من ليس له ماضي لا يمتلك الحاضر.. تاريخ "الإمارات" في القدم

عربي ودولي

الشيخ زايد
الشيخ زايد



للإمارات تاريخ مليء بالأحداث، وهذه الأحداث ساعدتها في تقدمها الحاضر، فاستغلت تاريخها بطريقة جعلتها محطَّ أنظار العالم سياحيًا واقتصاديًا.

ويقسم تاريخ الإمارات إلى ست مراحل رئيسية عبر العصور المتلاحقة، ولا ينفصل تاريخها عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه، وكان تاريخها مليئا بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام، ففي السلم كان لأساطيل سكان المنطقة وخبرتهم البحرية دور كبير في إنعاش التجارة بين الدول المطلة على المحيط الهندي من آسيا وأفريقيا وبين أوروبا عبر طرق التجارة المعهودة، ولكن يبدو أن هذا كان أيضا من مسببات الحروب في المنطقة.

بداية تأسيسها
عاصرت دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من الحقب الزمنية منذ استقرار الشعوب الأولى فيها، حتى الوصول إلى تأسيسها كدولةٍ رسمية في سنة 1971م، وفي ما يأتي معلومات عن الحقب التاريخيّة التي ساهمت في تشكيل دولة الإمارات حقبة العصر الحجري تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 6000 إلى عام 3500 قبل الميلاد، منذ العصر الحجري الذي انتشرت فيه جماعات من السكان تنتمي إلى البدو، واعتمدت في حياتها على تناول النباتات وصيد الحيوانات.

العصر البرونزي
حقبة العصر البرونزي تبدأ الحقبة التاريخية من عام 3200 إلى عام 1300 قبل الميلاد منذ العصر البرونزي، وتُقسَم هذه الفترة التاريخية إلى ثلاثة أقسام، وهي فترة جبل حفيت: هي فترة تنتمي إلى عام 3200 قبل الميلاد، وأُطلِقَ عليها اسم جبل حفيت؛ بسبب انتشار العديد من المقابر في أرض جبل حفيت الذي يقع بالقرب من مدينة العَين ضمن إمارة أبوظبي.

وادي سوق
 فترة وادي سوق: هي فترة تنتمي إلى عام 2000 قبل الميلاد، وأُطلق عليها اسم وادي سوق؛ بسبب وجودها في موقع أثريّ ينتمي لوادي سوق الذي يقع بين ساحل عُمان ومنطقة العين.

العصر الحديدي
حقبة العصر الحديدي تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 1300 إلى عام 300 قبل الميلاد منذ العصر الحديدي؛ حيث تشير الاكتشافات إلى انتشار أسلوب ري جديد اعتمد على الأفلاج؛ مما ساهم في استخراج الماء الجوفي، وسمح للمياه بالانتقال من المناطق الجبليّة إلى أراضي الواحات، وساعد ذلك على توفير الحاجة المائيّة للزراعة، وخلال فترة 1300 قبل الميلاد عُرِفَت المعادن وانتشر استخدامها، ومنها: الذهب، والبرونز، والسيراميك، كما صُنِعت المجوهرات باستخدام الذهب، والأسلحة؛ كالسيوف، والسهام، والخناجر، وظهرت أيضاً طُرق معينة في بناء المقابر التي اكتشف العديد منها تحت الأرض، وتعود جميعها إلى مجموعةٍ من القُرى ذات الحجم الصغير.

الحقبة الإسلامية
الحقبة الإسلامية يُعدّ وصول الإسلام إلى أراضي الإمارات بداية للحقبة التاريخيّة من عام 630 إلى عام 1258 للميلاد، فأرسل رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - مجموعة من الصحابة - رضي الله عنهم - لدعوة حُكّام القبائل التي حكمت الأراضي الإماراتيّة إلى الإسلام؛ ممّا أدّى إلى بداية فترة زمنيّة جديدة في الدولة، وأصبحت أراضي الإمارات تتبع للخلافة الإسلاميّة في عام 750م؛ حيث انتشرت الحضارة الإسلاميّة في الإمارات وشبه الجزيرة العربيّة أثناء تعاقب حُكم الخلافات الإسلاميّة، وخصوصاً الأموية والعباسية.

الاحتلال البرتغالي
 تمثّل الحقبة التاريخيّة من عام 1498 إلى عام 1650م فترة الاحتلال البرتغاليّ لمنطقة شبه الجزيرة العربيّة؛ حيث يُعدّ البرتغاليون أول الأوروبيين الذين تمكّنوا من الوصول إلى الأراضي العربيّة في سنة 1498م؛ عن طريق دَور البحار فاسكو دي جاما الذي اكتشف المنطقة خلال رحلته حول رأس الرجاء الصالح، وفي سنة 1515م احتل البرتغاليون المنطقة العربيّة، وحرصوا في سنة 1560م على احتكار التّجارة، وخلال فترة 1633م بعد سيطرة الاحتلال البرتغاليّ على أراضي الخليج العربيّ لمدّة قرن ونصف تراجعت القوات البرتغاليّة؛ بسبب المقاومة الشديدة من السُكّان.

 حقبة الاحتلال الهولندي
 ظهرت الحقبة التاريخيّة من عام 1622 إلى عام 1750 للميلاد بعد خسارة البرتغال في عام 1622م مضيق هرمز، وظهور عهد سيطرة الإنجليز والهولنديين في منطقة الشرق الأوسط، وفي سنة 1623م.

السيطرة البريطانية
 تبدأ الحقبة التاريخيّة من عام 1720 إلى عام 1968 للميلاد مع انتشار تأثير بريطانيا في التّجارة الخليجيّة، فحرصت القوات البريطانيّة على تعزيز وجودها البحري؛ بهدف توفير الحماية للطُرق التجاريّة التي تربطها مع الهند، وفي مطلع القرن التاسع عشر للميلاد سيطرت قبيلة القواسم على المناطق الشرقيّة والشماليّة التابعة للخليج العربيّ ومنطقة مسندم، واهتمّوا بإنشاء أسطول بحري قوي وصل عدد سُفنه إلى 60 سفينة، وتسبب ذلك بقلق لبريطانيا على طريقها البحري المؤدي للهند؛ ممّا دفعها للهجوم على القواسم وهزيمتهم في سنة 1820م.

حرصت بريطانيا بعد نجاحها في هزيمة القواسم على أن تُبرِمَ اتفاقيات مشتركة مع شيوخ الإمارات خلال الفترة الزمنيّة من عام 1820م إلى عام 1853م، كما حرصت على توقيع اتفاقيات جديدة في سنة 1892م مع مجموعة من شيوخ الخليج؛ من أجل ضمان عدم مشاركة الشيوخ بأي اتفاقيات أو التعاون مع دول أُخرى.

توحيد الإمارات
 حرص الشيخ زايد آل نهيّان حاكم إمارة أبو ظبي على تعزيز التواصل والتعاون مع شيوخ الإمارات؛ عن طريق تأسيس اتّحاد بين الإمارات لتوفير الحماية لمصادر النفط والسواحل البحريّة، فصدرت دعوة عن الشيخين راشد وزايد للإمارات المتصالحة، وقطر، والبحرين للمشاركة في اجتماعات إنشاء الاتّحاد، وكان الاجتماع الأول في عام 1968م، وفي 18 تموز (يوليو) من عام 1971م أُعلن عن تأسيس اتّحاد بين ست إمارات، وهي الفجيرة، وعجمان، ودبي، وأم القيوين، والشارقة، وأبو ظبي، ولاحقاً في عام 1972م انضمّت لهم الإمارة السابعة وهي إمارة رأس الخيمة.