محمد الباز يكتب: محمد بن سحيم.. جاسوس البيزنس القطرى فى القاهرة

مقالات الرأي



بأسماء الشركاء.. وعقود الشركات.. واللقاءات الخاصة



■ شقيقه الأكبر متزوج من عائشة شقيقة الشيخ حمد.. وبنت أخيه جواهر متزوجة من الأمير تميم حاكم الدوحة الآن



يعمل واجهة لرجل الأعمال القطرى الملياردير عادل بن على.. وبدأ نشاطه فى مصر مع أحمد أبو هشيمة فى شركة حديد المصريين



فى الوقت الذى تبذل فيه قطر كل ما تملك من جهد ومال وعلاقات لمواجهة ثورة 30 يونيو وتعطيل خارطة

الطريق، يواصل هذا الرجل عمله فى مصر، يتردد عليها كثيرا، يقابل أصدقاءه من رجال الأعمال، يحاول توسيع مشروعاته واستثماراته وأرباحه ومكاسبه.

كان يمكن أن نصمت، أن ندعه يعمل وينتشر ويمر، لكن ما تأكد لدينا أنه رجل المخابرات القطرية فى القاهرة.. لم يدخلها لوجه الاستثمار فقط ولكن لوجه السياسة وحدها.

أتحدث عن رجل الأعمال القطرى محمد بن سحيم بن حمد بن عبد الله آل ثان، الذى يرتبط اسمه وترتبط مشروعاته باسم رجل الأعمال المصرى الشهير أحمد أبوهشيمة، فهو شريكه فى شركة «حديد المصريين» وشركات أخرى.

محمد بن سحيم من مواليد العام 1961، دوائر المال المصرية تشير إلى أنه لم يكن ثريا بما يكفى، ولم تكن لديه أعمال ضخمة بما يكفى، وهو ما جعله واجهة لأعمال رجال أعمال قطريين آخرين.

أسرة بن سحيم كانت قريبة جدا من أسرة الشيخ حمد حاكم قطر السابق، فشقيقه حمد بن سحيم كان متزوجا من عائشة شقيقة الشيخ حمد، وتم تعيينه لفترة وزيرا للإعلام، وأنجب منها خمس بنات من بينهن جواهر التى تزوجت من الشيخ تميم أمير قطر الحالى.

من وزارة الإعلام خرج حمد بن سحيم ليتولى وزارة الصحة، لكن تم إبعاده عن الحياة السياسية بعد أن انفصل عن زوجته شقيقة الشيخ حمد، حيث تم تعيينه وزير دولة.

دور حمد بن سحيم كان أكبر من كونه وزيرا فى نظام الشيخ حمد، فقد كان صديقا ومقربا من رجل الأعمال القطرى الأشهر عادل بن على الذى يمتلك توكيلات لمعظم الماركات العالمية فى قطر، وهو شريك مباشر للشيخ حمد بن خليفة فى كل توكيلاته، وقد وضع حمد بن سحيم واجهة لأعماله، وهو تقريبا ما ورثته عنه شقيقة محمد بن سحيم.. فهو يلعب كواجهة للاستثمارات القطرية فى القاهرة.

ارتبط ظهور محمد بن سحيم فى القاهرة بتأسيس أحمد أبو هشيمة لشركته حديد المصريين، استطاع أبو هشيمة أن يصل إلى عادل بن على عبر علاقات شخصية، الذى وضع محمد بن سحيم شريكا له فى حديد المصريين، وبدأت حصته فى الشركة بـ 300 مليون جنيه.

بعد الثورة كانت المخابرات القطرية ضمن أكثر من 18 جهاز مخابرات عملوا فى مصر، وكان محمد بن سحيم جاهزا للعمل خاصة أنه معروف بشخصيته الطيعة والقابلة لتنفيذ أى شىء يطلب منه، وكانت مهمته الأساسية هى السيطرة على الاقتصاد المصرى وسوق الميديا.. وهو ما كان يعمل من أجل تحقيقه بعد أن وصل الإخوان إلى الحكم مدعومين من قطر.

كانت الشركة الأولى التى ظهر فيها اسم محمد بن سحيم، هى شركة (آى أى سى) لإدارة مصانع الصلب (حديد المصريين) وتأسست فى 22 يوليو 2010، وأصحابها هم أحمد حمدى أو هشيمة عبد العزيز، وعبد الله أحمد شاهين يوسف الربيع كويتى الجنسية، ومحمد بن سحيم حمد بن عبد الله آل ثانى، عضو مجلس إدارة وممثلا عن شركة الصفاة القابضة القطرية.

بعد الثورة وفى 2 سبتمبر 2012 أسس محمد بن سحيم شركة «ستيت إيجبت» لإدارة المشروعات التجارية والصناعية، بمشاركة عصام قاسم حبيب أبل، وعبد الله أحمد شاهين يوسف شاهين الربيع.

الغريب أنه وفى يوم 4 يوليو 2013 أى بعد عزل محمد مرسى بيوم واحد أسس محمد بن سحيم شركتين، الأولى هى شركة يونايتد ستيل لإدارة مصانع الصلب، بشراكة من كل من أحمد أبو هشيمة وشريف يوسف محمد طنطاوى وعصام قاسم حبيب أبل، والثانية هى شركة «ناشيونال ستيل» مصانع الصلب ومعه نفس الشركاء الثلاثة.

كانت هناك رغبة واضحة جدا لدى محمد بن سحيم ومن يقفون وراءه للسيطرة على سوق الحديد فى مصر، فأحمد أبو هشيمة كان يسيطر على أقل من 7 % من سوق الحديد، وبعد أن وضع يده فى يد القطريين أعلن أنه يسعى للسيطرة على 22% من سوق الحديد كخطوة أولى تتبعها خطوات أخرى.

لم يظهر محمد بن سحيم بشكل واضح فى سوق الميديا، لكن أحمد أبو هشيمة كان قد أسس شركة إعلام المصريين للدعاية والإنتاج فى 2 يونيو 2013، وشاركه فيها عاطف أبو هشيمة ووفيق على عبد الفتاح المخزنجى.. وتردد وقتها أن محمد بن سحيم أحد الممولين الأساسيين للشركة، وأنه يسعى إلى شراء عدد من القنوات المصرية، ودخل أبو هشيمة بالفعل شريكا فى قناة المحور، لكن الشراكة لم تستمر، ونفى أبو هشيمة وقتها أن يكون شراؤه للمحور أو سعيه لتأسيس قناة فضائية خاصة يرتبط بعلاقته بالقطريين، لكن ظل وجود محمد بن سحيم غامضا فى مساحة تحرك أبو هشيمة على خريطة القنوات الفضائية.

خلال حكم الإخوان المسلمين كان محمد بن سحيم تقريبا متواجدا فى مصر طوال الوقت، ومن الأماكن التى كان يتردد عليها ويقابل فيها أصدقاءه ورفاق البيزنس، كانت العوامة التى يمتلكها أحمد عبد المعز فى الكيت، ولم يكن هذا غريبا، فأحمد عبد المعز يحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، ويتردد أنه يستثمر أموال الأمير تميم هنا فى مصر.

بعد ثورة يونيو رأس محمد بن سحيم وفدا من رجال الأعمال القطريين، وعقد لقاءات رسمية عديدة حاول خلالها أن يؤكد رغبة القطريين فى مواصلة الاستثمار فى مصر، لكنه دون أن يدرى كشف عن نواياه عندما صرح وقتها بأنه من يسيطر على الاقتصاد يمكنه بسهولة أن يسيطر على السياسة، كاشفا فى حقيقة الأمر عن المهمة الأساسية التى جاء من أجلها إلى مصر قبل ثورة 25 يناير.

الواقع الآن يشير إلى أن محمد بن سحيم لا يتردد على مصر كثيرا فى ظل الأوضاع السياسية المتأزمة بين مصر وقطر، لكن أمواله أو الأموال التى يعمل بها – حتى أكون دقيقا – لا تزال موجودة، وأصدقاؤه الذين عملوا معه لا يزالون يعملون فى مشروعاتهم، وهو ما يثير علامة استفهام كبيرة حول الرجل ودوره فى الحياة السياسية المصرية، الذى كان والذى لا يزال مستمرا، فهل ينتبه أحد لابن سحيم ولما يقوم به فى مصر الآن، أما أننا سنصمت حتى نصحو على كارثة.. أرجو ألا نصل إلى هذه المرحلة أبدا.