في ذكرى ميلاده.. من هو رشاد خليفة مدعي النبوة؟

تقارير وحوارات

رشاد خليفة - مدعي
رشاد خليفة - مدعي النبوة


ظل يردد جملة "أنا رسول الله، واسمي ورد في القرآن 19 مرة" منذ عام 1988م، وأنه آخر رسول من عند الله، بعد اكتشافه سر الرقم 19، في الوقت الذي انتقل فيه من مصر لليبيا، ومنها فر إلى الولايات المتحدة، ليعلن النبوة، حتى توالت الآراء باستباحه قتله، هذا هو رشاد خليفة، دكتور في الكيمياء الحيوية، المولود في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر من عام 1935م.

 

حياته

رشاد خليفة من مواليد 19 نوفمبر 1935م، في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، وكان أبوه عبد الحليم محمد خليفة شيخ إحدى الطرق الصوفية في طنطا، وأمه هي زينب سليمان دويدار.


انتقل إلى القاهرة للدراسة في كلية الزراعة جامعة عين شمس، حيث عُرف بتفوقه على زملائه، ليعمل بعد التخرج، مهندسًا في الهيئة العامة للإصلاح الزراعي عام 1957، وبعدها بعامين سافر إلى أمريكا ضمن بعثة دراسية، والتحق بجامعة أريزونا التي منحته درجة الدكتوراة في الكيمياء الحيوية.


علاقته بـ"القذافي"

عاد "خليفة" إلى مصر عام 1966، وعمل مدرسًا ورئيسًا لقسم البحوث البستانية في كلية الزراعة جامعة القاهرة، إلا أنه لم يستمر طويلًا، وهرب من وظيفته إلى ليبيا لتبدأ علاقته مع القائد معمر القذافي.

 

عاش "خليفة" في قصر "القذافي" وكان له تأثير قوي عليه، ويقال أنه كان يتمتع بتمويله، ويبدو أن خلافًا وقع بينه وبين القذافي في المراحل الأخيرة، حيث رغب القذافي في انتحال صفة النبوة وبدأ يغير في القرآن الكريم، ما خلق تنافسا مع "خليفة" الذي هرب من ليبيا إلى أمريكا وشن حملة شعواء على القذافي.

 

حياته في أمريكا

هرب "خليفة"، من وظيفته عبر الحدود الليبية، ومنها إلى الولايات المتحدة للعمل كخبير في الأمم المتحدة قبل أن يترك عمله ويعود إلى أريزونا إمامًا لمسجد مدينة توسان ورئيسًا للمركز الإسلامي في المدينة .

 

كان "خليفة" رئيسًا للمركز الإسلامي في أريزونا، وظل زعيمًا للمسلمين فيها، بعد حصوله على الجنسية، وكان أول من ارتدى البدلة من بين الشيوخ، إلى أن أعلن في مطلع عام 1980 أن جبريل عليه السلام قد أتاه بالوحي، وأن جبريل أمره بالإعلان عن رسالته في عام 1988، وهو تاريخ نشر بيانه في عرب تايمز بأنه رسول الله، وبدأ يدعو إليه من مسجد خاص به "مسجد توسان"، الذي يُقال إنه قد حصل عليه من إحدى الجمعيات اليهودية الخيرية دون مقابل.

 

إعلان النبوة

فكر "خليفة" في ترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية ليتمكن أطفاله من قراءته وفهمه نظرًا لنشأتهما الغربية، ومن هنا بدأ في دراسة القرآن بشكل علمي، ثم أدخل حروفه على الحاسب الآلي الذي قاده إلى اكتشاف "المعجزة العددية" المبنية على الرقم "19".

 

وفي 1974 نجح "خليفة" في استخراج علاقة عامة بين القرآن والرقم "19"، وألف العديد من الكتب في هذا الشأن، كما أعلن عن نبذ السنة كأحد الركائز الأساسية في الشريعة الإسلامية، والاكتفاء بالقرآن وحده.

 

وفي مطلع عام 1980 أعلن "خليفة" أن جبريل عليه السلام أنزل إليه بوحيٍ من الله، ويقول إن "الملك أمره بالإعلان عن رسالته بحلول عام 1988، وإن القرآن لم ينفي وجود الرسل بعد محمد، وإنما ينفي نزول الأنبياء"، كما قال إن "معجزة القرآن لا تكمن في فصاحته كما يشاع، وإنما تكمن في الرقم 19، وأن الكتاب مكون من هذا الرقم ومضاعفاته".

 

أقاويله

وإلى جانب "الإعجاز العددي" وسر الرقم "19"، كانت لـ"خليفة"، عدة أقاويل، لعل أبرزها: "طاعة الرسول محمد واجبة فيما أتى به من القرآن فقط"، و"هناك آيات شيطانية في القرآن دست إليه لتمجيد الرسول"، و"ابن باز وابن عثيمين ومتولي الشعراوي وشيخ الأزهر يقودون المسلمين إلى النار وبئس المصير"، "الصلاة تكون كما صلاها إبراهيم وليس كما حددها الرسول"، و"كل من اتبع البخاري ليس مسلمًا لأن البخاري لا يتبع قول الله سبحانه وتعالى".

 

استباحة قتله

آراء وأقاويل "خليفة" الشاذة وضعته في مأزق، ففي البداية، رحب علماء السنة باكتشافات سر الرقم "19"، إلا أنه بمجرد ادعاءه النبوة، انقلب عليه علماء السنة، وظهرت الفتاوى التي استباحت قتله لدحض دعواه، مثل الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ يوسف القرضاوي.

 

اغتياله

وفي 31 يناير 1990م، عثرت الشرطة الأمريكية على جثة "خليفة"، مضرجة بالدماء في مطبخ منزله وتبين بعد المعاينة أن الرجل قتل ذبحًا وطعنًا بالسكاكين، وتشير رواية أخرى إلى أن شرطة ولاية أريزونا عثرت على جثته في مسجده الذي أصبح مقرًا لأتباعه في المدينة.