رمضان شهر الصدقات

إسلاميات



تعتبر الصدقة من أنبل الأعمال وأفضلها، وشهر رمضان من الشهور التي ينبغي للمسلم أن يتحرى فيه الإنفاق في سبل الخير ووجوه البر وذلك عملاً بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان ينفق في رمضان ما لا ينفق في غيره, وقد ثبت في الصحيح عنه أنه كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.

وقد حث الله على أداء الصدقة في عدة مواضع بكتابه الكريم فقال جل من قائل: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} [المعارج: 24 - 25] وبيّن الله سبحانه وتعالى الثواب العظيم الذي يترتب على هذا الإحسان فقال: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير} [الحديد: 7]، كما أخبر النبي عن اجر الصدقة في أحاديث كثيرة منها قوله: (اتقوا النار ولو بشق تمرة). وأخبر النبي في حديث آخر أن المتصدق بالمال يتقبل الله صدقته بيمينه ويربيها له حتى تكون مثل الجبل.

صور الصدقة في رمضان

تكون الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه شهر المواساة‏ .‏ وللصدقة في رمضان صور كثيرة منها:‏

-إطعام الطعام: قال تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً}، وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على إطعام الطعام بل ويفضلونه على كثير من العبادات وذلك عملاً بقول رسول الله: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلون الجنة بسلام).‏

كما يترتب على إطعام الطعام الكثير من العبادات منها التودد إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:(لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا). كما ينشأ عنه مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تعودوا عليها بطعامك.‏

- إفطار الصائمين‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) وفي حديث سلمان: (من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء)، فقالوا: يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال رسول الله: يعطي الله هذا الثواب لمن فطّر صائما على مزقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة.‏

فضل الصدقة

ورد في فضل الصدقة عدة أحاديث منها ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: سبعة يُظلهم الله تعالي في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، رواه البخاري ومسلم.

والشاهد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، وفي هذا بيان لفضل الصدقة وأن تكون في السر، وأن تكون بعيدة عن الرياء وحب الظهور بين الناس.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أيضا قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتي تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله رواه مسلم.. و(الفلو) هو المهر و(الفصيل) ولد الناقة.

فشهر رمضان يجود الله تعالى فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار فمن جاد على عباد الله الفقراء والمساكين جاد الله عليه بالرحمة والعطاء وسعة الرزق, إذ أن الجزاء من جنس العمل.