بوريس بيكر يكمل عامه الخمسين

الفجر الرياضي

بوريس بيكر
بوريس بيكر


يبدو أن سؤال لاعب التنس الألماني السابق بوريس بيكر عن الكيفية التي سيحتفل بها بذكرى مولده الخمسين يؤرقه كثيرا، حيث اعترف أن هذا السؤال يذكره بأنه أصبح مسنا.

وقال بيكر خلال فيلم وثائقي عن سيرته الذاتية قامت بإذاعته شبكة"إيه أر دي" التليفزيونية الألمانية في الأسبوع الماضي: "حتى هذه اللحظة كانت الأسئلة ظريفة ولكن الآن تذكرونني بأنني أصبحت مسنا، هذا موضوع خاص لا أرغب في التحدث عنه على الملأ".

وتحدث بيكر خلال الفيلم الذي يسرد مواقف من حياته من داخل نادي "اسمانينج" للتنس الواقع على أطراف مدينة ميونخ الألمانية.

ورغم ذلك، لم يرحب بيكر حتى هذه اللحظة بالأسئلة الخاصة عن حياته الشخصية أو وضعه المالي.

ودخل بيكر إلى بؤرة الأحاديث والجدل خلال الأشهر الأخيرة ولكنها كانت كلها بعيدة عن عالم اللعبة البيضاء.

وترددت الكثير من الأسئلة حول حياته الشخصية، مثل هل أصبح شخصا محطما كما تقول وسائل الإعلام البريطانية؟ ما مدى صحة مشاركته في المستقبل في برنامج للمشاهير في الأدغال؟ وهل يلعب "البوكر" من أجل الربح في أحد الملاهي بالتشيك؟.

ويكمل بيكر، المصنف الأول عالميا سابقا وصاحب الألقاب الستة في البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام"، غدا الأربعاء عامه الخمسين.


وأبهر بيكر العالم بأسلوب لعبه الساحر وبقدرته الكبيرة على التعامل بمهارة كبيرة مع الكرات بالقرب من الشبكة حتى مع صعوبتها أو استحالة التعامل معها بالنسبة للبعض.

وأضاف بيكر قائلا "أعيش منذ 30 عاما منخرطا في الحياة العامة ولذلك كان هناك ثمن مقابل هذا".

ورافق معدا الفيلم الوثائقي عن حياة بيكر، هانز برونو كاميترونس ومايكل فيلتش، اللاعب السابق منذ أواخر العام الماضي.

وتمكن المعدان من تصوير بيكر في منزله بالعاصمة البريطانية لندن، كما قاما بتصويره في أماكن أخرى أيضا وذلك خلال عطلته بجزيرة إبيزا الإسبانية برفقة زوجته ليلي أو في جامعة كامبريدج الشهيرة.

وقام صناع الفيلم بتصوير اللاعب الأسطوري أيضا وهو مستلقي على سرير العمليات الجراحية وأثناء توجهه بطائرة مروحية إلى إمارة موناكو.

وتابع بيكر، الذي فاجأ العالم بالحصول على لقب بطولة ويمبلدون وهو في الـ 17 من العمر "رقم قياسي"، قائلا: "عندما أنظر إلى حياتي التي مضت، وهو شيء أقوم به للمرة الأولى كرجل بلغ 50 عاما، أرى نفسي قد قمت بأشياء جيدة أكثر من السيئة".

وهكذا بدأ بيكر مع مرور السنوات يتحول إلى أحد أساطير الرياضة الألمانية.

ووسط هذا الصخب الاجتماعي الكبير، عاد بيكر في عامي 1986 و1989 للتتويج بلقب ويمبلدون مرة أخرى.

وفاز بيكر بـ 49 لقبا ووصل في يناير /كانون ثان 1991 إلى المركز الأول في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، كما توج في عامي 1988 و1989 بلقب بطولة كأس ديفيز مع ألمانيا.

وسيطرت أخبار الوضع المالي لبيكر على العناوين الرئيسية للصحف منذ الصيف الماضي.

وأجرى بيكر مقابلتين صحفيتين في الفترة الأخيرة إحداها مع "جالا" حيث تحدث عن زواجه وأبنائه وصحته وعلاقته بألمانيا، فيما كانت الثانية مع صحيفة "نيو زيورخر تيستونج"، حيث تحدث بشكل مفصل عن ديونه المالية.

إلا أنه نفى في الوقت نفسه وجود إجراءات لإعلان إفلاسه، حيث قال: "من الجنون التفكير في أنني مفلس".

وبعد فترة من العمل الناجح مع اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش عاد بيكر لتدريب بعض اللاعبين الألمان.

وعن هذا تحدث أحد المسؤولين في الاتحاد الألماني للتنس تربطه ببيكر علاقة وطيدة منذ زمن بعيد، حيث قال: "يروق له هذا العمل، في الحقيقة هو يستمتع به ولكنه لم يتحدث معنا أبدا عن وضعه المالي".

وتابع بيكر خلال الفيلم الوثائقي قائلا: "سأكون أبلها إذا أفصحت عن خططي، ولكن الهدف هو نفسه: الفوز بالمباراة".

وهكذا هو الحال فالمرء يحتفظ لنفسه ببعض العادات لا يغيرها أبدا حتى بعد بلوغه الخمسين من العمر.