جمال عبد الناصر.. أيقونة مصرية لم تمُت

تقارير وحوارات


قرارات صارمة، ونتائج واقعية، رسمت مستقبل مصر، له الفضل في إنهاء الحكم الملكي، بالاشتراك مع الضباط الأحرار، كما ساهم في إعادة بناء القوات المسلحة، بعد هزيمة يونيو 1967م، إنه الزعيم جمال عبد الناصر الذي نجح مع الضباط الأحرار، ليلة 23 يوليو 1952 في القيام بالثورة، وأسفرت تلك الحركة عن طرد الملك فاروق، وإعلان الجمهورية.

 

حياته العسكرية

 

في قرية بني مرة بمحافظة أسيوط، عام 1918م، كانت أسرته على موعد مع ميلاد جمال عبد الناصر، حيث عاش طفلوته، ثم أنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، حتى سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة في عام 1937.

 

فشل "عبد الناصر"، في الالتحاق بالكلية الحربية، في بادئ الأمر، فاختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية، تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1938.

 

مناصبه

 

عمل "عبد الناصر" في منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورقي إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية، ورقي إلى رتبة يوزباشي (نقيب) في سبتمبر 1942م، وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك.

 

وفي العام التالي انتدب للتدريس في الكلية الحربية، وظل بها ثلاث سنوات، إلى أن التحق بكلية أركان حرب، وتخرج فيها في 12 مايو 1948م،  وتولى تدريس مادة شؤون إدارية، ورقي إلى رتبة صاغ ثم بكباشي (مقدم ) وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بالثورة يوم 23 يوليو 1952م.

 

قيادة الثورة

 

ظهر دوره الهام، في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري، أطلقت على نفسها اسم الضباط الأحرار، حيث اجتمعت الخلية الأولى، في منزله بكوبري القبة في يوليو1949م، وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع تنظيم الضباط الأحرار، انتخبت قيادة للتنظيم.

 

وانتخب "عبد الناصر" رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة، ثورة 23 يوليو 1952م.

 

رئاسته لمصر

 

تنظيم الضباط الأحرار، نجحوا ليلة 23 يوليو 1952 في القيام بالثورة، وأسفرت تلك الحركة عن طرد الملك فاروق، وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية.

 

 وبعد أن استقرت أوضاع الثورة، أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة، وكان يتكون من 11 عضوًا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب مما أسفر في النهاية عن قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح في يونيو 1956 رئيسًا منتخبًا لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبي.

 

قرارات ناصرية

 

تسلم "عبد الناصر" حكم مصر، وعزم على النهوض بها، فقرر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956م، وهو ما تسبب في العدوان الثلاثي على مصر، شنته بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، بدأ الهجوم بقصف إسرائيلي مكثف لمنطقتي الكونتلة ورأس النقب، ثم انسحبت القوات البريطانية والفرنسية من مصر في 22 ديسمبر 1956م، وتبعهما بعد ذلك الكيان الصهيوني.

 

وفي 22 فبراير 1958، أعلن "عبد الناصر" اتحادًا يضم مصر وسوريا، أطلق عليه الجمهورية العربية المتحدة، إلا أنه لم يستمر طويلًا، حيث انفصلت الدولتان مرة أخرى، عام 1961م،

 

كما اهتم بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، وأسس "عبد الناصر"، هيئة التحرير 1953م، ثم الاتحاد القومي مايو 1957 ثم الاتحاد الاشتراكي مايو 1962م.

 

استقالته

 

وفي ضوء هجوم القوات الإسرائيلية على سوريا في مايو 1967م، أعلنت مصر حالة التعبئة العامة في قواتها المسلحة، وقرر "عبد الناصر" إغلاق مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية،فشنت إسرائيل هجومهًا العنيف، في 5 يونيو 1967م، مما ألحق هزيمة كبرى بمصر والأردن وسوريا، فاحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية، فأعلن عبد الناصر تحمله لمسؤولية هزيمة القوات المسلحة المصرية وضياع سيناء فأعلن استقالته.

 

عودته

 

 وأعقب ذلك خروج مظاهرات في العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدًا لاستعادة الأراضي المصرية.

 

رحيله

 

 رحل "عبد الناصر" عن عالمنا في 28 سبتمبر1970، بعد مشاركته في اجتماع مؤتمر القمة العربي بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني.