"أبو الغيط": نموذج العلاقات بين مصر والإمارات متكامل

عربي ودولي

بوابة الفجر

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في الاحتفال بمرور خمسين عامًا 
من العلاقات المصرية الإماراتية، هذه الاحتفالية التي نشهدها اليوم هي مناسبة لكي نتحدث عن العلاقات العربية  العربية، ليس من باب الانتقاد أو التباكي كما يجري هذا الحديث عادة.. ولكن من زاوية الإمكانية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه العلاقات في ضوء نموذج مبهر.. نحتفي به اليوم ونُقدره ونُعرب عن سعادتنا به.. لعلاقات ممتدة بين دولتين عربيتين.. جمعتهما روابط شديدة الخصوصية والتميز لخمسة عقود متواصلة. 


وأضاف، إن نموذج العلاقات بين مصر والإمارات، بما يعكسه من تكامل في الجوانب المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. يُمثل وبكل الصدق.. مثالًا نطمح إليه، ونتطلع له.. لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دولنا العربية.. وللإمكانيات الكبيرة التي يُمكن إطلاقها، والطاقات التي يُمكن تفجيرها والاستفادة منها.. إذا أُديرت العلاقات بين دولنا على نحو صحيح، وبرؤية استراتيجية تكاملية. 

 

الجامعة العربية هي الرابح الأول


وتابع، وأقول بعبارة واضحة.. إن الجامعة العربية هي الرابح الأول من أية علاقات بينية طيبة بين دولها الأعضاء.. سواء في أي إطار، ثنائي أو متعدد.. فيما بين الدول العربية وبعضها البعض.. فلستُ من أنصار أن الرابطة العربية يتعين أن تتمثل في الجامعة وحدها دون غيرها.. وإنما أعتبر الجامعة مظلة كبرى شاملة تضم تحتها كافة أشكال التعاون والتنسيق بين الدول العربية، وتكتسب الجامعة قوة وحيوية من كافة التجمعات العربية، ومختلف أشكال التعاون بين الدول الأعضاء.
واستطرد قائلا، ومع ذلك، فإنني –كأمين عام للجامعة- أحث الدول العربية دومًا على أن تجعل العلاقات بينها... سبيلًا وطريقًا، إلى التكامل العربي بمعناه الشامل.. فالغاية من الجامعة العربية هي أن يتخذ التعاون والتنسيق بين الدول شكلًا مؤسسيًا، وطابعًا مستديمًا وممنهجًا وشاملًا.. ونحن نتحدث اليوم عن دولتين لهما إسهام بارز، وحضور مهم في عمل الجامعة العربية على كافة الأصعدة... فمصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربي المشترك بمعناه الجماعي.. وكل منهما تُكرس جزءًا معتبرًا من تحركاتها ونشاطها الدبلوماسي للعمل العربي في إطار الجامعة.
وأشار إلى  ما نتابعه جميعًا من تطورات عالمية متسارعة.. وتفاعلات شديدة السيولة والتحول تنطوي على أزمات متلاحقة وغير مسبوقة في حدتها وتواترها... وفي خضم هذه الأزمات تزداد حدة الاستقطاب في النظام الدولي، كما يتصاعد الاتجاه إلى التكتل والتصلب في المواقف. 
إن هذه الأوضاع كلها تفرض علينا، من وجهة نظري، المزيد من التنسيق والعمل المشترك.. ففي عالم يزداد ميلًا للاستقطاب والمواقف الحدية، تشتد الحاجة إلى المواقف الجماعية وإلى التكتل وتوحيد المواقف... وأتمنى مخلصًا أن تكون القمة العربية، التي تنعقد في الجزائر بعد أيام بإذن الله، فاتحةً لهذا النهج في العلاقات العربية... وأن تكون قمةً للمِّ الشمل وجمع الإخوة تحت سقف واحد.. من أجل توحيد كلمتهم ورؤيتهم دفاعًا عن المصالح العربية ومستقبل الشعوب العربية، في عالم تتعقد مشاكله، وتتوالى أزماته.