في ذكرى رحيله.. 6 محطات بمسيرة الشيخ محمود الحصري

تقارير وحوارات

محمود الحصري
محمود الحصري



أسر القلوب بتلاوته لآيات الرحمن، ويعد أحد أشهر قُراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، له العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة، فهو صاحب مدرسة فريدة في التلاوة ولقب "بالصوت المُعلم" إنه القارىء "محمود خليل الحصري".


بدأ نبوغ "الحصري" لحظة تقدمه للمعهد الديني بـ"طنطا"، ليتقن أحكام تلاوة القرآن، ثم لا يكتفي بذلك وانتقل إلى قاهرة المعز ليلتحق بالأزهر الشريف، ناهلا منه قراءاتٍ عشر تُتلى بها آيات الذكر الحكيم.

 
امتحان الإذاعة البوابة الأولى
الدراية بأحكام القرآن لا تكفي، وحدها، لتلاوته، ولكن امتحان الإذاعة المصرية، الذي تقدم له "الحصري" عام 1944، أهدى له لقبا جديدا بعد أن نال المركز الأول بين كل المقرئين الذين خاضوا الاختبار معه، لتكون تلك هي بوابته الأولى لتلاوة آيات الذكر الحكيم على مسامع المئات بالمسجد الأحمدي بـ"طنطا" ومنه إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة عام 1955.

 

أول من سجل المصحف الصوتي
كان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

أول من قرأ في الكونجرس الأمريكي
أدرك الشيخ الحصري منذ وقت مبكر أهمية تجويد القرآن في فهم القرآن وتوصيل رسالته، فالقراءة عنده علم وأصول؛ فهو يرى أن ترتيل القرآن يجسد المفردات القرآنية تجسيدًا حيًا، ومن ثَمَ يجسد مدلولها التي ترمي إليها تلك المفردات، لذا كان أول من قرأ في الكونجرس الأمريكي وهيئة الأمم المتحدة.

مؤلفاته
وفي 1957 عُين مفتشا للمقارئ المصرية، وبعد عام عُين وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية، فضلا عن  تقدمه العديد من المؤلفات؛ منها "أحكام قراءة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية والدرة، ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، والفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، وأحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، وقراءة الدوري عن أبي عمرو البصري، ونور القلوب في قراءة الإمام يعقوب، والسبيل الميسر في قراءة الإمام أبي جعفر، وحسن المسرة في الجمع بين الشاطبية والدرة، ورحلاتي في الإسلام".


هديته لحفظة القرآن
اهتم الشيخ الحصري بتحفيظ أبنائه للقرآن الكريم، اهتمامًا بالغًا، فقد كان يعطي كل من حفظ سطرًا قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، فالتزموا بالحفظ، وكان يتابع ذلك كثيرًا إلى أن حفظ كل أبنائه ذكورًا وإناثًا القرآن الكريم كاملًا.


وفاته
رحل "الحصري"  بعد عودته من زيارة للسعودية في رمضان، حيث عاد لمصر مريضًا، وزاد عناء السفر وإجهاده من مرضه الذي كان يعاني منه وهو القلب إلا أن المرض اشتدَّ عليه بعد ثلاثة أيام من عودته، ونصحه الأطباء بضرورة نقله إلى معهد القلب، وتحسّنت صحته فعاد إلى البيت مرة أخرى حتى ظنّ أهله أنه شُفي تمامًا، وظن هو كذلك إلا أنه في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر عام 1980، فاضت روحه إلى بارئها بعد أن أدى صلاة العشاء مباشرة.