" الفجر " تحيي ذكرى وفاة عميد الأثريين المصريين



في مثل هذا اليوم 29 من سبتمبر 1961م توفي العالم الأثري الدكتور سليم حسن ، أحد روّاد علم الآثار المصرية، وصاحب الموسوعة التاريخية الكبيرة المعروفة باسم مصر القديمة ، توفي عن عمر يناهز 68 عاما ونظرا لإكتشافاته العظيمة في المجال الأثري قامت الفجر بإحياء ذكرى وفاته بنبذة بسيطة عن حياته وعن بعض إكتشافاته ومؤلفاته .

نشأته

ولد سليم حسن بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية عام 1893، وقد توفى والده وهو صغير فقامت أمه برعايته وأصرت على أن يكمل تعليمه، بعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1909 ثم ألتحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم أختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بهذه المدرسة لتفوقه في علم التاريخ وتخرج منها في عام 1913.

بداية حياته العلمية

حاول سليم حسن الإلتحاق بالمتحف المصري للعمل أمينا مساعدا، ولكن مساعيه باءت بالفشل حيث كانت وظائف المتحف المصري حكرا على الأجانب فقط، فعمل سليم حسن مدرساً للتاريخ بالمدارس الأميرية.

وفي عام 1921م عين في المتحف المصري بعد ضغط من الحكومة المصرية ممثلة في أحمد شفيق باشا وزير الأشغال، وفى المتحف المصري تتلمذ سليم حسن على يد العالم الروسي جولنشيف.

وفي عام 1922م سافر سليم حسن إلى أوروبا برفقة أحمد كمال باشا لحضور احتفالات الذكرى المئوية لعالم الآثار الفرنسي شامبليون، حيث زار فرنسا وإنجلترا وألمانيا وخلال تلك الفترة كتب العديد من المقالات الصحفية تحت عنوان (الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية) كشف فيها عن السرقة والنهب الذي يحدث للآثار المصرية مثل رأس نفرتيتي التي شاهدها في برلين.

وفي عام 1925 تمكن أحمد كمال باشا من إقناع وزير المعارف زكي أبو السعود بإرسال بعض المصريين للخارج لدراسة علم الآثار وكان من بينهم سليم حسن حيث سافر في بعثة إلى فرنسا وألتحق بقسم الدراسات العليا بجامعة السوربون، وحصل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) من الكلية الكاثوليكية، كما حصل أيضا على دبلوم الآثار من كلية اللوفر، وأتم بعثته عام 1927بحصوله على دبلوم اللغة المصرية ودبلوم في الديانة المصرية القديمة من جامعة السوربون.

عاد سليم حسن إلى القاهرة وعين أمينا مساعدا بالمتحف المصري وأنتدب بعدها لتدريس علم الآثار بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) ثم عين أستاذا مساعدا بها. أشترك سليم حسن في عام 1928مع عالم الآثار النمساوى يونكر في أعمال الحفر والتنقيب في منطقة الهرم، سافر بعدها إلى النمسا وحصل هناك على الدكتوراه في علم الآثار من جامعة فيينا.

أعماله

وفي عام 1929م بدأ سليم حسن، أعمال التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، لتكون المرة الأولى التي تقوم فيها هيئة علمية منظمة بأعمال التنقيب بأيد مصرية، وكان من أهم الأكتشافات التي نتجت عن أعمال التنقيب مقبرة (رع ور) وهى مقبرة كبيرة وضخمة وجد بها العديد من الآثار.

أستمر سليم حسن في أعمال التنقيب في منطقة أهرامات الجيزة وسقارة حتى عام 1939م اكتشف خلال تلك الفترة حوالي مائتي مقبرة أهمها مقبرة الملكة (خنت كاوس) من الأسرة الخامسة ومقابر أولاد الملك خفرع، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.

عين سليم حسن في عام 1939 وكيلاً لمصلحة الآثار المصرية ليكون بذلك أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون المسؤل الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع ولكن سليم حسن رفض ذلك مما عرضه لمضايقات شديدة أدت إلى تركه منصبه عام 1940م

واستعانت الحكومة المصرية في عام 1954م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعينته رئيسا للبعثة التي ستحدد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة،و أنتخب سليم حسن في عام 1960م عضوا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة.

و بلغت جملة ما كشف عنه حسن من آثار حوالي 200 مقبرة، منها مقبرة الملكة خنت كاوس التي اعتبرها هرما رابعا ، وأصدر موسوعة مصر القديمة في 16 مجلد من الحجم الكبير، كما وضع كتاباً من جزئين في الأدب المصري القديم، وكتابا في جغرافية مصر القديمة وأقسامها .