مى سمير تكتب: 50 مليار دولار ميزانية العمليات الأمريكية فى الشرق الأوسط لعام 2016
7.7 مليار دولار للمعارك الحرجة فى منطقة الشرق الأوسط
مليار دولار تكاليف متطلبات العمليات العسكرية للمارينز فى أفغانستان
تقدمت وزارة الدفاع الأمريكية، بتقرير مفصل للكونجرس الأمريكى عن حجم الميزانية التى تريد اعتمادها للعام التالى، وفى تقريرها الخاص بميزانية عام 2016 طلبت وزارة الدفاع الأمريكية زيادة قدرها 38 مليار دولار عن ميزانية السنة الماضية ليصل إجمالى ميزانيتها للعام القادم نحو585 مليار دولار.
وتضمن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية، إشارة إلى تخصيص مبلغ 50 مليار دولار من أجل عمليات التدخل الطارئة التى سيقوم بها الجيش الأمريكى، وتتمركز أغلب هذا العمليات فى منطقة شرق الأوسط.
الميزانية تدعم أيضا أنشطة مثل استكمال المراحل النهائية من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، علاوة على دعم القوات الأمريكية التى تم نشرها فى منطقة الشرق الأوسط للقيام بالعديد من المهام مثل تقديم الدعم والمساعدة والتدريب للقوات الأمنية التى تشارك فى الحرب ضد تنظيم داعش فى العراق والشام.
المساهمة فى زيادة كفاءة الجيش العراقى وقوات المعارضة السوية ومكافحة تنظيم داعش، كما يخصص جزءا من هذه الميزانية من أجل أنشطة الدعم مثل الدعم الاستخباراتى للعمليات العسكرية أو دعم الدولة المتحالفة مع أمريكا.
ويستعرض التقرير ــ وزارة الدفاع ــ تفاصيل هذه الميزانية الضخمة المخصصة لعمليات التدخل الطارئة التى يتركز الجزء الأكبر منها فى منطقة الشرق الأوسط.
جاء من بينها تخصيص 7.7 مليار دولار من أجل التكاليف الخاصة بجميع متطلبات العمليات العسكرية للقوات الأمريكية العاملة فى أفغانستان بما فى ذلك رواتب العاملين الأمريكيين، وتشغيل المعدات الأمريكية، وتغطية تكاليف الاتصالات، التدريب قبل الانتشار، ونشر وإعادة نشر القوات المقاتلة.
وأكد التقرير تخصيص 16.4 مليار دولار من أجل ما وصفه التقرير بتقديم الدعم على مسرح الأحداث، وتخصص هذه الأموال لتمويل المعارك الحرجة التى تقوم بها الوحدات الأمريكية خارج أفغانستان فى منطقة الشرق الأوسط. وقد يتضمن ذلك تقديم الدعم لبعض العمليات التى تبدأ من أمريكا مثل توجيه الطائرات العسكرية.
وتحت عنوان التصدى للعبوات الناسفة، حدد الجيش الأمريكى 500 مليون دولار من أجل توفير التمويل الخاص بتطوير، شراء واتخاذ التدابير اللازمة من أجل التصدى لسلاح العبوات الناسفة الذى يتم استخدامه ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وتمنح ميزانية الجيش الأمريكى لعام 2016 مبلغ 3.8 مليار دولار من أجل دعم القوات العسكرية فى أفغانسان. يخصص المبلغ من أجل رفع كفاءة قوات الأمن الوطنى الأفغانى بما فى ذلك 195 ألفاً من أفراد الجيش الوطنى الأفغانى و157 ألفاً من أفراد الشرطة الأفغانية، علاوة على مبلغ 10 ملايين دولار لتمويل برنامج يحمل اسم (الاستجابة الطارئة) وهو صندوق خاص مخصص لقادة الجيش الأمريكى من أجل تقديم الدعم الطارئ لهم أثناء الحرب على الإرهاب.
وتحت بند دعم القوات المتحالفة مع الجيش الأمريكى أو القوات الصديقة خصص 1.7 مليار دولار من أصل ميزانية عام 2016.
ويقدم الجيش الأمريكى دعماً مالياً يقدر بـ 140 مليون دولار لمكتب التعاون الأمنى مع العراق، وهو ما وصفه التقرير بناء على الأحداث السابقة والراهنة بالوضع المتقلب، ويهدف مكتب التعاون الأمنى مع العراق تحقيق هدف الولايات المتحدة الأمريكية بعيد المدى بتأسيس شراكة قوية مع قوات الأمن العراقية، ويتضمن عمل هذا المكتب التخطيط المشترك، التدريبات العسكرية، حل النزاعات، الزيارات رفيعة المستوى وغيرها من أشكال المشاركة الثانية.
وتطلب وزارة الدفاع الأمريكية تخصيص مبلغ 7.9 مليار دولار من أجل تجديد وإصلاح المعدات والأسلحة العسكرية التى تستخدم فى العمليات بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، كما تستخدم هذه الأموال من أجل إجراء التدريبات العسكرية للقوات الأمريكية والتحضير لعمليات انتشار مستقبليه.
يشير التقرير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل مع العديد من الوكالات الأمريكية من أجل مواجهة تهديد تنظيم داعش ويصل حجم التمويل المخصص للتصدى لداعش إلى 1.3 مليار دولار. وفى العراق، تتركز جهود البنتاجون الأمريكى على دعم القوات العراقية فى حربها ضد تنظيم داعش وذلك من خلال ثلاثة محاور، أولا، تجهيز الوحدات بشكل مناسب لتكون قادرة على تنفيذ مهامها.
ثانيا: زيادة استعداد قوى الأمن الداخلى.
ثالثا: زيادة كفاءة المعدات العسكرية العراقية، ولا يقتصر الدعم الأمريكى على الجيش العراقى ولكن يقدم البنتاجون دعماً للقوات الكردية وللقوات الأمنية التابعة للقبائل، ويصل حجم التمويل الذى تطلبه وزارة الدفاع الأمريكى لهذه الأنشطة ما يعادل 700 مليون دولار.
وإذا كان الجيش الأمريكى يقدم الدعم للقوات الأمنية العراقية من أجل مواجهة داعش، فإن الوضع فى سوريا مختلف تماما.
بحسب التقرير فإن البنتاجون يعمل على ثلاث جبهات فى سوريا، الجبهة الأولى مواجهة تنظيم داعش وتأمين الأراضى التى تنجح قوات المعارضة فى الاستيلاء عليها.
والثانى، حماية حلفاء الولايات المتحدة من تهديد تنظيم داعش.
أما الجهة الثالثة فتنحصر فى تعزيز الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض من أجل إنهاء الصراع فى سوريا.
فى هذا الإطار يسعى الجيش الأمريكى بكل قوته من أجل الاستجابة للحاجة الملحة فى بناء شريك قوى على الأرض فى سوريا يمثل قوة داعمة لأمريكا فى حربها على داعش، على أن عدم وجود معارضة سورية متماسكة أدى إلى البطء فى الحرب على داعش، وبالتالى فإن استراتيجية الإدارة الأمريكية تقوم على تجهيز قوات المعارضة السورية وتدريبها، وبحسب التقرير طلبت وزارة الدفاع الأمريكية مبلغ 600 مليون دولار من أجل تحقيق هذا الهدف. وطلب البنتاجون مبلغ 2.1 مليار دولار لصندوق شراكات مكافحة الإرهاب.