إسرائيل تنتظر حربًا جديدة مع مصر بعد 6 أشهر

العدو الصهيوني



ابتعاد المجلس العسكرى عن السلطة.. وصعود الإسلاميين إليها يثير قلق تل أبيب

فى الوقت الذى كان يراوغ حزب النور السلفى فى حقيقة ما جرى من متحدثه الرسمى يسرى حماد الذى تحدث مع إذاعة جيش الدفاع الإسرائيلى مصرحًا بأن حزبه سيحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل ....كان هناك حوار مختلف وجاد فى إسرائيل حول مدى قوة معاهدة السلام على الصمود فى ظل صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم فى مصر.

حماد حاول أن يتنصل مما جرى ...معللا الأمر بأنه تعرض لعملية خداع من صحفى عراقى ...تحدث معه عن اتفاقية السلام مع إسرائيل ...ولما قال له إنه يراسل الراديو الإسرائيلى أغلق الهاتف فى وجهه ...وأن السفير الإسرائيلى فى القاهرة بنفسه كان وراء عملية الخداع هذه لكن فى إسرائيل كانت المواجهة مع النفس هى سيدة الموقف ...المحلل السياسى لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية «تسفى بارئيل» كتب نصًا: «الخطأ الجسيم الذى وقع فيه الجيش الإسرائيلى طول الأعوام الماضية هو توقفه عن التحدث باللغة المصرية، حتى نسى تقريبا كل المعلومات عن كيفية المواجهة داخل الصحراء الشاسعة وانشغل بمواجهات أقل أهمية بل وأهمل متعمدا الجانب الاستخبارى وجمع المعلومات عن دولة ما زلنا نعتبر أنها دولة صديقة».

حالة الهلع التى تأتى على هامش مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لا تحاصر أصحاب الرأى والمفكرين الإسرائيليين فقط، فوزارة الدفاع هناك فقدت هى الأخرى صوابها وهدوءها المعتاد ...وبدأت تتحدث عن مواجهة عسكرية قريبة مع مصر.

وزارة الدفاع الإسرائيلية نشرت على موقعها الإليكترونى استطلاعًا للرأي، تسأل فيه المواطنين الإسرائيليين عن الفترة التى ستصمد خلالها إتفاقية السلام ...ووضعت 6 أشهر كخيار أول أمام المستطلعين وفترة عامين كخيار ثانٍ أو إلى الأبد كخيار ثالث.

شارك المستطلعون المدنيون العسكريين فى مخاوفهم ومنحوا أصواتهم للخيار الأول مؤكدين عدم صمود اتفاقية السلام لأكثر من 6 أشهر قادمة.

«تسفى بارئيل» وضع يديه على سبب القلق فى مقاله، قال: من خلال الفحص الدقيق لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية سيجد معظم المتابعين أنه لم يتبق منها شيء، فالسلام مع مصر بدا فى مراحل كثيرة أنه سلام بارد، سرعان ما تحول إلى هدنة لوقف إطلاق النار بين البلدين، وعليه فمن الصعب ألا تتوقع إسرائيل الأسوأ بعد ابتعاد المجلس العسكرى وتولى الإسلاميين شئون البلاد.

ويحدد «بارئيل» صعوبات استكمال تنفيذ اتفاقية السلام، فالوضع الأمنى فى سيناء أصبح خطيرًا إلى حد بعيد، وأصبحت السيطرة على القبائل البدوية المعادية لإسرائيل شبه معدومة، إضافة إلى الشكوك فى إمكانية إعادة ضخ الغاز إلى إسرائيل بانتظام مرة أخري، ناقش بارئيل كذلك مسألة إخلاء سيناء من التواجد العسكرى للقوات المصرية، بينما قال اللواء «يوئاف جلنت» قائد المنطقة الجنوبية السابق خلال ندوة عقدتها جامعة تل أبيب ...إن أى خلل سيطرأ على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية سيقابله دخول الجيش المصرى إلى سيناء فورًا، وأن تركيزا مشابها للقوات كان سببًا فى اندلاع حرب 1967. ويدعم العقيد احتياط «رونين كوهين» المسئول السابق فى المخابرات الحربية ما ذهب إليه «جلنت» يقول: «الهجمات التى كانت تتم فى سيناء خلال فترة حكم المجلس العسكرى الانتقالية كانت نتاج التقصير الأمنى من جانب الجيش المصري، وأنه فى حالة تعاظم قوى الإسلاميين داخل مصر فإن سيناء ستشهد هجمات أخطر بكثير