السفير السعودي بباكستان يوضح حقيقة تنحي الملك سلمان عن العرش

السعودية

بوابة الفجر


نقلت صحيفة "تريبون" الباكستانية عن السفير السعودي لدى إسلام آباد، نواف بن سعيد المالكي، تفنيده للادعاءات القائلة بأن العاهل السعودي سيتخلى عن منصبه، لولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وأوضح المالكي أنه لا توجد فرصة لذلك.

جاءت تصريحات المبعوث السعودي خلال فعاليات منتدى ميديا ​​جروب إكسبرس الذي استضافه الصحفي البا كستاني الكبير أجمل ستار مالك  السبت الماضي. كما نقلت وكالة "إرم"

وقال المالكي خلال اللقاء إن "المملكة العربية السعودية تتحرك نحو دولة ليبرالية معتدلة تكفل حقوقًا متساوية لكل فرد، فضلاً عن تمكين المرأة"، مؤكدًا أنه لن يكون أحد فوق القانون وأن الدولة ستكفل للناس إمكانية الوصول إلى العدالة.

وقد تطرق السفير نواف بن سعيد المالكي إلى مختلف القضايا، بما في ذلك الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان "CPEC"، والتوتر بين باكستان والهند، وحملة تطهير الفساد في المملكة العربية السعودية، وغيرها من الموضوعات الهامة.

وفي مستهل كلمته، قال السفير المالكي إنه كان من الصعب حشد التأييد الشعبي للحملة على الفساد بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن "الناس يدركون ببطء أن الفساد وسوء استغلال السلطة يلطخان سمعة النظام".

وبحسب المالكي، في البداية كان المستثمرون ورجال الأعمال قلقين من تبعات الحملة، لكنهم بدأوا الآن يقدرون تلك الحملة النادرة للتطهير.

وفي مقارنة مع الوضع بباكستان، قال السفير "إن الحملة السعودية لمكافحة الفساد مشابهة للحملة الجارية حاليًا في الباكستان، حيث من الضروري تطهير النظام من هذا الخطر لأجل مستقبل سلمي ومزدهر".

وردًا على سؤال طرحه أحد الحاضرين قال المالكي إن "المملكة العربية السعودية لا تدعم جهود مكافحة الفساد في باكستان فحسب، ولكنها تتعهد أيضًا بمواصلة تقديم الدعم لكل حكومة، شريطة أن تكون منتخبة من قبل الشعب الباكستاني".

كما كشف السفير المالكي أن وزراء الدفاع من جميع الدول الأعضاء في الائتلاف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية سيجتمعون في الرياض في 26 نوفمبر الجاري.

وأشارت الصحيفة الباكستانية إلى أن الائتلاف السعودي يسعى لتعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء.

ووفقًا للمالكي فإن "هذا الائتلاف سيركز أساسًا على تعزيز التعاون"، مشيرًا إلى أن "القيام بعمل عسكري ضد أي دولة، خاصة إذا كانت دولة إسلامية يعد الخيار الأخير في ترتيب الأولويات".

وقال المالكي: "مازالت قطر دولة إسلامية شقيقة، ولسوف تنتهي الأزمة قريبًا وستعود العلاقات بين الدوحة والرياض إلى سابق عهدها"، مشيرًا إلى أن السعودية لديها موقف واضح جدًا من علاقاتها مع إيران واليمن أيضًا.

ويرى السفير السعودي مستقبلاً مشرقًا للغاية لباكستان، خاصة بعد مشروع (CPEC) الذي تقدر تكلفته بمليارات الدولارات.

وقال إنه نظرًا لأن باكستان والسعودية دولتان شقيقتان، فإن الرياض ترغب فى توسيع نطاق العلاقات الثنائية مع إسلام آباد، خاصة فى قطاعات الصحة والتعليم والرياضة والثقافة والأعمال والاقتصاد.

وأضاف: "نأمل أن تستفيد باكستان من الفرص التي تقدمها الرؤية السعودية 2030. كما أن وفدًا تجاريًا سعوديًا رفيع المستوى من رجال الأعمال سيزور باكستان الأسبوع المقبل لبحث سبل التعاون المشترك".

وتطرق السفير للرؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال إنها تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتحويل الاتجاه من الاعتماد المطلق على النفط إلى القطاعات الأخرى.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تؤدي تلك المبادرة إلى استثمارات كبيرة، وأن هناك مفاوضات تجري بالفعل على مختلف المستويات.

وفى إشارة إلى التوترات الباكستانية الهندية، قال السفير السعودي إن سلامة باكستان مهمة لأجل السلام الإقليمى.

وأضاف أن الرياض يمكن أن تتوسط بين الهند وباكستان لحل النزاع القائم حول كشمير، مشيرًا إلى أن كلًا من باكستان والمملكة العربية السعودية يعرف الدول التي تمول وتستغل طالبان وداعش والبلوش الانفصاليين لأجل مصالحها الخاصة.

وشدد السفير على أن هناك أكثر من 300 مليون مسلم في الهند، وهو رقم لا يمكن تجاهله، كما أنه يؤيد الرأي القائل بأن الولايات المتحدة قوة عظمى لا يستطيع أحد تحمل التوتر معها.

كما تحدث السفير حول كيف أن باكستان فعلاً تعد بلدًا  سلميًا، بينما لا يقدم العالم سوى صورة سلبية عن القانون والنظام فيها.

وأضاف أن: "حقيقة أنني أستطيع التحرك دون أي بروتوكول أو أمن تعد دليلاً على سلمية البلاد"، مشيرًا إلى أنه يتعين على وسائل الإعلام الباكستانية ضمان تقديم صورة إيجابية للبلاد، ومؤكدًا على مدى حبه لدولة باكستان.