صحف الخليج تكشف المُخطط القطري الصهيوني لزعزعة استقرار الدول العربية

تقارير وحوارات

قطر وإسرائيل - تعبيرية
قطر وإسرائيل - تعبيرية



تناولت الصحف الخليجية اليوم السبت عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الخليج" بأن الدوحة شريك استراتيجي للكيان الصهيوني بشأن زعزعة استقرار المنطقة العربية، وكذلك ما أكدته صحيفة "البيان" بأن توسعات قطر في إنتاج الغاز الطبيعي ينطوي على مخاطر تسويقية وتسعيرية كبيرة.

قطر شريك استراتيجي للكيان الصهيوني
نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا أكدت فيه أنه قبل أربع سنوات أصدرت دار النشر الفرنسية "فايارد" كتاباً مثيراً ومفاجئاً آنذاك للعديد ممن لم يكونوا يعرفون الدور الذي لعبته قطر فيما سمي بـ "الربيع العربي"، وسلط الكتاب الضوء كذلك على فكرة إنشاء قناة الجزيرة وارتباطها بالمشروع الصهيوني لزعزعة المنطقة العربية وزرع الفوضى داخلها، إضافة إلى ذلك تضمّن الكتاب شهادات ووثائق تثبت محاولات قطر التغلغل في نسيج الاقتصاد الفرنسي، بغية السيطرة عليه ومن ثم اتجاهها إلى دعم الحركات الإرهابية في شمال مالي وغيرها، ومحاولتها الاستيلاء على مناطق النفوذ التي كان يشغلها العقيد القذافي أثناء حكمه لليبيا وقبل موته، كما تناول الكتاب خلفية تسليم الأمير السابق لقطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم لابنه الأمير الحالي الشيخ تميم، وعن دور الشيخة موزة في التأثير والحكم.

حمل الكتاب عنواناً يختزل الكثير من المعاني المجسدة لنظرة كاتبيه الفرنسيين لعلاقة قطر بفرنسا وبالغرب وهو "قطر.. الصديق الذي يريد بنا شرّاً"، وجاء في 304 صفحات، واشتمل على تحقيقات صحفية ميدانية ومقابلات مع عشرات المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين والعرب كان لهم علاقة بمحاور الكتاب وموضوعه، وقد أنجز الكتاب صحفيان يصنفان ضمن أفضل كتّاب الصحافة الاستقصائية الفرنسية، وهما نيكولا بو وجاك ماري بورجيه.

يشير الكتاب إلى أن أمير قطر، قرر أن يترك السلطة نهائياً مبكراً، على الرغم من الاعتراضات العنيفة لزوجته الشيخة موزة على هذا القرار، وأورد الكتاب أن الأمير قال لصديق قديم: "أتعلم، أنا أود الرحيل منذ فترة طويلة، لكن (الشيخة) موزة هي التي تعارض ذلك، إنها تحاول دفعي لأن أفعل مثلها، أن أستمر في أعمالي في قيادة قطر، وحتى عندما فكرت في إسناد 80% من سلطاتي إلى تميم، رفضت موزة. إننا جميعاً أسرى لزوجاتنا".

يتضمن الكتاب معلومات عن مصالح مالية هائلة كانت وراء ضرب ليبيا، وبينها الودائع المالية الكبيرة للعقيد القذافي في قطر، وأبرز الكاتبان في ذلك الإطار رغبة قطر في احتلال مواقع العقيد في إفريقيا، حيث مدت خيوطها المالية والسياسية والأمنية تحت ذرائع المساعدات الإنسانية.


قطر "ساندويتش"
كما نشرت صحيفة "عكاظ" تقريرًا أكدت فيه أنه يثبت يوما بعد يوم وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن منصبه الدبلوماسي أكبر منه، إذ لا يتوان في إظهار نفسه بشكل يفتقر للباقة الدبلوماسية والفصاحة والنباهة، فعندما يصف وزيرا دولته بأنها أشبه بـ"ساندويتش"، تعي تماما أن هذا الشخص أقل من منصبه، حتى أضحت قطر مكسورة الجناح على المستوى الديبلوماسي، فالحدث أكبر من الوزير القطري "قليل الخبرة".

وبرز موقع "العربية" ما دار بمقابلة الوزير القطري بجملة من التناقضات والمغالطات، ومحاولة لوي عنق الحقيقة، كعادته في جولاته المكوكية خلال الأشهر الماضية منذ قطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاته مع الدوحة في الخامس من يونيو الماضي، وهو عندما يؤكد أن بلاده أصبحت جزءاً من "لعبة أكبر" يبرهن على أن دولته الصغيرة لم تكن يوما ذات سيادة، حتى يكرر مسؤوليها مصطلح "السيادة" منذ بدء الأزمة، وهي منتفية في بلادهم، إذ بات واضحا للمراقبين أن التعنت والمكابرة القطرية لم تعد مرتبطة باحترام سيادتها كدولة، بل أقرب إلى مناوشة الكبار والتآمر عليهم، دون فائدة تذكر، وبدت "التهم الإنشائية" حاضرة في حوار الوزير؛ إذ إن الدول الأربع متسببة في تعطيل أي محاولات للحوار على حسب ادعاءاته، في وقت لم تبدي فيه الدوحة أي تحركا إيجابيا بهذا الشأن، ولم تبادر بتلبية أي من المطالب الـ13 للدول الأربع!

ولم يعد ثمة شك بأن التوافق الإيراني القطري أقوى من أي وقت مضى، فحين وصف وزير خارجية قطر العلاقة التي تجمع الدوحة وطهران بـ"العلاقة الفريدة"، لا يدع مجالا للتفكير بأن تقاربهما ليس وليد اللحظة أو الأزمة، بل يعود لتاريخ أبعد من ذلك، إذ رأى ضرورة مناقشة المخاوف من النفوذ الإيراني في المنطقة بطريقة سلمية، مطالباً دول الخليج بأن تقوم بما فعلته قطر، حين خضعت للنفوذ الإيراني وعانقت "الملالي" واضعةً "أكذوبة السيادة" خلف ظهرها.
 
تعاقدات الغاز القطري طويلة الأجل في مهب الريح
ونشرت صحيفة "البيان" تقريرًا أكدت فيه أن الدوحة تتوالى الضربات عليها فبعدما كبدت المقاطعة العربية الاقتصاد القطري خسائر بعشرات المليارات، وأوقفت العديد من الشركات الدولية التعامل مع دوحة الإرهاب، جاءت ثالثة الأثافي ممثلة في مواجهة قطر لمأزق في تجديد عقود توريد الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل، وفقا لشركة أميركية متخصصة في الأبحاث والطاقة.

وقالت شركة "Rapidan" الأميركية لأبحاث الطاقة في أحدث تقاريرها، إن المشترين يفضلون إبرام عقود قصيرة الأجل كإجراء احترازي ضد تقلبات أسعار الطاقة والتمتع بمرونة أكبر، مقارنة بالعقود الطويلة التي تصل إلى 20 عامًا، ويبلغ إنتاج قطر الحالي 77 مليون طن سنويًا، ويشكل حقل غاز الشمال كامل إنتاج قطر من الغاز الآن، والذي يستحوذ على 60% من صادراتها.

وأشارت الشركة إلى أن تزايد الإنتاج القطري سيتزامن مع تنامي حدة المنافسة في قطاع توريد الغاز الطبيعي المسال من جانب استراليا، التي تقترب من أن تزيح قطر من على عرش تصدير الغاز المسال، وظهور قوى جديدة مستقبلية مثل الهند، فضلاً عن استهداف روسيا الحصول على حصة سوقية بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا أن دولة مثل مصر التي تعتبر أكبر دولة مستهلكة للغاز المسال في المنطقة أعلنت نيتها وقف الاستيراد من قطر.

وقالت الشركة إن توسعات قطر في إنتاج الغاز الطبيعي المسال من حقل غاز الشمال ينطوي على مخاطر تسويقية وتسعيرية كبيرة، خاصة أن قطر أعلنت قطر قبل أشهر عزمها زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 100 مليون طن بحلول عام 2022، ما اعتبرته مجموعة "Rapidan"، بأنه قرار يلقي بظلاله على الدوحة ذاتها نظرًا لأنه سيؤدي إلى زيادة المعروض العالمي.