أشرف عامر: أواجه "الفهلوة" بـ"700" مليون جنيه.. وأبحث عن قانون لمواجهة الفساد (حوار)

الفجر الفني

أشرف عامر أثناء الحوار
أشرف عامر أثناء الحوار


* لم يكن لدي أليات لتفعيل القانون

* لم نتوصل لتحقيق الاستفادة الكاملة من ميزانية الهيئة

* تغيرت مفاهيم العقول "الفهلوة شطارة والرشوة إكرامية"

* الجخ أبن أداء حركي وليس لغوي

 

منذ شهر يوليو الماضي تربع على عرش الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد رحلة طويلة بين قطاعات الوزارة، والتي بدأت من رئاسة الإدارة المركزية للمركز القومي لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، ثم رئيسًا للإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة العامة للقصور، هو الشاعر أشرف عامر.


ومن العادات المتعارف عليها أن كل شخص يتولى رئاسة منصب حكومي، يكون لديه خطة لتطهير القطاع الذي يتولاه من عمليات الفساد المالية أو المشكلات التي انغمس فيها من سبقه، ولكن الأمر هنا أكبر من قضايا الفساد المالي والإداري، بل فساد العقول، وأزمة وعي وثقافة مجتمع بأكمله، حيث تضم الهيئة نصف قطاعات وزارة الثقافة.


"الفجر الفني"، أجرى حوارًا مع الشاعر أشرف عامر، كشف من خلاله خطته للمواطنين، في تطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من القضايا الهامة التي تشغل قطاع كبير من رواد الفكر والفنون في مصر، وإليكم نص الحوار:

 

لماذا لا يستمر مسؤول في المنصب لفترة طويلة، وهل قَصّر المدة يبرر عدم تحقيق إنجازات؟

 اعتقد أن تسارع توافد الرؤساء في المناصب بشكل مستمر، عنصر أساسي في تعطيل مسيرة العمل بقدر كبير، وذلك لأن المسؤول عن المنصب يقطع مسافة كبيرة من الوقت حتى يدرس المرحلة الأولى، ويضع إجابات للأسئلة المطروحة، حتى يتمكن من وضع خطة استراتيجية وآليات لتنفيذها.

 

هل شهدت أي وقائع فساد بالهيئة؟

المصريون عاشو سنوات طويلة قبل الثورتين السابقتين في انحراف عن المسار الضميري، تدريجيًا حتى اكتمل نصابه بالكامل، ليتوغل في جميع المصالح الحكومية ومشروعات البلاد، كما تغيرت مفاهيم العقول ومبادئها مثل "الفهلوة شطارة، والرشوة إكرامية"، وعلى الرغم من ذلك أصعب أنواع الفساد التي واجهته منذ رئاستي قصور الثقافة هو الفساد الإداري وليس المالي، حيث أن الفساد المالي قضيته محسومة، والسبيل الوحيد لحل كل هذه الإشكاليات هو تفعيل القانون وليس أشرف عامر.

 

ما الآليات التي تستخدمها لتفعيل القانون لمحاربة الفساد بالقطاع؟

لم يكن لدي آليات لتفعيل القانون، فهناك لوائح وقوانين للهيئة العامة لقصور الثقافة، وضعت للعمل عليها بدون علاقات شخصية، ما ينتج عليها اعطاء الحق لصاحبه، ومعاقبة المخطئ أو المتسبب في خلل معايير مسيرة العمل، ولكن هناك عنصر أساسي لايمكن الاستغناء عنه وهو الثقة، فالقانون لا يغني عن وجود ثقة بين الرئيس وفريق العمل الذي يتبعه.

 

كم تبلغ الميزانية المخصصة للهيئة، وكيف يتم توزيعها على قصور الثقافة، وهل تتحقق الاستفادة القصوى منها؟

 ميزانية الهيئة العامة تتجاوز الـ700 مليون جنيه، يتم توزيعها على أبواب مختلفة، أكبرها المنشئات، حيث وصلت مزانيتها إلى 66 مليون جنيه، ومع ذلك لم نتوصل لتحقيق الاستفادة الكاملة، وإذا وصلنا لهذا المقدار سوف نكون دولة شديدة التحضر من حيث التقنية والمهنية، ولإننا لسنا كذلك وليس نموذجًا للتعاون العملي، نواجه مشاكل متعددة مثل اللوائح الخاصة بقوانينا وتعارضها مع بعض المصالح الحكومية، ودائمًا هناك مشكلة في بناء القصور الجديدة وإعادة ترميم المباني القديمة.

 

ماذا عن مشاركة قصور الثقافة في الدورة الـ٤٩ من معرض الكتاب نهاية العام الجاري؟

 تشارك الهيئة العاملة لقصور الثقافة، في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بـ3 محاور رئيسية لها مساحة ضخمة، منها المحور الفني، وتحتوي على مجموعة من العروض المسرحية، كما قررت الهيئة، توسيع نشاط ثقافة الطفل، حيث نتمكن من إقامة العديد من الخيم لاستيعاب الأعداد الغفيرة التي تقبل على المعرض، وبناء عليه يتم تحديد برنامج الهيئة من ناحية الورش والمشغولات اليدوية التقليدية، بعد استلام "هيئة الكتاب"، أرض المعارض، لتتمكن اللجنة التشكيلة التابعة لقصور الثقافة، عمل كافة البروفات، المقرر عرضها للجمهور خلال فعليات المعرض.


 باعتبارك شاعر ما رأيك في الساحة الثقافية الأن خاصة في ظل انتشار جيل شعراء شاب ممن يكتبون بالعامية وأصبحوا حديث السويشال ميديا؟

من المؤكد أن الإبداع لايتوقف ولا يتراجع، ولكن المشكلة التي تواجه ساحة الشعر، هي "الذائقة"، فالذوق السمعي والثقافي يختلف من شخص لآخر، على عكس الجيل الجديد أصبح يعشق لون مختلف وله ثقافته المعاكسة للأجيال السابقة، وذلك من الصعب وجود معيار لمقياس من الأفضل، حيث واجه عدد من شعراء الجيل الحالي انتقادات سلبية، لكن بعد اكتمال الحركة تقوم بإفراز نجومها وجمهورها، وسرعان ما تخرج أجمل مافيها رغم تلك الأراء الهدامة، وعلى الرغم من ذلك الاختلاف والتسارع والتضارب، إلا أن جميع هذه التجارب أثبتت أن الإبداع بخير وتقدم.

 

ما رأيك في هشام الجخ؟

 من وجهة نظري "الجخ"، ابن أداء حركي وليس لغوي، وأيضًا لديه آداءً صوتيًا أفضل من الشعري، في المقابل فهو ذو موهبة في الأداء الحركي والإلقاء، فهو يمتلك الإرادة في اللعب بالصوت وتمثيل اللحظة الشعرية، ولكن اعتقد أنه شاعر إلى حد ما معقول.