صحف الخليج تكشف دور الجزائر في فضح قطر.. وتؤكد: عملة الدوحة تنهار

تقارير وحوارات

الريال القطري
الريال القطري



تناولت الصحف الخليجية اليوم الأربعاء عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما برزته صحيفة "الخليج"بأن الريال القطري يفقد اتزانه والودائع الأجنبية تواصل النزوح، وكذلك ما أكدته صحيفة "الإمارات اليوم" بأن الجزائر تقترب من رباعي مكافحة الإرهاب وتفضح ألاعيب قطر.

الريال القطري يفقد اتزانه
نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا أكدت فيه فقد الريال القطري اتزانه، أمس، بعدما تراجع بأكثر من 1.7% مقابل الدولار الأمريكي، رغم ارتباط العملة القطرية بالعملة الخضراء، إلا أن تفاقم المخاطر حول مستقبل الاقتصاد القطري أدى إلى ضغوط قوية على سعر الريال مقابل الدولار في التعاملات الفورية والآجلة، بسبب المخاوف إزاء الأثر الاقتصادي على المدى الطويل.

وبلغ سعر بيع الدولار، أمس، 3.865 ريال أمام الدولار في السوق الفورية، وقبل الأزمة كان سعر صرف الريال القطري يرتبط بالدولار عند مستوى 3.64 ريال للدولار، وبذلك تكون العملة القطرية فقدت أكثر من 6% من قيمتها خلال فترة الشهور الخمسة الماضية منذ قرار الدول العربية الأربع مقاطعة الدوحة التي تدعم الإرهاب.

وفي السوق الفورية، تراجع الريال القطري، أمس، إلى 4.534 لليورو، و5.114 ريال للجنيه الاسترليني، وتسعى الدوحة بعد نزوح ودائع أجنبية من المصارف وتوقف الاستثمار الأجنبي إلى تعزيز سعر صرف الريال ودعم الوضع المالي، عبر ضخ المليارات المسحوبة من الصندوق السيادي، الذي كانت أمواله بمثابة خط أحمر، قبل مقاطعة عربية نتيجة دعم قطر للإرهاب.

وقال صندوق النقد الدولي مؤخراً، إن عزلة قطر الطويلة تؤدي إلى إضعاف الثقة في اقتصادها وخفض الاستثمار والنمو في البلد.

الجزائر تفضح الاعيب قطر
ونشرت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرًا عن تصريح رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى الذي آثار الجدل حول اتهام قطر بتدمير دول عربية، جدلاً حول أسباب تغيير موقف بلاده من الأزمة، التي فضّلت الجزائر أن تسلك منحى الحياد بشأنها.

تصريحات أويحيى أتت خلال آخر أيام الحملة الانتخابية بتجمع شعبي بمدينة تيزي وزو، حيث استشهد فيها بحديث رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عندما اعترف بأن "بلاده خصصت 130 مليار دولار لتدمير سورية وليبيا واليمن"، وأكد أويحيى أن مدبري الربيع العربي الذين خصصوا 130 مليار دولار لتدمير دول عربية شقيقة كانت الجزائر من بين أهدافهم، وقال إن الجزائر كانت ضمن الأهداف القطرية في نشر الفوضى، مذكراً بحملة السكر والزيت التي أثيرت في الجزائر في يناير 2011.

وأضاف أن الأمر لم يتعلق بالزيت والسكر، وحكمة مصالح الأمن الجزائرية أخمدت الفوضى وسقط ضحايا، ودعت الجزائر منذ بداية مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، في الخامس من يونيو الماضي، بسبب دعمها الجماعات الإرهابية التي زعزعت الاستقرار بالمنطقة، إلى الحوار واحترام السيادة الوطنية للدول، ما عده مراقبون تبنياً لسياسة الحياد.

وفي هذا السياق، قال خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية سعيد اللاوندي، إن تغيير الموقف الجزائري، ولو نسبياً، من المقاطعة ضد قطر يأتي لأسباب عدة، منها رصد المخابرات الجزائرية دعماً قطرياً لمنظمة الجماعات الإسلامية المسلحة المصنفة إرهابية في الجزائر وفرنسا.

وأوضح أن الجزائر تتخوف من عدم اتجاه قطر إلى تغيير سياساتها بالمنطقة، خصوصاً أنها لم تنفذ أي بند من البنود التي طلبتها الدول المقاطعة، وأكد أن أكبر العوائق أمام اتخاذ الجزائر خطوات أكثر فعالية ضد قطر، هو الحالة الصحية المتدهورة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مشيراً إلى أن الابتعاد عن الحياد في تلك الأزمة قد يعرض البلاد لـ"حرب أهلية"، على حد تعبيره.

ويعرف أحمد أويحيى في الجزائر بـ"رجل المهمات الصعبة"، كونه أكثر الشخصيات التي تولت رئاسة الحكومة منذ عهد الرئيس السابق اليمين زروال (خمس مرات)، كما أنه من المعروف عنه عداؤه لـ"الإسلامويين" كما يسميهم، أي المتاجرين بالدين.

أما تصريحاته التي أطلقها في خضم الحملة الانتخابية، فيؤكد المراقبون، أنه على الرغم من صدورها بصفته أميناً عاماً للتجمع الوطني الديمقراطي، الشريك الثاني في الحكم والحكومة في الجزائر، إلا أنهم يعتبرون أن أويحيى لا يُدلي بتصريحات من أجل الاستهلاك الإعلامي أو الانتخابي، وأن كلامه يستند إلى معلومات وأدلة.

رسالة تميم لأمير الكويت
كما نشرت صحيفة "عكاظ" تقريرًا حول رسالة تميم لأمير الكويت قائلة:"ما انفك النظام القطري يبذل الجهود الحثيثة للإبقاء على حضور أزمته مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على مشهد الأحداث السياسية، بعد تواري الحديث عنها على نحو كما في بداية الأزمة، في ظل تأكيد المملكة المتكرر على أن مقاطعة الدوحة مسألة صغيرة جداً، ولديها ما هو أهم من الالتفات إليها وإضاعة الوقت فيها، ولاسيما أن المطلوب واضح ويتمثل في وقف قطر دعم الإرهاب وعدم التدخل في شؤون الآخرين".

وفيما أفادت وكالة الأنباء الكويتية أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من أمير قطر نقلها ممثله الشخصي شقيقه جاسم بن حمد آل ثاني، تشير المصادر إلى أن مضامينها جاءت في سياق محاولات جديدة تقوم بها الدوحة للخلاص من الأزمة التي تفاقمت واستحكمت عليها، إلى حدٍ فرض عليها الاستجداء مجدداً وتقديم المزيد من التنازلات وهو ما يرجح أن تكون قد حملته الرسالة الشفهية.

ويجيء ذلك على نقيض ما يظهره القطريون من جعجعة إزاء الكثير من المواقف التي يتظاهرون فيها بالثبات في مواجهة الأزمة، في وقت تتفاقم خسائرهم وتزداد متاعبهم إلى حد يدفع بهم لطلب الوساطات سراً وعلانية.

هذه التحركات الجديدة تأتي بعد تصريح وزير الخارجية عادل الجبير لرؤساء تحرير الصحف المصرية، بأن لدى السعودية أمورا أهم من مقاطعة قطر، كالخطر الإيراني على الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والأزمة السورية، وليبيا، واستقرار اليمن، والتنمية الداخلية وتطبيق رؤية 2030 في المملكة، والإصلاح.