خبراء عسكريون: حدود مصر مع إفريقيا مناطق نمو العناصر الإرهابية

العدد الأسبوعي

عناصر إرهابية - أرشيفية
عناصر إرهابية - أرشيفية


تعتمد استراتيجية مصر فى مواجهة الإرهاب على القضاء على عناصره ومعسكراته، وتجفيف منابع تمويله، وكشف الغطاء السياسى الذى يحميه.

يقول اللواء أركان حرب، أحمد يوسف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مصر لا تعتدى على أحد إلا إذا كان هناك تهديد مباشر يمس أمنها القومى، وهو ما يتوافق مع القانون الدولى.

وأوضح أنه عندما قامت عناصر داعش الإرهابية، بذبح المصريين فى ليبيا، تدخلت مصر وقواتها المسلحة للرد داخل الأراضى الليبية، للوقاية من خطر معسكرات الإرهابيين، والقصاص لأبنائها، واتخاذ ما يلزم تجاه أى تهديد صريح لأمن مصر.

وأضاف أن مصر تستخدم استراتيجية مزودجة فى التعامل مع تلك العناصر والمعسكرات، وذلك من خلال ضبط الحدود، سواء فى الشمال أو الغرب أو الجنوب، من خلال سلاح حرس الحدود، ومنع تسلل تلك العناصر إلى الأراضى المصرية، وضبط وتدمير عتاد وسلاح الجماعات الإرهابية التى تحاول إدخالها البلاد، من خلال التنسيق بين القوات الجوية والبرية وقوات حرس الحدود.

وأشار إلى أن الجانب الآخر من الاستراتيجية، هو التنسيق مع دول الجوار، سواء السودان، أو ليبيا معلوماتياً واستخباراتياً، لتحديد أماكن تلك العناصر وتجمعاتهم على الحدود، للقيام بضربات استباقية تستهدف تلك العناصر، وتقويض وجودها بالمنطقة، مشيراً إلى أن مصر نادت منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، المسئولية، مراراً وتكرارً بخطر الإرهاب، والعناصر المسلحة العابرة للحدود، الخطرة على الأمن والسلم العالمى، وما تمثله من تهديد صريح وواضح لدول العالم، وليس دول الشرق الأوسط فقط.

وقال اللواء أركان حرب، سمير بدوى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مصر رأت أن تعاظم قوى الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط والوطن العربى، والإمكانيات التى تستخدمها، يستلزم العمل على توحيد الرؤى، فقامت بتنظيم مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، العام الماضى، للعمل على محاربة الإرهاب العاربر للحدود ومهربى السلاح وتجار البشر، وبدء التنسيق المخابراتى والمعلوماتى والعسكرى، بين الدول المشاركة فى المؤتمر، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب فى القاهرة، يتولى تنفيذ توصيات المؤتمر النهائية.

وأوضح أن دول الساحل والصحراء، هى أكثر الدول التى ينتشر بها خطر داعش، بسبب ضعف الإجراءات الأمنية فى بعض تلك الدول، ما جعل داعش تستخدمها كمركز للتدريب والتأهيل والتمركز، قبل تنفيذ عملياته على الدول الأخرى.

وأكد أن الحدود السودانية التشادية، ودول ساحل العاج، هما عنق الزجاجة التى تتسرب منها العناصر الإرهابية لدول الجوار، وتستخدمها فى إقامة معسكرات مسلحة خاصة بهم، مشيراً إلى أن مصر تعمل على توعية المجتمع الدولى بخطر الإرهاب فى المناطق الحدودية، وتبادل المعلومات مع الدول الكبرى حول المعسكرات والعناصر الإرهابية، وما يشير إلى ذلك إعلان روسيا أنها أحبطت عملية إرهابية كانت ستتم على أراضيها من عناصر داعش، بالتنسيق مع الجانب المصرى.

وأضاف أن مصر تعمل أيضا على التنسيق مع الجانب الليبى لضبط الحدود، خاصةً أن ليبيا فى حالة تشتت عسكرى حاليا، وهو ما تعمل مصر على معالجته فى الوقت الراهن، موضحا أن الدولة الليبية لا تمتلك سلاح حرس حدود، وهو ما يعنى أن على مصر بذل مجهود مضاعف لضبط الحدود.

وأشار اللواء أركان حرب، محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، إلي أن الهدف الأساسى من إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية، هو السيطرة على الجانب الغربى لمصر، بسبب اتساع الحدود مع ليبيا، إذ تصل لأكثر من 1200 كيلو متر، وتستهدف مصر وضع قوات مناسبة على الحدود الأخرى الجنوبية والشرقية والشمالية، إلى جانب التركيز على قوات خفر السواحل، بالتنسيق مع القوات البحرية والجوية.

وأضاف أن هناك جماعات إرهابية أخرى، كالإخوان المسلمين، تدعم تلك العناصر الجهادية بشكل غير مباشر، والكثير من عناصر الإخوان تذهب للتدريب فى معسكراتها برعاية قطرية، وتحت غطاء سياسى وتمويل تركى – قطرى، وبعض الدول التى تريد للإرهاب أن ينتشر لضرب استقرار الدول العربية، وهو ما أصبح مكشوفاً أمام المجتمع الدولى، بفضل السلطات المصرية، وأجهزة تبادل المعلومات.

وأوضح أن مصر تسعى من خلال جميع مؤسسات الدولة، لتوعية الرأى العام المصرى والعالمى لخطر الإرهاب، وعناصره الموجودة على الحدود مع دول الجوار، وتوعية شبابها حتى لا ينساقوا لأفكار تلك الجماعات التى تستخدم الدين فى القتل والدمار.