أحمد شوبير يكتب: العبيط أهو
كنا زمان نضحك من هتاف المدرجات «العبيط أهو» هو الهتاف الذى كانت تعنيه الجماهير للاعب الذى يتسبب فى هزيمة فريقه بخطأ ساذج أو اللاعب الذى يُمرر طوال المباراة تمريرات خاطئة أو اللاعب الذى يكون أضحوكة الفريق المنافس من ترقيص وخلافه، وبمرور الأيام انتهى هتاف «العبيط أهو» لأن اللاعبين أصبحوا أكثر خبرة وتعلموا من أخطائهم فلم يعد هناك لاعب «عبيط»
فيبدو أن هذا شجع بعضًا من الإداريين أن يتقمصوا دور العبيط فى بعض تصريحاتهم حتى يعيدوا هذا الهتاف من جديد هذا ما قرأنا أخيرًا من تصريح أحد المسئولين عن الكرة المصرية من أننا فى طريقنا التنظيم لكأس العالم ٢٠٢٦.
فلو أن هذا التصريح صدر من مواطن عادى أو مشجع لكرة القدم لضحكنا عليه ومر مرور الكرام ولكن أن يخرج هذا التصريح وفى هذا التوقيت بالتحديد من مسئول فى اتحاد الكرة المصرى لتحسين صورة أحد المسئولين أو بحجة دعمه فى معركة انتخابية أو لإيهام جماهير الكرة المصرية بأن هذا المسئول هو القادر على استضافة مصر لكأس العالم وأن علاقته مع عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى وجيانى انفاتينو رئيس الاتحاد الدولى على أعلى مستوى وأن هذه العلاقة ستكون السبب فى استضافة مصر لكأس العالم ٢٠٢٦.
فنحن لدينا ذكرى أليمة من تنظيم كأس العالم ٢٠١٠ فقد كنت شاهداً عليها بالتفصيل، ولكن وبكل أسف وبعد كل هذه السنوات نتكلم بنفس الطريقة ونفس الأسلوب الذى عفى عليه الزمن والذى صرخنا مرارًا وتكرارا من أجل تغييره ومواكبة العصر بدلاً من سياسة الضحك على الدقون والضحك على الشعب وإذا كان السيد المسئول فى اتحاد الكرة لا يعرف أن كأس العالم ٢٠٢٦ ستكون عبارة عن ١٦ مجموعة يعنى مطلوب ١٦ ملعبًا تحمل المواصفات اللازمة لتنظيم هذا الحدث العالمى ونحن فى مصر لا نملك أكثر من ٥ أو ٦ ملاعب قد تكون مطابقة للمواصفات العالمية.
وإذا كان أيضاً هذا العضو لا يعرف أن ملف تكلفة استضافة كأس العالم سيتجاوز مالا يقل عن ٤٠ مليار دولار من مبان وبنية أساسية وملاعب ومواصلات وطرق فإنه بالتأكيد لا يستحق أن يكون حتى مشجعًا لكرة القدم، أيضاً يبدو أنه وزملاءه اعتادوا فن الرقص بالصاجات للسيد المسئول لأنه هو رب نعمتهم وولى أمرهم والذى لا يمكن أن يعيشوا ويتكسبوا بعيدا عنه.
ويبدو أيضاً أننا أمام وظيفة جديدة لآن تسمى عضو مجلس إدارة لأنها فى الآونة الأخيرة تحولت إلى وسيلة عند البعض حتى لا أكون ظالما للجميع فالمكسب سريع بطرق عدة أبسطها مثل هذه التصريحات العبيطة وغيرها من الوسائل التى يعرفها الجميع الآن ورغم ذلك فقد قمت بواجبى واتجهت مباشرة إلى المسئول الأول عن الرياضة فى مصر وسألته عن صحة هذا الخبر فقال لى إنه لا يعلم شيئًا عنه وأنه لو سئل لرفض الفكرة من أساسها ولكن لأن الكلام فى مصر ليس عليه جمرك أصبحنا نرى سيلاً من هذه التصريحات العبيطة والتى لا اعرف لها سببا حتى الآن وهل ستستمر أم تنتهى عند هذا الحد من السخافة وإلهاء الناس والضحك على الدقون مستغلين عشق الناس وحبهم لكرة القدم، وبدلا من أن نحاول أن نستفيد من العروض الجيدة التى قدمها منتخبنا الوطنى فى كاس الأمم الإفريقية الأخيرة وعودته إلى المحافل الدولية من جديد إذا بنا نذهب إلى نوعية من المسئولين كل هدفها فى الحياة أن تبقى على مقاعدها لتتكسب وتربح وتعيش على أكتاف المصريين خلال هذه التصريحات التى دائما وأبدًا ما جعلتنا نعود للخلف بشدة، أيها السادة حرام كفاية وعيب عليكم هذا السُخف والذى لم أجد له مثيلاً فى أى مكان فى الدنيا إلا فى اتحاد الكرة المصرى ومرة أخرى العبيط أهو.