بعد مرور 6 سنوات من أحداث "محمد محمود".. أصحاب المحال: مفيش زبائن.. و"التعويم" آثر علينا

تقارير وحوارات

محمد محمود
محمد محمود


6 سنوات مضت على أحداث ذكرى "محمد محمود"، ومازالت حركة الشارع المؤدي إلى ميدان التحرير بالقاهرة ممتلئة بطلاب الجامعات والمارة الذين يأتون من كل حدب وصوب، لكن أكثر ما كان يشغل بال أصحاب المحال التجارية المتواجدة بالشارع هو تأثير تلك الأحداث على حركة البيع والشراء التي تأثرت كثيرً آن ذاك، لكنهم عقب مرور هذه السنوات زادت شكوتهم تلك لاسيما باتخاذ قرار التعويم الذي طُبق العام الماضي، والذي تسبب في ركود أحوالهم الاقتصادية، الأمر الذي جعل ذكرياتهم مع هذه الأحداث يتخللها بعض من الرضا.


 ذكريات حُفرت في ذاكرة جميع القابعين في هذا الشارع، وغيرهم من المارة الذين يتذكرون الأحداث الدامية كالأمس، خاصة بتطلعهم إلى عيون الشهداء المرسومة بـ"الجرافيتي" على الجدران، فضلاً عن استرجاعهم للهتافات التي تحمل مطالبهم "العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية"، وفقًا لما قاله محمد رجب، عامل بمقهى "الوحدة العربية" الكائنة في منتصف الشارع، معبرًا عن استيائه من الوضع الذي آل إليه المقهى، خاصة بعد قرار التعويم قائلاً: "حال القهوة إتغير كتير.. الأول كان في حركة والناس كانت رايحة جاية بعد الثورة دلوقتي الوضع اختلف وكل حاجة غليت والزبون بقى بيقعد في بيته حتى العمال كنا 4 بقيت أنا بس.. لأن صعب توفير رواتبهم".



وبصوت يملؤه الحسرة، أكمل "رجب" حديثه، أن هذه الأيام تذكره بأوقات عصيبة حملت أحلام الملايين من الشعب المصري، ولكنها لا زالت عالقة في ذاكرة الزمن بالرغم من أن العديد من الشباب دفعوا أرواحهم مقابل لها سالفًا، خاصة مع حالة التأمين القصوى التي تتأهب الميدان والشارع بأكمله في ذكرى هذا اليوم من كل عام؛ حفاظًا على أمن المكان، وتحسبًا لأي أعمال إرهابية، مشيرًا إلى أن: "قوات الأمن سلمت المعلم صاحب القهوة ورقة مانفتحش يوم الأحد علشان لو حد نزل في ذكرى محمد محمود محدش يحصله حاجة".



وبالانتقال إلى الصيدلية المجاورة للمقهى، وبسؤال الطبيب الصيدلي المتواجد داخلها عن أحوال حركة البيع والمقارنة بين الوضع على مدار ستة أعوام، لفت في عٌجلة إلى أن صاحب الصيدلية أصدر أمره بالامتناع عن الحديث في السياسة من قريب أو بعيد خاصة فيما يتعلق بهذه الذكرى، ولكن سوء الأحوال وقلة الإقبال على شراء الأدوية أجبره للتعبير عن رأيه: "الزبون اللي كان بيشتري شريط مسكن بجنيه بقى يتحمل تعبه ويوفر سعره بعد ما أصبح خمسة جنيه.. ده غير أن في ناس بقيت تشتري بعض الأدوية وتسيب باقي الروشتة.. وده كله ظهر بعد تعويم الجنية". 



لا يختلف حال الحاجة فاطمة، التي تقبع داخل محل صغير للتصوير وبيع المستلزمات الدراسية في مطلع الشارع، فمعاناتها ازدادت مع ارتفاع سعر بضاعتها التي تأثرت بارتفاع الأسعار كباقي السلع قائلة: "الحال بعد الثورة احسن من دلوقتي كل حاجة بقيت غالية ومحدش بقى بيشتري حاجة والحال واقف وأيام كتير بتعدي ما بيدخلش زبون واحد واللي يدخل يسأل على الحاجة ويمشي".




 ولم تقتصر ذكريات هذا اليوم على ساكني هذا الشارع، ولكن طبعت أيضًا على جدرانه التي حملت "جرافيتي" لأشهر مصابي هذا اليوم كـ"أحمد حرارة" الذي فقد البصر في كلتا عينيه، المرة الأولى في مواجهات يناير 2011 وتحديداً في جمعة الغضب 28/1/2011 دون أن تثنيه هذه الإصابة عن المشاركة في التحركات، والمرة الثانية خلال تلك الأحداث. 




كما يظهر الناشط الحقوقي والمدون الصحفي مالك مصطفى مجاورًا لحرارة، ذلك الذي فقد بصره هو أيضا خلال تلك الأحداث، كما ظهرت وشوش عدة على الجدران غير معلومة إعلاميًا ويعتليها جملة كُتبت "المجد للمجهولين"، هؤلاء الذين وفاتهم المنية آنذاك، دون معرفة أي شيء عنهم.