للكبار فقط.. كليب "عندي ظروف" هوس جنسي أم واقع؟

تقارير وحوارات

شيما
شيما


ثورة شبابية على مواقع التواصل.. و"يوتيوب" يمنع عرض الكليب


البرلمان يطالب بمحاسبة "شيما".. و"الأزهر" يحرم الفن الهابط


"السلفيين": الفن حرام شرعًا.. والكليب يدعو للانحلال الأخلاقي 


آثارت المغنية شيما أحمد، ضجة كبيرة في المجتمع المصري في كافة الأوساط، إُثر إصدار كليبها الجديد "عندى ظروف"، لاحتوائه على العديد من الإيحاءات الجنسية، إضافة إلى الرموز التي تشير إلى الرذيلة، حيث تجسد دور معلمة تدرس الرذيلة في مدرسة للشباب، فضلًا عما يحمله من إيحاءات جنسية باستخدام الفاكهة، سواء الموز أو التفاح، أو عن طريق سكب اللبن على الموز، لتتوالى التعليقات المهاجمة حتى وصلت لحذف الفيديو من على "اليوتيوب"، بالإضافة إلى سحب ترخيص الرقابة على المصنفات الفنية، وهيئة المهن الموسيقية، من "شيما".

 

كليب "عندي ظروف"

كليب "عندى ظروف" أطلقته المغنية شيما أحمد، وأحدث حالة كبيرة من الجدل لاحتوائه على العديد من الإيحاءات الجنسية.

 

الأغنية من كلمات محمد عاطف وألحان رامى جمال وتوزيع نور ومن إخراج محمد جمال، وتقول كلماتها، "يعنى بالذمة مش مكسوف تبعد وتقول عندى ظروف أنت مبقتش زى زمان حتى قاسى وأنانى كمان".

 

تجارب سابقة فاشلة

بالرغم من فشل العديد من التجارب الغنائية التي اعتمدت على الإيحاءات الجنسية، سارت "شيما" بكليبها الجديد "عندي ظروف"، على نفس النهج باللعب على أوتار الرغبات المكبوتة لدى الشباب، الذي سارت فيه قبلها نجلا مطربة الحصان، وسلمى الفولي بطلة كليب سيب ايدى، وبوسى سمير بأغنيتها الشهير حط النقط على الحروف، وبرديس بأغنيتها يا واد تقيل، فضلًا عن كليبات سما المصري العديدة، التي أحدثت بدورها ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، ولم تحظ بالقبول.

 

ثورة شبابية

وبمجرد انتشار كليب "عندي ظروف" على مواقع التواصل الاجتماعي، ثار العديد من الشباب، غضبًا ما محتواه، وقالت دعاء مكرم، ذو الـ 30 عام، "انتشار الكليبات ذات الإيحاءات الجنسية، بغرض هوس الشهرة .. البنات عاوزة تتشهر بأي طريقة فإن وجدت الباب الطبيعي للشهرة بالموهبة وهي لا تمتلكها بحثت عما تمتلكه لتصل به"، مضيفةً؛ "كليب شيما دلالة على الانحلال في المجتمع وسط غياب دور الأزهر والفن الأصيل تحت دعاوى الحرية".

 

وعن تداعيات لجوء الفنانات للأعمال الهابطة، التقطت سمر مصطفي ذو الـ 28 عام، طرف الحديث، قائلةً؛ "بعض الفنانات تلعب على أوتار الظروف المحيطة بالشباب بإنتاج الأعمال الهابطة، التي تجذبهم للمشاهدة، ولكن هذا ليس مبررًا لتضيع الوقت في أشياء تافهة ومثيرة للفتنة".

 

وتابعت "مصطفي"، "الشباب الذي يمتلك الأخلاق والقيم مهما كانت المغريات حوليه مش هيقلد الآخرين حتى لو اتعرض لضغوطات هيشوف أي هوايات وأشياء أخرى".

 

غضب برلماني

وعقب ثورة الشباب وغضبهم من كليب "عندي ظروف"، تعالت أصوات أعضاء مجلس النواب، المطالبة بمحاسبة المغنية شيما، عن ما بدر منها، وإصدارها كليب يحمل إيحاءات جنسية، حيث قال جلال عوارة، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن ما يحتويه الكليب، يعتبر فن هابط يسيء للمجتمع المصري، الذي يُعرف بطبعه المتدين والمحافظ على موروثاته الثقافية والحضارية.

 

وأضاف "عوارة"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه لا بد من وقفة حاسمة، ضد أصحاب الفن الهابط، الذين يسئون للمجتمع، بظواهرهم الغريبة بغرض الشهرة، دون النظر لموروثاتنا الثقافية والحضارية، مطالبًا بالتحقيق مع صاحبة الكليب ومحاسبتها عليه.

 

"الأزهر" يحرم الظاهرة

ومن الناحية الأزهرية، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفقه والعقيدة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب؛ إن كليب "عندي ظروف" والظواهر الهابطة المشابهة له، حرام شرعًا على من ينفذها ويشارك في الترويج لها، مشيرةً إلى أن هؤلاء يستخدمون الأعمال الهابطة من أجل الشهرة دون النظر لنتيجة أعمالهم وصداها على المجتمع.

 

وأوضحت "نصير"، في تصريحاتها الخاصة لـ"الفجر"، أن الأعمال الفنية الهابطة، تثير الفتن في المجتمع، وتكون منافية للآداب، وهؤلاء لا يدركون المعنى الحقيقي للفن الراقي، الذي يسعى لإثاء قيم ومبادئ المجتمع، مشددة على ضرورة تصدي المجتمع ككل للفن الهابط.

 

"السلفيين": ظواهر محرمة شرعًا

أما الداعية السلفي حسين مطاوع، وصف كليب "عندي ظروف"، بأنه ظاهرة خطيرة أصبحت تطل برأسها علينا وهي انتشار كليبات غنائية أقرب إلى الإباحية منها إلى الغناء، فإذا كان الغناء محرمًا أصلًا في شريعتنا فكيف بهذه الكليبات التي أقل ما يقال فيها إنها تدعو للانحلال الأخلاقي وإفساد شريحة عالية جدًا من مجتمعنا وهم الشباب الذين ينتظر أن يكونوا هم نواة المستقبل لبلادنا.

 

وأضاف مطاوع، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن انتشار هذه الكليبات يرجع في الأصل لضعف الوازع الديني عند أصحابها وعند من يشاهدها، ثم الفراغ الكبير الذي يعيشه الشباب يجعل الكثير منهم يبحث عن ما يملؤ له هذا الفراغ حتى وإن كان في أمر كهذا، فضلًا عن انتشار مواقع التواصل بشكل يتيح لكل مستخدميها مشاهدة هذه النوعيات.

 

وعن كيفية التصدي لتلك الظواهر، شدد الداعية السلفي، على أنه تبقى التنشئة والتربية في البيت لها العامل الأكبر في سلوك الشاب فكل شاب وما نشأ وتربى عليه من مباديء وقيم إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا.

 

"المهن الموسيقية" تسحب ترخيص "شيما"

وبعد الثورة الغاضبة التي تسبب فيها كليب "عندي ظروف"، أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرار بسحب ترخيص المطربة شيما، حيث جاء قرارها بسبب الكليب، أنه إباحي ويدعو للخروج عن القيم بحسب وصفها.

 

وجاء نص قرار "الموسيقيين" كالآتي: "في إطار الدور الأخلاقي الذي تمارسة نقابة المهن الموسيقية للارتقاء بالفن؛ (غناء وموسيقي وأخلاق)، قرر مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية سحب التصريح السنوي من شيماء أحمد عبدالرؤوف الميت، صاحبة فيديو كليب "عندي ظروف" المعروفة باسم شيما، وعدم التعامل معها بصفتها مطربة حيث أنها عضوة منتسبة وذلك بعد طرحها الكليب على الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أقل ما يقال عنه أنه إباحي ويدعو للخروج عن القيم المجتمعية والأخلاقية".

 

الرقابة على المصنفات الفنية تسحب الترخيص

فيما أصدر الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، قرارًا بسحب الترخيص الخاص بالفنانة شيماء أحمد عبدالروؤف، وذلك لما صدر منها من أفعال مخلة بالآداب العامة وإيحاءات جنسية بكليبها.

 

محضر ضد منتجي "عندي ظروف"

كما صرح "عبدالجليل"، بأنه قام بتحرير محضر ضد الشركة المنتجة للكليب لـ"إنتاجها مصنف سمعي بصري دون تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية".

 

"يوتيوب" تمنع عرض "عندي ظروف"

وفي خطوة جريئة، منعت إدراة يوتيوب عرض "كليب عندي ظروف"، كما وضعت تصنيفه في قوائم الكبار فقط.

 

ووضع يويتوب رسالة على قائمة منشور الكليب بعد وقفه، باشتراط معرفة السن العمرى، وهو الإجراء الذي يتخذه يوتيوب فيما يتعلق بفيديوهات البالغين والكبار فقط.

 

أبطال "عندي ظروف" يتخلون عنه

وبعد الضجة الكبيرة التي تسبب فيها كليب "عندي ظروف"، دفع الشاعر الغنائي، محمد عاطف، مؤلف كلمات أغنية "عندي ظروف"، إلى اعتذاره عن المشاهد التي يحويها الكليب، قائلًا؛ "اعترض على الكليب، ولا أحب أن يشاهد أفراد أسرتي الفيديو، لأنه مش حاجة مشرفة".

 

وأوضح الشاعر الغنائي، أنه فوجئ بالفيديو كليب، حيث أن كلمات الأغنية "كلام عادي"، موضحًا أن علاقة الشاعر والملحن والموزع تنتهي "أديو" ولا علاقة لهم بالفيديو، قائلًا؛ "شيما ندمانة على الكليب".

 

اعتذار صاحبة "عندي ظروف"

ونظرًا للهجوم الشديد الذي تلقته "شيما"، تقدمت باعتذار لمتابعيها وكل من استاء من كليبها الأخير "عندى ظروف"، قائلةً؛ "بتأسف لكل الناس اللى شافوا الكليب واتضايقوا من الكليب وشافوه بمناظر غير لائقة، أنا مكنش فى بالى أن كل ده ممكن يحصل وأنى أتلقى هجوم جامد قوى من كل الناس".

 

وأضافت "شيما" عبر صفحتها على "الفيس بوك": "كمطربة شابة لسه في مقتبل عمرها عندها حلم من وهي صغيرة أنها تكون مطربة زى أي إنسان عنده حلم ونفسه يحققه أنا كمطربة غنيت فقط وليس لى أي علم وفهم بطريقة أو بمعنى الإخراج وأشياء كثيرة لم أفهم معناها فهذا يرجع للإخراج وليس لى أي تدخل بذلك أرجو من الجميع ومن كل الجمهور أن يتقبل أسفى وبشدة".

 

وتابعت: "كل الأسف والاحترام والتقدير لنقابة بلدى اللى بكن ليها كل احترام نقابة المهن الموسيقية، واللي هقدر أوعدكم به أنى هسعى واجتهد أني أقدم ليكم فن محترم يليق بجمهور محترم زيكم يا أحسن ناس في الدنيا".