فتاوى الفضائيات.. مشايخ يحللون شرب الخمر.. ويؤكدون: "طالما لم تسكر حلال"
أطلقت في الآونة الأخيرة، فتاوى تحلل شرب الخمر، فبرغم من أن الآية الكريمة "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى"، بسورة النساء فصلت الأمر بحرمانية الصلاة في حالة سُكر، إلا أن العلماء اختلفوا حول التحريم ذاته، هل يقع على حالة السُكر فقط أم الشرب بوجه عام، لتطلق العديد من الفتاوى حول شرب الخمر، وآخرها فتوى الشيخ خالد الجندي، الذي أفتى بأن الخمر الذي لا يصل إلى حد السكر ليس به تحريم.
ترصد "الفجر"، أبرز المشايخ الذي يحللون شرب الخمر طالما لم يسكر.
"الهلالي" يجيز شرب الخمر
أجاز سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه بالأزهر، شرب الخمر بالقدر الذي لا يسكر، قائلًا في فتواه: "إذا كان الكحول من الخمر العنابية فهي مسألة عادية؛ لأن بها نصًا يقول: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"، متابعًا؛ "نزلت الآية على الخمر العنبية، أما الخمر غير العنبية اللي متخذة من التمر أو الشعير أو سائر المزروعات، والبيرة خرج عن كونه خمرًا من العنب، ودخل خمر من غير العنب، مضيفًا: أبو حنيفة -رضي الله عنه- بيقول الحرام فيه القدر المُسكر".
يجيب الهلالي على تساؤل هل البيرة حلال أم حرام ويقول:«دي مسألة خلافية، البيرة دي ليست متخذة من العنب، وإنما متخذة من الشعير، هذا الشراب إذا أسكر كثيره إذًا قليله حرام عند جمهور الفقهاء، أبوحنيفة قال: لا، أنا مش مع الجمهور أنا رأي مختلف.
فيما قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إنه يجب الفصل بين المسكر والخمر، لافتًا إلى أن معنى كلمة "مسكر" هو التأثير على العقل، فيما أن الشخص السكران هو الذي لا يعرف أعلى الوادي من أدناه.
وأضاف الجندي، أن الخمر الذي لا يصل إلى حد السكر ليس به تحريم؛ لأنه لم يثبت عليه مفعول الخمر، مشيرًا إلى أن الخمر الذي يشربه الشخص ولم يسكره فهو حلال.
وتابع: "لو شرب شخص خمرًا وتحقق السكر فهذا خمر وحرام حتي وإن كان مصنوعًا من البصل ولكن إن لم يكن يُسكر فانه ليس حرام"، مشيرًا إلى أن هذا كلام أبي حنيفة ( رَضِىَ اللهُ عَنهُ وَأَرضَاهُ).
كما أحل الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشروب يحمل نسبة ضئيلة من الكحول، قائلًا؛ "نسبة خمسة بالألف لا أثر لها في التحريم".
وتابع "القرضاوي" إنه سئل عن مشروب معين في الأسواق يحمل نسبة ضئيلة من الكحول وبفعل التخمر الطبيعي، قائلًا: "خمسة من عشرة آلاف يعني شيئا لا يكاد يرى أو يحس، فهذه النسبة لا اعتبار لها في الشرع، ولست أنا وحدي الذي قلت هذا.. ونسبة الخمسة في المائة من مائة أو نسبة الخمسة من عشرة آلاف لو شربت منه برميل بحالة لا تسكر".
"راشد": الخمر ليس حرامًا
كما أفتى الشيخ مصطفى راشد عالم أزهري وأستاذ للشريعة الإسلامية، بتحليل شرب الخمر، قائلًا؛ "لتحديد وضع الخمر في الإسلام، إن كان محرمًا أم لا، سوف نناقش الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع الخمر بالشرح والتفسير، حتى نستطيع الوصول للرأي الفقهي لوضع الفتوى بوضوح واطمئنان وثبات الحجة:
أولًا: قوله تعالى في الآية 219 من سورة البقرة: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما".
والآية هنا توضح أن الخمر والميسر فيهما إثم ومنافع لكن إثمهما أكبر من نفعهما، وهذا ليس بنص تحريم، بل يضع الخمر في درجة المكروه، لأن نصوص القرآن عودتنا على الألفاظ القاطعة الواضحة إذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى في سورة البقرة 173: "حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"، وكذا الآية 3 من سورة المائدة، وأيضًا قوله تعالى في الآية 96 من سورة المائدة "وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما"، وكذا سورة النحل الآية 115، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرمًا، وإلا لماذا لم تقل الآية حرم عليكم الخمر".
ويتابع ثانيًا: "قوله تعالى في الآية 43 من سورة النساء "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون".
وقد نزلت هذه الآية بعد أن كان بعض الصحابة يصلُّون وهم في حالة سكرٍ مزرٍ فيخطئون في قراءة الآيات، ويفهم ضمنيًا من الآية هو أن السكر حتى الغياب عن الوعي ممنوع أثناء الصلاة، ونص الآية لا يمنع في غير أوقات الصلاة.