تعرف على التاريخ المعاصر للإمارات

عربي ودولي

الشيخ زايد
الشيخ زايد



تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة المعاصرة جزءًا من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم "عمان" وذكره كثير من المؤرخين والكتاب العرب وغيرهم، والذي يشمل حالياً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، من هذا المنطلق فإن تاريخ الدولة المعاصرة يدخل في إطار التاريخ العماني والعربي الشامل.

بعد منتصف القرن الثامن عشر بدأت تتكون الإمارات المختلفة في المنطقة التي تشكل الدولة حاليا بشكل تدريجي وأخذت بالتطور شيئا فشيئا، ولعدم وجود ترسيم واضح للحدود بينها وقعت بعض النزاعات على مناطق النفوذ التي انتهت بالصلح بين مختلف شيوخ الإمارات تحت الحماية البريطانية.

ففي عام 1853 تم توقيع المرحلة الأولى من اتفاقية شاملة مع البريطانيين لإعادة السلام البحري والتخلص من النزاعات القبلية مقابل اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمختلف الإمارات. وقد تمت مراجعة شروط هذه الهدنة على مدى الثلاثين سنة التالية، الأمر الذي أدى إلى توافق نسبي بين زعماء القبائل الذين كانوا يتطلعون إلى إقامة الإمارات المتصالحة.

وفي سنة 1892، تم تعديل الهدنة الأبدية وأصبحت الإمارات المتصالحة خاضعة لحماية الحكومة البريطانية التي أصبحت هي الأخرى مسؤولة عن الشؤون الخارجية والدفاع ولكن مع احترام سيادة مشايخ الإمارات المتصالحة أو إمارات الساحل المتصالح هذا وقد استمر الوجود البريطاني في الإمارات قرابة المئة والخمسين عاما لينتهي عام 1971، ضمن حدود إماراتهم الجغرافية.

تحالفات القبائل
في هذه الفترة، تشكلت أحلاف قبلية في إقليم عمان، برزت إثرها نواة للإمارات المختلفة ولكن ليس دون تحالفات ونزاعات بينها على مناطق النفوذ. وفي القرن التاسع عشر، تشكل حلفان من القبائل العمانية:

قبائل حلف الهناوي: نسبة إلى قبيلة بني هناه وهي من القبائل اليمنية وشملت حلف قبائل بني ياس، الحبوس، الشرقيون، الشحوح، الظواهر، العوامر، البداه. وفي عام 1906م ضم الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) زعيم حزب الهناوي قبيلة البلوش إلى الحلف الهناوي إثر النزاع بينهم وبين قبيلة بني قتب. وقد تزعم آل بو فلاح القبائل الهناوية في الإمارات خلال فترة النزاع بمنطقة الإمارات.

قبائل حلف الغافري: نسبة لقبيلة بني غافر وهي من القبائل العدنانية، ومنهم القواسم، النعيم، آل بوشامس، آل علي، الخواطر (النعيم)، طنيج، بني ساعدة، الغفلة، بني شميلي، بني قتب، النقبيون، الجنبه، بني كعب، وقد تزعم القواسم القبائل الغافرية خلال فترة النزاع بمنطقة الإمارات،وقد تحالفوا مع إمارة الدرعية.

تأسيس الإمارات
ساعد حل الخلافات إلى حد ما على بداية تشكيل الإمارات المختلفة رغم أنها تأسست سابقا أثناء النزاعات والتحالفات ولكن معالم الحدود بدأت تتضح بصورة أكبر.

أعلام الإمارات
أن لكل إمارة علم يميزها، في البدء كانت هذه الأعلام جميعا حمراء مصمتة لتمييز سفنها بالبحر، حسب المعاهدة المبرمة مع الحكومة البريطانية. ولكن أرادت كل إمارة المزيد من التمييز لسفنها، فقامت كل إمارة بإضافة اللون الأبيض بصورة تختلف عن شكل أعلام الإمارات الأخرى لتتمكن من تمييز سفنها عن سفن غيرها، ومن ثم أصبحت هذه الأعلام رسمية لكل إمارة مع شعارها الخاص، وليس للاستخدام البحري فقط، وبالرغم من أن قطر والبحرين لم يدخلا في اتحاد مع باقي الإمارات فإنهما وقعتا في تلك الحقبة على اتفاقية الإمارات المتصالحة وكان لكل منهما علمهما الخاص، واستمر استعمال ذينك العلمين بعد حصولهما على الاستقلال.

الطريق للاستقلال والاتحاد
وفي سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971، وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968،  واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم. وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.

وفي بداية عقد التسعينات توفي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم يوم 7 أكتوبر عام 1990، فاستلم الحكم في إمارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأصبح نائبا لرئيس الدولة ورئيسا لمجلس الوزراء، وذلك بعد احتلال العراق لدولة الكويت ليشتعل فتيل الحرب ثانية في الخليج.

إنشاء منطقة حرة
وعقب تحرير الكويت، استمرت الجهود التنموية في الإمارات تنمو تصاعديا وبثقة خصوصا بعد حربين مدمرتين أثرتا بصورة كبيرة على اقتصاد البلاد. وبدأت الدولة في انطلاقة جديدة، وفي هذا الإطار، استطاعت دبي أن تحقق نجاحاً في ميناء جبل علي بإنشائها منطقة حرة حوله عام 1985،وكان قد تمت تجربته واشتهر أثناء حروب الخليج كميناء مجهز على مستوى دولي وبطاقات استيعابية كبيرة.