خلطة "الجنس" و"الجهاد" فى فراش داعش والقاعدة

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


■ "السياحة العائلية" وسيلة مقاتلى القاعدة والجهاد لتلبية رغباتهم الجنسية فى أفغانستان.. وسجون "المراجعات" تحولت إلى فنادق لـ"الخلوة الشرعية"

■ أسامة بن لادن أفتى بـ"العادة السرية" لمقاتليه.. والبغدادى ضم «الشواذ» لغزو أوروبا

■ وأعلن التعبئة "الجنسية" العامة ب"الجوارى" و"المقاتلات"

■ صلاح عبدالسلام و"بوهلال" منفذ هجوم نيس مارسا الشذوذ الجنسى


من بين وثائق الدفعة "الرابعة" لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والتى عثر عليها فى مخبأه الأخير فى مدينة "أبوت آباد" الباكستانية، وتم الإفراج عنها مؤخراً، حظى فيديو"عُرس" نجله "الأثير" حمزة باهتمام خاص، فى وسائل الإعلام والأوساط البحثية.

للمرة الأولى منذ تجاوزه سن الطفولة، يظهر حمزة بن لادن، الواجهة الشابة الجديدة للقاعدة، إلى العلن فى فيديو حى بالصوت والصورة.

غير أن الرمز الشاب للقاعدة، والذى يبلغ الآن الثامنة والعشرين من عمره، يبدو فى فيديو"أبوت آباد"عريساً مراهقاً، صاحب نظرات خجولة وابتسامة مهذبة، يحيط به المهنئون من أعضاء التنظيم وأطفالهم، وأمامه أطباق الحلوى والفاكهة، وزجاجات الكوكاكولا "الأمريكية"!.   

حمزة ليس الأول بين أبناء أسامة بن لادن الذى يتزوج فى سن صغيرة، بل حرص زعيم القاعدة على تزويج أولاده عادةً بمجرد وصولهم سن البلوغ، وسبق وأقام لنجله الأكبر محمد عرسا شهيرا فى قندهار، وعمره 17عاماً.

كذلك كان أسامة بن لادن نفسه، مراهقاً لم يتجاوز بعد مرحلة دراسته الثانوية، عندما تزوج من ابنة خاله السورية نجوى غانم، وما أن خطا خطواته الأولى فى مرحلة "العشرينات"حتى بدأ فى التعدد والجمع بين أكثر من زوجة فى آن واحد.

1

«السياحة الجنسية» فى أرض الجهاد

منذ البداية، أدرك بن لادن أهمية وخطورة "الجنس" فى حياة مقاتليه، وقررأن تجاهل احتياجاتهم الجنسية هو مخاطرة غير مأمونة العواقب مع طول مدة الحرب الأفغانية ومعاركها، فكان أول من ابتدع مفهوم "السياحة العائلية" فى تاريخ التنظيمات الإسلامية، وأعطى الإذن وقدم التسهيلات فى سبيل استقدام زوجات "المجاهدين" بأطفالهن من بلدانهن الأصلية، سواء للزيارة أو الإقامة، بغرض توفير "حياة جنسية"وعائلية طبيعية لـ"لإخوة" من المقاتلين، ووضع ذلك على قائمة اهتماماته، حتى إن حدث وقتل أحد أعضاء التنظيم، فكان من المتعارف عليه أن تنتقل إلى عصمة زميل آخرله يتزوجها بعد ذلك.

كما سبق شكرى مصطفى بن لادن فى ذلك، فزوج أعضاء تنظيمه "التكفير والهجرة"، داخل مجتمعهم المنعزل.

2

«العادة السرية».. فتوى بن لادن

لم تكن الدفعة الأخيرة من وثائق "أبوت آباد" هى الوحيدة التى يظهر فيها اهتماماً بالزواج وأمور الجنس لدى بن لادن، بل سبقتها مطلع العام الحالى الدفعة الأكثر إثارة من مذكرات زعيم القاعدة، وكشف من خلالها أن مقاتلى التنظيم فى بعض الفروع، كانوا يشكون شعورهم بالحرمان الجنسى، وأن أسامة بن لادن قد أفتى لهم  اشتراكاً مع الظواهرى، بإباحة "الاستمناء" أو ممارسة العادة السرية، بهدف تفريغ طاقتهم الجنسية وحل مشكلتهم، كما قدم تأصيلاً شرعياً متكاملاً لذلك..

 فكتب أسامة لأحد قادة القاعدة فى شمال إفريقيا، تحت عنوان"سرى جداً" يقول له :"أما بالنسبة إلى مشكلة الإخوة الموجودين معك والذين يعيشون حالة تَبَتُلٍ، ويعانون من غياب زوجاتهم فى ظل ظروف فُرضت عليه، فنحن ندعو الله أن يتم إطلاق سراحهم، وقد كتبت إلى الشيخ الدكتور"أيمن الظواهري" وتشاورت مع الشيخ "أبويحيى الليبي"، وبدوره قام الدكتور"أيمن" بكتابة رأيه بشأنهم، وكما هو واضح أمامنا فإننا لا نرى أى مانع من أن نعلن لهؤلاء الأخوة عن جواز ممارستهم للعادة السرية "الاستمناء"- فى ظل ظروف محددة- وطالما أن الأمر أصبح صعب للغاية، وقد رجّح السلف هذا القول لعموم المجتمع، ونصحوا الشباب خلال وقت المعارك بممارسة الإستمناء، كما وصفها الفقهاء وبصفة خاصة عند الحاجة، وليس هناك أى شك فى أن الإخوة يعيشون تلك الحالة الشديدة الآن".

وهو مايعنى ببساطة أن تنظيم القاعدة مازال يرفع شعار"العادة السرية" لمقاتلى التنظيم عند الحاجة إليها، حتى الآن، فى عهد زعيمه الحالى أيمن الظواهرى، بصفته شريك أساسى فى إصدار تلك الفتوى، قبل وفاة بن لادن.

3

داعش يعلن «التعبئة الجنسية» العامة

التقط تنظيم "داعش" الخيط بعد ذلك من "القاعدة" وطوره، متجاوزاً مرحلة محاولة "الاحتواء الجنسي" لمقاتليه، ومراعاة تلبية احتياجاتهم الجنسية إلى ماهو أبعد من ذلك، بإعلان مايشبه "التعبئة الجنسية"العامة بتنوعاتها المختلفة!.

استثمر التنظيم بامتياز وجوده فى مجتمعات تعانى من آفة الكبت الجنسى بامتياز، واختار السلاح الأول عند مخاطبة زبائنه وأغلبهم من المراهقين، فقرر أن يطرق على الحديد وهو ساخن، وأعلن أراضيه، ساحة مفتوحة لتوفير المتعة الجنسية للمنضمين إلى صفوفه، كما تفنن فى تنويع مصادره من "خام" المتعة الجنسية المتوفر لديه، فبدأ بـ"الداعشيات".

 وكما استحدث استغلال النساء المنضمات إليه كأدوات حرب، يلقنهن التدريبات فى معسكراته، ويحملن السلاح على الجبهات، وينخرطن فى كتائبه المقاتلة وأجهزته الأمنية، لم يتهاون التنظيم فى الاستثمار فيهن كأدوات للمتعة الجنسية، قبل ذلك فى الأصل كزوجات يقدمهن لمقاتليه بمهور زهيدة، علاوة على الأجر والمسكن.

الأخطر من ذلك، أن هوس توفير المتعة الجنسية لمقاتلى داعش، كان أساساً فى تحويل الأراضى التى تقع تحت سيطرة التنظيم فى سوريا والعراق، إلى مسرح للرعب الكامل والاستعباد الجنسى، وأيضاً إلى سوق نخاسة كبيرة فى القرن الحادى والعشرين، بوقائع الخطف والسبى والإيجار، والبيع المتكرر والاغتصاب المتوالى من مشترٍ لآخر، لمواطنات تلك المدن من الفتيات الأيزيديات والمسيحيات، اللواتى يقعن فى قبضة داعش بوصفهن غنائم حرب، بمن فيهن الأطفال بدءاً من سن العاشرة فلا تقتصر المأساة على الفتيات فى سن البلوغ.

فيما كان التنظيم يحتفظ بأجمل هؤلاء الفتيات فى العادة كمخصصات للصفوة من قياداته، ثم مكافآت لأفضل مقاتليه بعد ذلك، حيث الغرق فى المتعة الجنسية حتى الثمالة هى أفضل مكافأة فى عرف "داعش".

ومن أشهر تلك القصص، حكاية  خليفة داعش، أبوبكر البغدادى نفسه، مع الأمريكية كايلا مولر27 عاماً، الضحية صاحبة الفضيحة الجنسية الأشهر والأكثر وحشية للبغدادى، حيث مارس اغتصابها مراراً وتكراراً على مدار عام ونصف العام، اتخذها "ملك يمين" له خلالها، قبل أن يمنحها إلى أحد مقاتلى داعش كمكافأة، ثم ينتهى الأمر بقتلها فى فبراير 2015، وادعاء التنظيم مصرعها فى إحدى غارات التحالف الدولى.

4

الشواذ.. خيول داعش فى أوروبا

لم يتبق إلا ممارسة الشذوذ الجنسى، حتى تكتمل المعادلة الجنسية لدى تنظيم داعش، الذى رفع شعار الإعدام بالرمى من فوق الأسطح وإزهاق الروح بالحجارة، لممارسى "اللواط" من سكان المدن التى تقع فى قبضته، لمزيد من إثارة الرعب والرهبة.

غير أن نفس التنظيم لم يتردد للحظة فى ضم المثليين ذاتهم كجنود وقيادات بين صفوفه، ثم كخيول تابعة له لغزو أوروبا أيضاً، مادام ذلك سيصب فى المصلحة العليا لـ"خلافة البغدادي"، ومن هؤلاء صلاح عبدالسلام قيادى هجمات باريس وقد عرف عنه التردد بكثرة على حانات المثليين ومغازلة الرجال، وكذلك محمد لحويج بوهلال منفذ حادث الدهس فى نيس وعرف بحياته الجنسية الجامحة وأنه مهووس بالجنس، يواعد الرجال والنساء، ولا يفوت حديثاً إلا ويتكلم فيه عن الجنس.

5

ممثلة بورنو لكل انتحارى

التأصيل لمفهوم الانتحارى لدى التنظيمات الإرهابية هو تأصيل جنسى بالأساس، فالجنس هو الجائزة الأبدية والإثارة الدائمة بلاحدود، يحصل عليها فقط "الصفوة" من الانتحاريين فى صفوف تلك التنظيمات، ويجمعونها فى الدنيا والآخرة، بضغطة زر واحدة تفصل الانتحارى عن 72 فتاة من عذراوات الحور العين فى الجنة.

إحدى الوقائع التى تجسد كيف تكون تلك الظاهرة دافعا يسيطر على أذهان منفذى العمليات الانتحارية أن أحد الانتحاريين فى العراق قال قبل تفجير نفسه "أيتها الحور العين أقبلى أقبلي".

وعلى وقع تزايد العمليات الانتحارية، فقد التقطت ممثلة البورنو ستورمى دانيال تلك الظاهرة، فكتبت على صفحتها الشخصية على فيس بوك: "مستعدة لممارسة الجنس باحتراف ومجانا مع أى شخص لديه رغبة فى القيام بعملية انتحارية أو إرهابية من أجل أن يظفر بالحور العين ومستعدة أن أقابله فى أى مكان بالعالم وأن أكون حوريته الحقيقية بدلا من الحورية الوهمية بشرط أن يتخلى عن فكرته الانتحارية المجنونة وأعده بأننى سوف أجعله يقضى معى ليلة لن ينساها أبداً ولن تخطر بأحلامه".

6

«قوادات» لصالح داعش

التخلص من "الوصمة الاجتماعية" والهروب من ثأر العائلة، فى حالة الفتيات اللواتى تورطن فى علاقات خارج إطار الزواج، أو حتى اللحاق بحبيب أو عشيق التحق بجيش "الخلافة"، كلها دوافع متباينة لانضمام النساء إلى داعش، شكل الجنس محدداً أساسياً فيها، فضلاً عن الهروب من الضغوط والمشاكل الاجتماعية والعائلية.

فقد تم إلقاء القبض بالفعل على بعض النساء القوادات فى سوريا والعراق ممن يجتذبن الفتيات لصالح تنظيم داعش الذى يدربهن للعمليات الانتحارية التى تضمن لهن الجنة ومحو الذنوب، وكذلك الحال فى فرنسا حيث تم إلقاء القبض على قوادات أخريات تعملن لصالح داعش، فى توريد الرقيق الأبيض للتنظيم عبر تجنيد الفتيات العاملات بالدعارة.

كذلك بالنسبة للأوروبيات الباحثات عن المغامرة أو ممن يبحثن عن حياة التطهر بعد النفور من حياة الجنس المفتوح واللذة الحسية المطلقة والمتعة بلا حساب، وأشهر هؤلاء مغنية الراب سالى جونز المعروفة بأرملة داعش البيضاء، وكذلك حسناء بولحسن، داعشية خلية هجمات باريس.

كما سبق أن كان الانتقام لفقد الزوج أو التعرض للاغتصاب دافعاً للعنف فى حالة "الأرامل السود" بروسيا.

7

فنادق الجنس «الحلال» فى سجون مبارك

سبق أن كانت المتعة الجنسية الحلال هى أحد أهم بنود صفقة المراجعات بين نظام مبارك والجماعات الاسلامية فى مصر وأكثرها فاعلية.

حيث تم السماح لقيادات وأعضاء تلك التنظيمات والجماعات بموجب موافقتهن على المراجعات بممارسة الخلوة الشرعية مع زوجاتهن، فتحولت مستشفيات عدد من السجون الى فنادق خاصة لممارسة الخلوة الشرعية بجداول بين المساجين، حتى أن عددا من هؤلاء قد أقام حفل زفافه فى السجن وتزوج وأنجب أيضا ومن أشهر هؤلاء طارق الزمر قيادى تنظيم الجهاد والجماعة الاسلامية.

8

«قطب» و«عطا» مكبوتان جنسياً

وفى محاولة للبحث عن إجابة لسؤال، كيف يمكن أن يؤدى الكبت الجنسى إلى اعتناق الجهاد المسلح؟، ترجمت مريم كمال مانشره الكاتب سايمون كوت فى مجلة فورين بوليسى الأمريكية، من أنه "رغم الخطأ  فى التعميم المطلق فى الربط بين فكرة "الكبت الجنسي" والانحياز للعنف والجهاد المسلح، لأنه ليس كل جهادى أو إرهابى هو شخص بالضرورة مُحبَط أو مكبوت جنسياً، فإن تلك النظرية مازالت تلقى لدى مؤيديها دعماً من مخزون الحكايات حول كل من سيد قطب، الذى سجل تجربة رحلته الدراسية إلى الولايات المتحدة خلال المدة من العام 1948وحتى العام 1951، فتحدث عن إحساسه بالنفور من "الأمريكية الفاتنة"، ومع ذلك لم يفته أن يكتب وصفاً جنسياً دقيقاً عنها قائلا:"الفاتنة الأمريكية" ذات العيون المُعبّرة، والشفاه العطشى، والصدر المُتكوّر، والأرداف المُمتلِئة، صاحبة الأفخاذ المتناسقة والساق الملساء المصقولة"، فيما عبر عن صدمته من الرقص داخل الكنيسة، فوصف الأجواء هناك بـ"المليئة بالرغبة".

ما دفع بالروائى "مارتن آميس" إلى القول بأن رغبات قطب الجنسية- والتى لم يستطع أن يحققها- جعلته خائفا جدا، بل أصابته بحالة خجل من نفسه، وربما نقلت له إحساسا بالمهانة، وهو ما دفعه إلى تحويل تلك الأفكار إلى القتل"، وهو ماينطبق أيضاًعلى محمد عطا قائد هجمات الحادى عشر من سبتمبر، الذى حكم عليه البعض بأنه كان مكبوتا جنسياُ، فيما أوصى بألا تقترب منه امرأة بعد وفاته أو تسير فى جنازته.

فـ"المرأة بالنسبة لـ"عطا" و"قطب" هى الخطر والقذارة.

هى مصدر الآثام ومنبع الدنس".