بوابة الفجر

خبراء: خطاب "السيسي" في انتصارات أكتوبر عبور جديد

بوابة الفجر

جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، ليزيل الكثير من أوجه اللبس والغموض، التي تحيط بالعديد من القضايا، ليس فقط فيما يخص الجيش وتسليحه والإنفاق عليه.

ولكن أيضا فيما يتعلق بمعايير اختيار وزراء الحكومة الجديدة، التي كثرت حولها التساؤلات في الفترة الحالية، بالإضافة لما يتردد عن قصر عمر حكومة المهندس شريف إسماعيل وإنها ستتقدم باستقالتها خلال 3 أشهر على الأكثر، عقب انعقاد مجلس النواب.

وقال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، أحد أبطال حرب أكتوبر واستاذ العلوم الإستراتيجية، إن أهم رسالة وجهها الرئيس في خطابه، هي التأكيد على أهمية وخطورة العلاقة بين الجيش والشعب، التي وصفها بقوله: "جيش حريص على شعبه، وشعب يقف دائما خلف جيشه"، ملخصا هذه الحالة في جملة  "الجيش والشعب دايما مع بعض"، على قلب رجل واحد.

وأضاف"فؤاد"  أن  أولى مبادئ وقواعد الأمن القومي لأي دولة تتلخص في أنه طالما جيشها وشعبها على قلب رجل واحد، فلن يستطيع أحد أن يهزم إرادة الحياة والبناء والتعمير.

وتابع: "الربط  بين الحفاظ على الأرض والحياة، وبين العمل والبناء والتعمير، كان ضروريًا ومتسقًا مع الشعار المصري الخالد "يد تبنى ويد تحمل السلاح".

وشدد الخبير الاستراتيجي، على أهمية إشارة الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة إلى أن الجيش المصري سيظل نصير للشعب، ولن يقف ضد إرادته، لافتا إلى أن هذا لا يرتبط بشخص السيسي، وإنما بروح وعقيدة الجيش المصري الوطني.

الانفاق على الجيش وتسليحه

 من جانبه قال اللواء طلعت مسلم، قائد الفرقة 18 مشاة في حرب  أكتوبر، إنه كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن مصادر الانفاق على تمويل وتسليح الجيش وميزانيته، ومن هنا تحدث الرئيس عن الوضع الاقتصادي وهل يسمح بالانفاق على تسليح الجيش بهذه الطريقة، موضحًا أن الجيش ظل يتنازل عن نصف رواتبه لمدة عشرين عاما؛ لتحقيق قدرة اقتصادية.

 وأوضح "مسلم" أن الرئيس قال ذلك إرساء لمبدأ الشفافية، الذي وضعه السيسي منذ أن كان مرشحًا للرئاسة.

وحدة الصف العربي

بينما قال الدكتور محمد سعيد إدريس، خبير شئون الشرق الأوسط بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية أن حديث الرئيس عن وقوف الدول العربية جنبا إلى جنب مع مصر، في مواجهة العدو الصهيوني، وأن هذه الوحدة العربية هي التي حققت النصر، يحمل رسالة مستقبلية عبر عنها السيسي حين قال: "لن نسمح بالعودة إلى النكسة والهزيمة، وإننا بحاجة لأن نتذكر هذه الانكسارات، لكي لا تتكرر مرة ثانية"، في إشارة إلى أن وحدة الشعوب العربية في حد ذاتها تمثل عبورًا من الإنكسار إلى الانتصار.

وأضاف "إدريس" أن أحد أهم عوامل نجاحنا وانتصارنا في معركة أكتوبر هي إتخاذ القرار في الوقت المناسب، رغم الضغوط التي كانت تمارس على القيادة السياسية لخوض الحرب، قبل اكتمال الاستعداد، مشيرًا إلى أن هذا هو منهج السيسي نفسه في كل القرارات، ألا يقبل على أي خطوة إلا في الوقت المناسب.

وتابع: "حديث الرئيس عما يدور حولنا في البلاد العربية، وأنه يجب ألا يغيب عن أعيننا، يكشف عن  حجم الأخطار المحدقة بالمنطقة ككل".

وشدد على اتخاذ كافة السبل لكي نحمي مصر وشعبها من هذا المصير، وهو الأمر الذي مازال يسقط من أجله الشهداء والمصابين والجرحى.

تحذير لقوى الشر والظلام


ومن جانبه أشاد اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني المتخصص في مكافحة الإرهاب، بكلمات الرئيس الصارمة التي وجهها لقوى التطرف والإرهاب والظلام، حتى أكد أنه لن يستطيع أحد أن يمس هذا الوطن وهذا الشعب.
 

وأضاف "علام" إن التحذير لم يخلو من التأكيد على إقامة دولة القانون الديموقراطية؛ لأن أحدًا لن يستطيع أن يبقى في موقعه رغم إرادة الناس، موضحًا أن الديموقراطية هي إرادة الناس في أن تختار قياداتها وحكامها وتختار حتى استمرارهم على مقاعدهم من عدمه.


وتابع: خبير مكافحة الإرهاب إن كل ما قاله السيسي، من قبل عن الواقع الذي تعيشه المنطقة، ومخاطر الإرهاب والمؤامرات التي تحاك ضدها، أدركه العالم كله وتفهمه الآن، بعد أن تحقق ما حذرناهم منه.


وأوضح علام، أن الجميع تفهم وأصبحوا مستعدين للتعاون بشكل أكثر من إيجابي وبكل تقدير لدور مصر وشعبها في محاربة الإرهاب، من خلال القضاء على منابعه، والتصدي لتمويله من قبل بعض الدول.

إصلاح الخطاب الديني

وفي سياق متصل قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الرئيس لا يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن تجديد الخطاب الديني، لافتة إلى أنها أصبحت قضية حياة أو موت بالنسبة لننا كمسلمين، نمارس ديننا الحنيف بمالا يليق به، بل أن البعض يسئون إليه.

وأضافت "نصير" كان من الضروري أن يعبر الرئيس عن رفض مصر للمزايدة على دور المملكة العربية السعودية التي تتم حاليا، ردًا على محاولات المزايدة على هذا الدور، أو المتاجرة بالدماء لتحقيق أغراض سياسية.

ميثاق الشرف الإعلامى

وعلى صعيد الإعلام ودوره قال الكاتب الصحفي والإعلامي محمد مصطفى شردي، إن ميثاق الشرف الإعلامي بات ضرورة ملحة، ومن هنا حرص السيسي كما يحرص دائمًا على التطرق له.

وأضاف شردي، أن خطورة إخراج التصريحات من سياقها، مما يثير مخاوف الناس، مؤكدًا أنه واحد من هذا الشعب، خاصة فيما يتعلق بحديثه في خطاب سابق عن تعديل الدستور.

وشدد شردي، على أهمية حسن اختيار نواب البرلمان القادم؛ لأنهم سيتحملون مسئولية كبيرة خلال المرحلة الصعبة التي نواجهها، قائلاً: "لابد أن يكون لدي النائب دراسة بفلسفة القانون، وليس فقط بصياغة النصوص الجوفاء؛ لأن القوانين ليست كلمات وجمل، ولكنها منظمومة تشريعات وقيم حضارية متكاملة، ترسم حاضر مصر ومستقبلها".

الحكومة لن تستقيل

ومن جانبه قال النائب البرلماني السابق والخبير القانوني ممدوح رمزي، إن الحكومة الجديدة ليست مجبرة على تقديم استقالتها بعد انتخاب مجلس النواب وانعقاده.

وأضاف "رمزي" أن الدستور يلزم الحكومة، بتقديم برنامجها للبرلمان، وإذا تم إقراره تبقى الحكومة، وإذا لم يوافق عليه البرلمان، تطرح حكومة جديدة.