منى الزيني تكتب: عبقرية محمد علي
وسط الإعصار الاقتصادي الذى يضرب بلاد العالم عموما، ويكاد يفتك بالبعض منها ويجتاح مصر ويؤثر على كل مناحي الحياة فيها، فإننا نجد أن شبح البطالة له تأثير قوي ومباشر فى هذه الأزمة الاقتصادية
لم تعد الدولة قادرة على طرح المزيد من فرص العمل الحكومية وتحميل الجهاز الإداري المزيد والمزيد من الأعباء
وهناك اختفاء ونقص حاد للعديد من المهن والحرف اليدوية والصناعات الصغيرة و عمال الصيانة
المشكلة الأكبر أن المحتوى التعليمى الذى يدرسه طلاب الجامعات طوال سنوات دراستهم الجامعية ليس له علاقة بمتطلبات سوق العمل و يفاجىء الخريج ببيئة عمل غريبة عنه ولا يستطيع أن يعطى فيها ولا يطبق ما تعلمه.
إذا رجعنا بالتاريخ لأيام حكم محمد علي.. كان أطفال الشوارع بالنسبة لمحمد علي باشا كارثة، كان عددهم نحو 300 ألف مشرد في شوارع مصر من الإسكندرية إلى أسوان.. أدرك أن هؤلاء سيكونون السبب في انهيار الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها.
لكن محمد علي لم يهدأ له بال حتى قرر اعتقالهم جميعا ووضعهم في معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التي أنشأها في اسوان وظلوا بها ثلاث سنوات
أمر محمد علي، سليمان باشا الفرنساوي بأن يأتي بأعظم المدرسين والمدربين الفرنسيين في شتى العلوم والمهن والحرف اليدوية ليدربوا هؤلاء المشردين وبالفعل نجحت تجربة محمد علي وبعد ثلاث سنوات تخرج لمصر براعم علماء ومدرسون وأطباء وأيضا الصناع المهرة الذين يجيدون الحرف والصناعات ويجيدون اللغة الفرنسية والعربية ولغات أخرى
واستعان محمد علي بنوابغهم في بناء الدولة المصرية وأرسل الباقين كخبراء لدول أخرى مطلة على البحر المتوسط والتي تفتقر لتلك الحرف.
جدير بالذكر أن المتفوقين منهم أرسلوا فى بعثات للخارج على نفقة الدولة لطلب المزيد من العلم لكى يعودوا به لوطنهم ويعملوا على رفعته وتقدمه فى شتى المجالات
ستظل دائما الحلول العبقرية الناجزة والحاسمة هى الأكثر نجاحا"
نحتاج إلى المزيد من القادة المخلصين الذين يعتمدون حلولا" مبتكرة وسريعة وفاصلة تتعامل مع متغيرات عالمية سريعة وشديدة القسوة، ليكملوا مسيرة قادة أحبوا أوطانهم وتعاملوا بحكمة وذكاء مع كبير مشكلاته ونجحوا فيها بامتياز
وستبقى الحكمة الخالدة
" لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"