رامي المتولي يكتب: دليلك إلى أفلام مهرجان القاهرة السينمائى "الحلوة"

مقالات الرأي



أقسام وفروع متعددة إلى جانب الندوات وافلام المكرمين، الكثير من الأحداث والتفاصيل التى تستوعبها بالكاد أيام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ10، لكن قوام هذه الفعاليات المتعددة الأساسى هو الأفلام الروائية الطويلة البعض منها يكون من الشهرة الذى يجعل عليه الإقبال مضمونًا، لكن هناك أفلامًا أخرى مميزة تنتظر متابعتها فى أقسام المهرجان المختلفة، هذه الأفلام بغض النظر عن كونها تنافس لنيل جوائز أو لا، أو صناعها من المشاهير أو فى أولى تجاربهم أو حتى غير مشهورين لمعظم المشاهدين فى مصر، لكن هذه الأفلام حملت لمحة من تميز لا يمكن أن تخطئها عين.


6 أفلام لا تفوتها فى المسابقة الرسمية والقسم الرسمى خارج المسابقة

‮‬نينا‮.. "عن معاناة المراهقين والتمزق الأسرى"
عن فتاة فى بداية مرحلة المراهقة تعانى من طلاق والديها، الأمر الذى ينعكس عليها نفسيًا وكونها ممزقة بين الأب والأم المختلفان بشدة فى طباعهما وطريقتهما فى الحياة، تبدأ الفتاة الصغيرة فى اتخاذ سلوك عنيف، اكثر ما يميز هذا الفيلم هو عنصر التمثيل فالممثلون الرئيسيون الثلاثة الأب والأم والابنة يقع عليهم كامل العبء فى التعبير عن التقلبات النفسية المستمرة. البساطة فى التعبير بشكل دائم هو المنهج فى هذا الفيلم.

بستان الرمان.. Pomegranate Orchard / "إسقاط دينى على قابيل وهابيل"
فيلم يكشف عن الكثير من عادات بلد إنتاجه، بالإضافة للكثير من المشاهد الخارجية التى تبرز طبيعتها، لكن هذا ليس عنصر التميز الملفت فى هذا الفيلم، لكن قراءته على عدة مستويات هو ما يجعله مميزًا، فيمكن الاكتفاء بقراءته على انه قصة درامية معتادة ، فنرى فيها زوج وابنًا سافرا إلى روسيا وتركا فى أذربيجان زوجة وابنًا لم يره وأب يفضل أخاه المتوفى عليه، ومع التعمق فى علاقات الشخصيات يمكن قراءة الفيلم بتفسيرات دينية.

راديو الهند.. "ثورة على موضة الأفلام الهندية"
على الرغم من كونه فيلمًا هنديًا وهو امر ربما يجعل البعض متحفظًا تجاه مشاهدته والبعض الآخر متحمس، لكن فى الحقيقة انه هذا الفيلم مختلف، بطله ليس وسيمًا ولا راقصًا ممتازًا أو حتى مقاتلاً شرسًا، مجرد عامل بسيط متزوج، لم ير راديو فى حياته. الفيلم يتعامل مع جهاز الراديو ككائن حى يتفاعل مع أبطال الفيلم، التحول بالكامل فى شخصيته سببه الراديو، فيلم إنسانى يحمل الكثير من الاسقاطات على الهند وطريقة المعيشة فيها.

بذور العنف.. "العنف الكورى مغلف بالسياسة"
صورة سينمائية ودرامية عن تأصل العنف فى كوريا الجنوبية، البداية من مجموعة من الجنود والضباط برتب مختلفة، يتعاملون بعنف مبالغ فيه استنادا على قوة الرتبة العسكرية تأثيرها، وينتقل بحالة العنف هذه للمجتمع المدنى، التمثيل هو أهم عنصر فى الفيلم حيث يغيب الحوار كثيرًا وتبقى الصورة والأداء ليعبرا عن المشاعر القوية وتحولاتها.

حالة خطأ.. "قسوة الفساد فى مستشفى أطفال"
ربما يكون من اكثر الأفلام قسوة خاصة أنه يتعرض للفساد المالى والإدارى فى مستشفى، تحديدًا فى وحدة العناية بالرضع حديثى الولادة، والتى يشب فى إحدى غرفه حريق، تحقيق رسمى يفتح فى الحادث يرسم صورة الفساد بكل جوانبه وضخامته لكن الفيلم يكشف ايضًا عن الفساد الاجتماعى والصراع الطبقى المستمر فى رومانيا وذلك من خلال عدة قصص ربما تكون منفصلة فى ظاهرها لكنها متصلة جدًا بالواقع والحياة فى رومانيا.

الطيور تغرد فوق كيجالى.. "معاناة اللاجئين فى بولندا"
دراما نفسية عابرة للقارات، تمر على حال اللاجئين والمشاكل النفسية من خلال سيدتين تمران بظروف قاسية، واحدة من أصول تونسية ناجية من مذاهب الهوتو فى رواندا، والأخرى بولندية تساعد الأولى على العيش بأمان فى بولندا كلاجئة، لكن سير احداث الفيلم يقلب هذه الآية رأسا على عقب، تذوب الفواصل ولا نعرف حقيقة من الذى يساعد الآخر فى النجاة والصمود امام مشاكل الحياة.


آفاق عربية

اصطياد الأشباح / Ghost Hunting "الحياة بين جدران السجن ومعاناة الأسرى الفلسطينيين"

فيلم وثائقى عن أسرى السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين، حيث يبدأ المخرج فى بناء السجون وغرف الاستجواب بناء على التفاصيل التى يمنحها له الأسرى السابقون واثناء إعادة بناء السجون والغرف، يتذكر الأسرى ما حدث ويعيدوا تمثيله، الأمر الذى يجعل من المشاعر العنيفة تظهر على السطح وتبرز اضطرابات ما بعد الاحداث العنيفة فى الظهور على هؤلاء الاسرى السابقين والذين يحاولون استئناف حياتهم.

أكثر ما يميز هذا الفيلم هو كونه طبيعيًا، ومباشرًا على الرغم من أنه يبدو فى البداية ليس كذلك، فالموضوع يتخطى بكثير مجموعة من الفلسطينيين يعيدون تمثيل أحداث عنيفة مرت بهم إلى تجسيد حى للصمود والثبات النفسى فى مواجهة الشدائد والتعذيب.


أسبوع النقاد

آفا/ Ava.. مغامرات طفلة فرنسية وسط الغجر
مغامرة كبرى تخوضها آفا ذات الـ13 عامًا تبدأ بسرقتها لكلب وتنتهى بوجودها فى وسط مجتمع الغجر، آفا التى تعجز عن الرؤية ليلا تتعرف على الكثير من التفاصيل فى حياة المهمشين فى فرنسا، ربما تكون آفا إسقاطًا على فرنسا ككل وربما لا يتعدى كونه فيلم مراهقين آخر يحاول تجسيد فوراتهم العاطفية ومحاولات تمردهم، أيا كانت طبيعته والمقصود منه يعد الفيلم مميزًا فى التصوير الخارجى سواء نهارًا او ليلا بالإضافة لتوثيق للعديد من عادات الغجر.

أخوة الشتاء/ Winter Brothers.. عندما يعكس الأبيض قسوة الواقع
الصورة والتمثيل أكثر العناصر جودة واكثرهم صعوبة فى التنفيذ، فوسط بيئة قاسية يغلب عليها اللون الأبيض الذى تذوب فواصله بين مخلفات احتكاك الأحجار والثلج، وعلى الرغم من الإيحاء الذى يرسله اللون الأبيض للمشاهد كلون للصفاء والسلام فإن الصراعات النفسية والجسدية فى الفيلم تجعل من هذا اللون مقبضًا ويرسم واقعًا أسود. المعادل البصرى فى الفيلم سواء التصوير أو مواقع التصوير وتهيئتها اكثر من جيدين ومع تفوق عنصر التمثيل.

الدستور/ The Constitution.. الإنسانية تنتصر على الحرب
جراح الحروب مازالت مفتوحة وتسبب ألمًا نفسيًا ينعكس بمنتهى العنف على التعاملات بين أربعة أشخاص مختلفين تمام الاختلاف يسكنون فى بناية واحدة، دون ان يدرى كل منهم، هم يعتمدون على بعضهم البعض وبقوة لكى يستمروا، وعلى الرغم من الخلافات التى كانت السبب فى الحرب، فإن وجودهم معًا لا مفر منه. الفيلم يرسم صورة أنسانية للمجتمع الممزق بسبب الحرب والصراعات العرقية ربما ليس التمثيل أفضل عناصره، لكن الحوار والتصوير عاملان مميزان.

قواعد القتل/ The Basic of Killing.. عائلة تواجه الفساد بالإجرام
عائلة كاملة تتدمر بسبب فساد مجتمعى وإدارى، الفيلم يرسم بالاضاءة والتمثيل مراحل تحول هذه الأسرة المكونة من أب وأم وابنة وابن من الوجود على قمة الهرم الاجتماعى وهى الاسرة المتماسكة السعيدة المتحققة لاسفل مكان حيث يتحولون جميعًا لمجرمين بشكل أو بآخر. بالطبع هذه التحولات مدعومة بأداء تمثيلى مميز من الأبطال الأربعة لكن استخدام المخرج للإضاءة وأحجام اللقطات والزوايا كان له عامل كبير فى خروج هذا الفيلم بشكل مميز جدًا.

بوليكسينى/ Polyxeni.. اسقاطات سياسية واجتماعية للصراع "التركى - اليونانى"
صورة مصغرة من الصراع التركى - اليونانى، حيث تظهر أزمة كبيرة بعد وفاة زوجين من الأتراك اليونانيين الموسرين والذين تركوا خلفهم ابنة يونانية متبناة، وما يبدو انه صراع تاريخى فى البداية وصدام بين ثقافتين، يتحول الفيلم لصراع نفسى بعد أن تقف كل العوامل ضد الابنة المتبناة وتصبح مشاكلها النفسية طاغية على كل شىء. الفيلم بالطبع يحمل العديد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية المنسوجة بعناية فى الحوار الذى يعد اهم عناصر الفيلم وكذلك عنصر التمثيل وتصميم الإنتاج الذى يستلهم فترة الخمسينيات بدقة.

مانسفيلد 66-67/ Mansfield 66/67.. قصة حياة جاين مانسفيلد
فيلم وثائقى عن الممثلة الشهيرة جاين مانسفيلد، واحدة من أشهر ممثلات الإغراء فى الولايات المتحدة والعالم، هذا الفيلم عن التفاصيل الدقيقة فى آخر عامين من حياتها، لكنه على الرغم من تركيزه على مانسفيلد فإن هذين العامين ليسا إلا مدخلين لدراسة طبيعة صناعة النجم وشخصيته فى الولايات المتحدة والتركيبة الاجتماعية لأمريكا فى الوقت الذى اشتهرت فيه جاين وسنوات صعودها حتى الوفاة، لذا يستمد الفيلم أهميته ليس فقط لكونه عن جاين لكن لأنه كاشف للكثير من التفاصيل فى حياة النجوم وصناعة الاعلام والمشاهير.