياتهن باعتبارهن "هالة" ومحاولة قتلهن، فقام شقيقه بإيداعه المستشفى لعلاجه بعد أن أصبح خطراً على المحيطين به وعلى نفسه أيضاً بعد محاولاته المتكررة الانتحار.

وساوس دائمة كانت تحاصر "أ . م"، 24 سنة، جعلته يتصور أن زوجته تقيم علاقات مع شقيقه وأن شقيقته تقيم علاقة غير مشروعة مع زوج شقيقتها، فأودعته الأسرة المستشفى، خصوصاً أن هلاوسه لم تكن موجودة بمحيط الأسرة فقط ولكنها أصبحت معروفة للجيران أيضاً.

"عقدة أوديب" مرض نفسى أصاب "ر. ع"، نتيجة تعلقه الزائد بالأم، ما جعله يرى كل النساء مثلها، وعندما تزوج لم يستطع ممارسة العلاقة الزوجية مع زوجته بشكل طبيعى، لأنه اعتبرها والدته.

الاكتئاب الشديد ومحاولة الانتحار، حالات تصيب العديد من الشباب نتيجة الفشل العاطفى أو تخلى الحبيبة والخيانة وقد تؤدى إلى شلل نفسى كما حدث مع "ف . أ" وهو شاب يعمل فى ديوان محافظة السويس.

بدأت رحلة "ف" مع المرض بعد نشوب خلافات بينه وبين خطيبته حيث تدخل صديقه للصلح بينهما، وبعد الواقعة بأسبوعين علم بزفاف الخطيبة على الصديق، ثم أصيب بالشلل فى حادث سير، سرعان ما هاجمته حالة اكتئاب شديد.

الرفض العاطفى دفع "ع . ح "، الشاب الصعيدى الذى يدرس بجامعة 6 أكتوبر إلى الدخول فى نوبة اكتئاب وقطع شرايينه محاولاً الانتحار نتيجة إصابته باكتئاب حاد بعد رفض فتاة قاهرية لعواطفه نحوها.

الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، علق على هذه الحالات بقوله إن هناك عدداً كبيراً من الشباب يصابون بالوساوس حول أمهاتهم وتجعلهم يتخيلون طيلة الوقت أن الأم تمارس أعمالاً منافية للآداب ويغرقون فى هذه الخيالات التى تتحول لحقائق فى أذهانهم، ويسقطون هذه الصورة على جميع السيدات ويتحول الأمر إلى مرض نفسى مزمن خاصة أن غالبية الحالات لا يبوحون للآخرين بشكوكهم ما يؤدى لإصابتهم بالفصام.