شروط الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان وأحكامه

شروط الاعتكاف والوقت المناسب له في شهر رمضان

إسلاميات

الاعتكاف
الاعتكاف

أوشك شهر رمضان المبارك على الانتهاء، بعد أن تساقطت أوراقه واحدة تلو الأخرى،  فقد وصلنا إلى النصف الثاني من الشهر الكريم خلال الأيام الماضية، في انتظار أن تحل علينا العشر الأواخر من شهر رمضان عسى أن تصيبنا احدي نفحات الخير فيه.

ويعد من أفضل الأعمال الصالحة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هو الاعتكاف بالمساجد، والسعى والتقرب إلى الله عز وجل.

وتستعرض بوابة "الفجر" الإليكترونية خلال هذا التقرير؛ شروط الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان، ومدة الاعتكاف وما ينقضه.

الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان


شروط الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان

1- النية
وهي أن ينوي المعتكف لزوم المسجد قربةً وتعبدًا لله جل؛ لقول النبي «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»

2- أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة
فلا يصح في غير المسجد؛ لقوله تعالى: ( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ) [البقرة:187]؛ ولفعل النبي ذلك؛ لأن الاعتكاف في مسجد لا تقام فيه صلاة الجماعة يقتضي ترك الجماعة وهي واجبة عليه، أو تكرار خروج المعتكف كل وقت، وهذا ينافي المقصود من الاعتكاف، أما المرأة فيصح اعتكافها في كل مسجد سواء أقيمت فيه الجماعة أم لا، هذا إذا لم يترتب على اعتكافها فتنة، فإن ترتب على ذلك فتنة منعت منه، والأفضل أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه الجمعة، لكن ذلك ليس شرطًا للاعتكاف.

3- الطهارة من الحدث الأكبر
فلا يصح اعتكاف الجُنُب، ولا الحائض، ولا النُّفَساء؛ لعدم جواز مكث هؤلاء في المسجد.


متي يتم الاعتكاف وماهي المدة المحددة لذلك

يصح الاعتكاف في أي يوم، وبأي مدة، إلا أن الأفضل ألا يقل الاعتكاف عن يوم أو ليلة؛ لأنه لم ينقل عن النبي ولا عن أحد من أصحابه الاعتكاف فيما دون ذلك.

والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان وهي أفضل أوقات الاعتكاف؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِن رَمضانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ الله، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ». (رواه البخاري).

وعلى من ينوى الاعتكاف العشر الأواخر من رمضان أن يصلَّى الفجر من صبيحة اليوم الحادي والعشرين في المسجد الذي ينوي الاعتكاف فيه، ثم يدخل في اعتكافه، فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ دَخَلَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ» (رواه البخاري).

وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر يوم من رمضان، والأفضل أن يكون الخروج صبيحة يوم العيد، وهو الثابت عن كثير من السلف.

الاعتكاف في شهر رمضان

حكمة الاعتكاف بالمساجد خلال العشر الأواخر من رمضان


وتعد الحكمة من الاعتكاف في الانقطاعُ عن الدنيا، وعن الانشغال بها وبأهلها، والتفرغ للعبادة، فينبغي على المعتكف تفريغ قلبه لذلك.

ما يباح للمعتكف خلال فترة الاعتكاف بالمساجد

1- الخروج من المسجد في الأمر الضروري، كالخروج للأكل والشرب، والخروج لقضاء الحاجة؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا اعْتَكَفَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ فأرَجِّلُهُ وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ» (رواه مسلم).

2- تسريح الشعر وتمشيطه؛ للحديث السابق.

3- التحدث إلى الناس فيما يفيد، والسؤال عن أحوالهم.

4- زيارة بعض أهله وأقاربه له، والخروج من معتكفه لتوديعهم؛ فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي» (متفق عليه).

مبطلات الاعتكاف بالمساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان


1- الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا،
لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ» (رواه مسلم)، ولأن الخروج يفوت المكث في المعتكف، وهو ركن الاعتكاف.

2- الجماع، ولو كان ذلك ليلًا.
لقوله تعالى: ( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ ) [البقرة:187].

3- العزم على قطع الاعتكاف.
إن نوى المسلم اعتكاف أيام معينة، ثم قطع اعتكافه يجوز له قضاؤه؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ وَإِنَّهُ أَمَرَ بِخِبَائِهِ، فَضُرِبَ -أَرَادَ الِاعْتِكَافَ فِي الْعَشْرِ الْأواخِرِ مِنْ رَمَضَانَ-، فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ، وَأَمَرَ غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ بِخِبَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله الْفَجْرَ نَظَر، فَإِذَا الْأَخْبِيَةُ. فَقَالَ: آلْبِرَّ تُرِدْنَ فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ وَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ شَوَّالٍ» (متفق عليه)، وفي رواية: «العشر الأواخر من شوال».

4- عيادة المريض وشهود الجنازة:
لا يعود المعتكف مريضًا، ولا يشهد جنازة، وينقطع لعبادة الله في معتكفه.