عيد الجلاء.. الذكرى المنسية في احتفالات المصريين
يعد الثامن عشر من يونيو ذكرى انتصار للمصريين، فقد كان جلاء لآخر جندي إنجليزى من على أرض مصر، بعد نجاح اتفاقية الجلاء في فى ذلك اليوم لعام 1956 م، لتتقلص مستعمرات بريطانيا، المملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس، فقد دخل الاحتلال البريطاني مصر عام 1882م، وظلت مصر تكافح من أجل الاستقلال والتحرير، تعددت الحركات الوطنية والثورات المناهضة للاحتلال، وقدم آلاف الشهداء أرواحهم من أجل استقلال الوطن، بعد أن تم احتلاله لمدة 73 سنة.
وحتى قامت ثورة 23 يوليو عام 1952م، والتى كانت تحت قيادة الضباط الأحرار، واتحد الجيش والشعب، لتبدأ مفاوضات الثوار مع الإحتلال، ليكون على رأس تلك المفاوضات اتفاقية الجلاء فى 27 أبريل نيسان 1953، واستمرت لمدة 15 شهرًا بشكل متقطّع، وانتهت فى 27 يوليو تموز 1954، وحملت تلك الإتفاقية توقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
لترحل بريطانيا عن أكبر قاعدة حربية لها في الشرق الأوسط، كانت تلك القاعدة بطول القناة من بورسعيد شمالا إلى ميناء "الأدبية" على خليج السويس جنوبا، والتي أقيمت عليها المطارات والمنشآت العسكرية، واوكانت "فايد" هي المقر الرئيسى لتلك القاعدة، كما كان "أبو سلطان" مستودعا للذخيرة والمفرقعات، وكان "أبو صوير" المطار العسكري المشهور، وجعلو من "التل الكبير" المعسكرات لهم.
نص الاتفاقية
تقول ديباجة الاتفاقية: «بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري الصادر في ١٠ فبراير سنة ١٩٥٣، وعلى القانون رقم ٦٣٧ لسنة ١٩٥٤، بالموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وشمال أيرلندا، والموقع عليه بالقاهرة في ١٩ أكتوبر سنة ١٩٥٤، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية، قرر مادة ١- يعمل اعتبارا من ١٩ أكتوبر سنة ١٩٥٤ بالاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر، وحكومة المملكة المتحدة».
وكان البند الأهم فى الاتفاقية فى ١٣ مادة، والتى تقر فيها أن الحكومتان المتعاقدتان، أن قناة السويس البحرية التي هي جزء لا يتجزأ من مصر طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في 29 أكتوبر سنة ١٨٨٨,
مراحل الجلاء:
وقد نصت الاتفاقية على أن يتم الجلاء على مراحل عديدة، وقد تمت المرحلة الأولى من الجلاء في 18 فبراير شباط عام 1955، والثانية في 16 يونيوم حزيران 1955، والثالثة في 25 مارس آذار 1956، وفي 18 يونيوم حزيران 1956وتم جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر، ورفع العلم المصري لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية «نيفي هاوس» في ذلك الوقت ببورسعيد.
رحل الجيش البريطاني فى 13 يونيو1956م، فقد غادرت الباخرة البريطانية «إيفان جب» بورسعيد، والتي حملت الفوج من العساكر البريطاني، الذين كانوا فى مبنى البحرية فى بورسعيد، ليرفع عبد الناصر علم مصر على المبنى فى 18 يونيو1956، لتسجل الحرية للأراضى المصرية فى ذلك اليوم، إلا أنه صار ذكرى منسية لا تسمع عنه الأجيال الجديدة شيئًا.