نصار عبدالله يكتب : نساء رائدات من أسيوط

مقالات الرأي



ما زلنا مع كتاب: نساء رائدات من أسيوط للدكتور رجائى الطحلاوى، حيث نواصل رحلتنا مع النماذج النسائية الرائدة فى مختلف المجالات ممن ينتمين إلى تلك المحافظة.

■ إيفا هابيل كيرلس: أول امرأة مصرية تشغل منصب العمدة، ذلك المنصب الذى استأثر به الرجل منذ أن عرف المنصب لأول مرة فى عهد محمد على باشا، والواقع أن أحدا لم يكن ليخطر على باله أن يجىء يوم من الأيام يصبح فيه عمدة القرية من بنات حواء، خاصة إذا كانت تلك القرية قرية صعيدية! لكن إيفا هابيل كسرت تلك القاعدة بعدما تغيرت طريقة شغل منصب العمدة وأصبح يتم بالانتخاب بدلا من التعيين المباشر، وعندئذ رشحت إيفا نفسها عمدة لقرية كمبوها بحرى مركز ديروط، وفازت، وبمقتضى نتيجة الانتخابات صدر قرار من وزير الداخلية بتعيينها عمدة للقرية عام 2008، لتكون بذلك أول امرأة مصرية تشغل ذلك المنصب بعد أن كانت قبل ذلك تشتغل بالمحاماة وتسهم إسهاما ملموسا فى النشاط العام لا على مستوى قريتها بل على مستوى محافظة أسيوط بوجه عام، ومن الطريف هنا أن نذكر أن إيفا تقول عن نفسها- طبقا لما ورد فى حوار معها أجرته إحدى الصحف، وطبقا لما ورد فى كتاب الدكتور الطحلاوى- تقول إيفا عن نفسها: إن العمدة المرأة تقوم بكل المهام التى يقوم بها العمدة الرجل، وإنه لا فارق بينهما على الإطلاق سوى أن العمدة المرأة لا تحلف قائلة: على الطلاق بالتلاتة!!

■ حكمت أبوزيد: أول امرأة مصرية تشغل منصب الوزيرة.. ذلك أنه برغم تجربة الحداثة التى بدأها محمد على فى مصر فى مطلع القرن التاسع عشر، وبرغم بدء تعليم المرأة فى المدارس الحكومية قرب نهاية ذلك القرن، وبرغم اقتحامها بعد ذلك مجال الوظيفة العامة فقد ظلت المرأة المصرية محرومة من تولى المناصب القيادية إلى أن قام عبدالناصر فى عام 1962بتعيين الدكتورة حكمت أبوزيد ابنة قرية كفر داود بمحافظة أسيوط وزيرة للشئون الاجتماعية، وكانت قبل ذلك تعمل أستاذة لعلم النفس بجامعة عين شمس، كما كانت فى نفس الوقت تسهم إسهاما فعالا فى قضايا وطنها وأمتها مما أهلها لأن تصبح عضوا فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطنى الذى عقد فى عام 1962، وفى ذلك المؤتمر تجلت قدراتها على الإقناع وعلى التفكير المنطقى المنظم وهو ما أثار إعجاب عبدالناصر وكان من بين الأسباب التى فتحت أمامها الطريق إلى الوزارة التى تحولت على يديها إلى وزارة حقيقية بعد أن كانت قبل ذلك مجرد وزارة لمن لا وزارة له.

■ أمينة السعيد: أول امرأة مصرية تشغل موقع وكيلة نقابة الصحفيين، وهى من مواليد مدينة أسيوط حيث كان والدها من ثوار 1919وتم اعتقاله خلال تلك الثورة ما غرس فى نفسها شعورا جارفا بالوطنية المصرية، وقد تخرجت أمينة السعيد فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1935، وعملت بالصحافة منذ أن كانت طالبة جامعية حيث كانت تحرر صفحة نسائية لجريدة «كوكب الشرق»، وفيما بعد عملت فى دار الهلال وأصبحت رئيسا لتحرير مجلة حواء ثم المصور إلى جانب رئاستها لمجلس إدارة الدار، وفى نفس الفترة تم انتخابها وكيلة لنقابة الصحفيين لتكون أول امرأة مصرية تشغل هذا الموقع.