بوابة الفجر

سر مطالبة السعودية بـ"تيران وصنافير" الآن رغم علمها بإحراج السيسي

عبدالفتاح السيسي
عبدالفتاح السيسي

كشف الكاتب السعودي جمال خاشقجي، عن سبب استعادة المملكة لجزيرتي تيران وصنافير خلال الوقت الحالي من مصر على الرغم مما تعلمه المملكة بأن ذلك يسبب حرجًا للنظام المصري مع الشعب.

وقال "خاشقجي" فى مقال له بعنوان "تيران وصنافير وسورية واليمن ورؤية 2030"، المنشور بصحيفة "الحياة"، إن رؤية المملكة 2030 التي أعلن عنها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تفسر سبب استرداد المملكة للجزيرتين الآن، مشيرًا إلى قوله بأن "إحنا عندنا ثلاث مناطق قوة مستغلة وغير مستغلة ولا أحد ينافسنا عليها، هي باختصار الإسلام، والقدرة الاستثمارية الهائلة، والموقع الجغرافي، وتسعى المملكة لاستغلالها لإخراج إيران من العالم العربي والإسلامي".

وأضاف: "القدرة الاستثمارية التي تريدها الرؤية أن تكون بديلًا عن الإدمان على النفط، مرتبطة أيضًا بالموقع الجغرافي، الذي يريد الأمير محمد بن سلمان استثماره لمصلحة المملكة ودول المنطقة، لكنه يصطدم بمشروع إيراني موازٍ، ولعل لدى القوم (رؤية 2030) تخصّهم، لكنها لا تتم عبر حسن الجيرة وتبادل المنافع وإحلال السلام والاستقرار، وإنما عبر ميليشيات، وتهريب أسلحة، ومؤامرات وانقلابات، والرؤية الإيرانية لا تقوم على المشاركة، وإنما على إخضاع الآخرين والتبعية لولي فقيه في طهران، وفي السعودية لا نفعل ذلك، وإنما نوقّع عقودًا، وتحالفات استراتيجية في ضوء النهار ومع حكومات قائمة لا أحزاب سرية وميليشيات".

وتابع: "لكي تنجح الرؤية السعودية في أن تكون المملكة المعبر الرئيسي لحركة التجارة العالمية بين ثلاث قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، فهي في حاجة إلى جيران يشاركونها رؤيتها، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون بينهم يمن تحكمه إيران بميليشيات الحوثي التابعة لها، ولا سورية يحكمها نظام طائفي تحت رحمة طهران، والبلدان هما شام الجزيرة ويمنها ومنفذها شمالًا وجنوبًا".

وأردف أن الاتجاه الاستثماري الذي تسعى المملكة للتوسع فيه هو السبب الرئيسي للتوسع على الأرض، الذي دفع السعودية لطلب الجزيرتين، حيث إنه بالنظر إلى خريطة المنطقة، نجد أكثر من موقع مكمل للمشروع السعودي، مثل دبي التي اكتملت تقريبا بنيتها التحتية، وميناء الدقم في عمان، ولوسيل المدينة الاقتصادية الطموحة في قطر، وأبو ظبي وقوتها الاقتصادية، متابعًا أنها "كلها ستربط رؤية المملكة 2030 مع أقصى الشرق الآسيوي، وغربًا حيث جازان ومدينتها الاقتصادية، ومدينة الملك عبدالله بمنتصف البحر الأحمر وميناؤها الذي يستطيع أن يتضاعف حجمه عشرين مرة حتى يتضاءل ميناء جدة الإسلامي بجواره، هنا الشريان الذي سيربط أفريقيا بأوروبا، يكمله جسر الملك سلمان الذي سيمر فوق تيران ويكون أهم معبر بري في العالم كما وصفه الأمير محمد بن سلمان".