بالفيديو .. أهالي عشوائيات "هرم سيتي" هربوا من صخرة الدويقة لملاقاة المصير الأسوأ بأمر الحكومة

تقارير وحوارات



أية حمروشي - محمد سالم

الأهالي يستغيثون بـ محلب بالتدخل لحل مشاكلهم ومساعدة أسرهم وأطفالهم من التشرد

أحد السكان: مفيش غير مدرسة واحدة لكل الأعمال.. وسيدة عجوز: شعرت بالأمان تحت صخرة الدويقة

الأهالي: اتهمونا بسرقة الشقق بعد ما سلموهالنا.. وما زالت التهم باقية

داخل منطقة صحراء معدومة من أدنى حقوق الإنسان، وهي خدمة الصحة والتعليم.. ومعاناة مستمرة من الجوع والفقر لعدم توافر فرص عمل لرجال المنطقة.. خوف من طلقة طائشة قد تصيب أبنائهم لعدم توافر الأمن ووجود البلطجة والإرهاب بشكل يصعب السيطرة عليه.. هكذا يعيش أهالي المناطق العشوائية بمنطقة الهرم سيتي.

سقوط الصخرة كانت البداية .. هذا وصف نصر مخلوف، أحد ساكنى عشوائيات منطقة الدويقة، بداية أزمتهم، مشيرًا إلى أنه بعد سقوط الصخرة بدأت الحكومة بإخلاء المكان بتكليف من رئيس حي منشية ناصر اللواء مصطفي عباده، وناصر نصحي المسئول عن الإزالة، ونائب المحافظ محمد مختار الحملاوي، وسلمونا خطابا بتاريخ 5 مايو 2010، من أجل تسليمنا شقق بمنطقة أوراسكوم بـ 6أكتوبر - هرم سيتي .

ونص الخطاب على أن كل أسرة تتسلم شقة 38 متر للمعيشة، مضيفًا: أختلف الأمر عند لحظة تسليمنا وقاموا بتسليم الأسر شقة محيطها 22 متر ، مشيرًا إلى أنه تم الضغط عليهم من أجل قبول الشقق الجديدة التي لا تناسبهم للمعيشة من قبل جوزيف أحد المسئولين عن تسليم الشقق بمنطقة الهرم سيتى ، حتي يتم تجهيز الشقق الأخرى التي تبلغ 63 متر .

بدا الإختلاف بين الإدارة وبيننا بعد تسليم شقق التي تبلغ 63 متر لسكان حي مصر القديمة ، وليس لسكان الدويقة على حسب الاتفاق التي تم بينهم بعد انتهائهم من التشطيب للشقق الكبيرة، وأن الشقق الصغيرة ليس إلا استضافة لهم، ولكن عكس ذلك حدث بتسليم الشقق الكبيرة لسكن حي مصر القديمة، وبعد ذلك قمنا بالتصعيد رافضين الشقق الصغيرة، وبدأت التصعيد بالوقفات الاحتجاجية أمام محافظة القاهرة أكثر من مرة، حتى يتم تنفيذ مطالبهم ، هكذا كانت بداية المشكلة بين أهالي الدويقة والحي، متابعا أنه بعد ذلك تجمع العشرات من السكان لمقابلة محافظ القاهرة الأسبق عبد القوي خليفة، وقام بأمر مهندس مساحة بقياس الشقق الساكنين به وتبلغ 22 متر وليس 38 كما يتواجد في الجواب .

88 شخص تم تلفيق القضايا لهم بإتلاف الشقق بالكامل من الداخل والخارج بعد احتجاجهم واعتراضهم على الشقق الصغيرة، وتم الحكم عليهم بـ6 أشهر حبس و300 جنيه غرامة، وتم عرضهم على النيابة في جلسة 5 فبراير من العام الجاري، وبعدها تمت المرافعة من محمد عبدالعال لمكتب حقوق السكن، وتنفيذ الحكم بـ7 أيام حبس، وتم الاستئناف والقبول .. هكذا أشار مخلوف إلى القضايا المنظورة بينهم وبين الدولة، مضيفًا أنه تم تلفيق قضايا أخرى ومازالت القضايا مستمرة ضدنا وليس هذا فقط إنما تطالبهم أورسكوم بإخلاء الشقق وطردهم منها بسبب تلفيتهم للسكن .

فيما يروي زين الوادي محمد السيد، أحد سكان الدويقة، أزمة السكن، قائلا: تم حبس زوجة خالد محمد محمود، أحد الساكنين بتهمة سرقته للشقق وتكسيرها ، مؤكدًا أنه لم يتم توفير أماكن للصحة أو رعايتهم أو أسواق للمآكل ولم يتواجد أي خدمات صحية للأطفال، متعجبًا من عدم وجود أي مدارس سوى مدرسة واحدة لجميع الأعمار بالمنطقة

شعرت بالأمان في السكن القديم قبل وقوع الصخرة.. وأرفض عيشة الصحراء التي ليس لها معنى .. هكذا قالت تماثل جامع عبد الرحيم، أحد سكان منشية ناصر، طالبة من المحافظة بالرجوع للسكن القديم بالمنطقة، لأنه الأفضل بالنسبة لها.

السيدة العجوز، البالغة من العمر 85 عام، لا تملك أي عقد للشقة، وليس معها سوى جواب من المحافظة مثلها مثل أي مستأجر، يدخل جيبها شهريا 245 جنيه معاش.

بدموع تزرف من عينيه، يبكي ثابت محمد حسين، على حاله، قائلا: نسيت معنى الحياة.. مراتي معاقة في اليد والقدم.. ولا تعرف الصحة لعدم وجود خدمة صحية .

وطالب العشرات من أهالي سكان المناطق العشوائية المقيمين بمنطقة الهرم سيتي بـ 6 أكتوبر رئيس الوزراء إبراهيم محلب بالتدخل لحل مشاكلهم ومساعدة أسرهم وأطفالهم من التشرد القادم إليهم بعد تلفيق القضايا وحبس الرجال.