بسبب بحر إيجه وتبادل الأسرى.. حرب التصريحات تشتعل بين تركيا واليونان

تقارير وحوارات



توترت العلاقات بين أثينا وأنقره، في الآونة الأخيرة، على خلفية، خلاف متصاعد حول عائدية بعض الجزر في بحر أيجه، وقامت سفينة تركية باحتجاز سفينة تابعة لقوات خفر السواحل اليونانية، كما تم في تركيا منذ أوائل مارس الماضي سجن عسكريين يونانيين احتجزا بسبب عبورهما غير المتعمد للحدود التركية أثناء الدورية، ليتبادل طرفي الصراع التصريحات الباردة، في حين يرفض حلف الناتو، التدخل لفض الخلاف.

 

اصطدام زورق تركي بسفينة يونانية

البداية، حينما اقترب زورقا تركيا من سفينة خفر السواحل اليونانية بالقرب من جزيرة إيميا، المتنازع عليها، واصطدم بها في مما أسفر عن إلحاق ضرر بالسفينة اليونانية دون وقوع إصابات.

 

تصعيد يوناني

واستدعت اليونان السفير التركي في أثينا على خلفية حادثة اصطدام زورق عسكري تركي بسفينة خفر سواحل يونانية في بحر إيجه الليلة الماضية.

 

ودعت اليونان تركيا إلى "وقف انتهاكات القانون الدولي والامتناع عن الأعمال التي لا تساعد على تطوير العلاقات بين البلدين".

 

تحذير تركي

وعلى الفور، حذرت تركيا، مما وصفتها باستفزازات يونانية في نزاع طويل الأمد ببحر إيجة بعدما قالت أنقرة إنها أزالت علما يونانيا كان مرفوعا على جزيرة غير مأهولة.      

 

وقال رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم، "كانت هناك محاولة لزرع علم يوناني على جزيرة غير مأهولة، وللرد على ذلك، قامت فرقنا لخفر السواحل بالتدخل اللازم ونزعت العلم من هناك".

 

غضب يوناني

وذكرت أثينا أن تصريحات "يلدريم" ذاتها مثيرة للاستفزاز، وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية،"تشير أحدث إفادة من وزارة الدفاع ومن البحرية لرئيس الوزراء اليوناني إلى عدم وقوع أي حادث ينطوى على انتهاك للتراب اليوناني. لكننا نواصل البحث في المسألة بهدوء وبجدية".

 

وأعلن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أن بلاده لن تدخل في مفاوضات بشأن أي جزء من أراضيها في ظل توتر العلاقة مع تركيا.

 

اليونان تستأجر فرقاطتين من فرنسا

وفي إطار التصعيد، أعلن نائب وزير الدفاع اليونانى فوتيس كوفيليس، أن اليونان ستستأجر من فرنسا لمدة خمس سنوات فرقاطتين ستنضمان إلى أسطولها ابتداء من هذا الصيف.

 

وأضافت صحيفة كاثيمريني، أن الاتفاق يؤكد دعم فرنسا لليونان، على خلفية عودة الجدال حول السيادة في بحر ايجه مع تركيا.

 

مطالب تركية بصفقة لتبادل الجنود

ولم يتوقف الخلاف حول بحر إيجه، بل تطرق إلى الجنود المحتجزين، وتطالب تركيا بتسليم العسكريين الثمانية الذين فروا إلى اليونان بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016، لكن أثينا ترفض الاستجابة للطلب وربط هذه القضية بقضية الجنديين اليونانيين المحتجزين في تركيا منذ مطلع مارس.

 

وقال الرئيس التركي، "أرادوا أن نسلم الجنديين اليونانيين، لكننا قلنا لهم إنهم إذا أرادوا شيئا كهذا، فيجب أولا أن يسلّمونا الجنود الذين قاموا بانقلاب في بلادنا"، مضيفًا "إذا أعطونا، فسوف نأخذ في الاعتبار" وضع الجنديين اليونانيين.

 

رفض يوناني

واستبعد رئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس، عقد أي صفقات تجارية مع تركيا من أجل إطلاق سراح الجنديين اليونانيين اللذين تحتجزهما أنقرة، قائلًا إن تركيا على ما يبدو أنه تغفل تحركات الاقتراب من أوروبا.

 

ونقلت صحيفة "إيكاثمرينى" اليونانية عن تسيبراس، قوله إن تركيا تبدو كدولة معرضة لخطر فقدان توجهاتها والبعد عن أهدافها الأوروبية.

 

الناتو يرفض التدخل لفض الخلافات

وفي هذا الصدد، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ، قرار الحلف بعدم التدخل في العلاقات بين اليونان وتركيا، داعيا الطرفين لحل الخلافات الموجودة بينهما عن طريق المحادثات الثنائية.

 

وأشار ستولتنبيرغ، إلى وجود خلافات معروفة بين البلدين، داعيا تركيا واليونان لحل خلافاتهما بروح حسن الجوار وفي إطار المحادثات الثنائية.

 

ولفت إلى أن كلا البلدين يعدان حليفين ثمينين وعضوين في الحلف منذ عشرات السنين، وأسهمتا بقسطهما في العمليات والدفاع الجماعي للحلف.