أغنية الربيع.. صُدفة أهدتها إلى الراحل فريد الأطرش.. فشقَّت طريقها إلى السنيما والمسرح

منوعات

بوابة الفجر

"أدي الربيع عاد من تاتي والبدر هلت أنواره.. وفين حبيبي اللي رماني من جنة الحب لناره.. أيام رضاه يا زماني هاتها وخد عمري.. اللي رعيته رماني وفاتني وشغل فكري.. كان النسيم غنوة والنيل يغنيها.. وميته الحلوة تفضل تعيد فيها.. وموجه الهادي كان عوده ولون البدر أوتاره.. يناغي الورد وخدوده يناجي الليل وأسراره". بهذه الكلمات سطر الراحل مأمون الشنَّاوي "أغنية الربيع"؛ ليقدِّمها - حيئذ - إلى كوكب الشرق أمَّ كلثوم، فتنال حظَّها من صوتها الرائع.

مأمون الشناوي 

تحتفل بوابة الفجر مع قرَّئها ومتابعيها بمناسبة أعياد شمّ النسيم، وتستعرض أجمل اللحظات لا سيَّما الفنية التي شقَّت خلالها الكلمات الأجواء التنافسية لتمتع وتُطرب مسامع الجمهور. هذه قصَّة أغنية الربيع.

اقتراح بالتعديل

 قبل ربيع عام 1947، كان الشاعر الراحل مأمون الشنَّاوي في طريقه إلى منزل السيِّدة أم كلثوم، وكانت الكلمات التي بحوزته، بمثابة التعاون الأوَّل بينه وكوكب الشرق، وما إن قرأت الكلمات حتَّى أعجبتها، لكنَّها قترحت تعديلًا على نص الأغنية، إلَّا أنَّ الشنَّوي أبى ذلك، بحُجّة أن الكلمات وليدة لا يكن التعديل عليها.

مأمون الشناوى.. 28 عاما على غياب من قال لأم كلثوم: «لا» | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
 لكنَّها قترحت تعديلًا على نص الأغنية

خرج "الشنَّاوي" مهمومًا لأمرين الأول أنّ أوَّل تعاون بينه وكوكب الشرق انتهى لهذا الأمر، والثاني أنّه صاحب فكرة ولا يريد أن يغير من عناصرها ولا من أجوائها التي كُتِبت من أجلها، كما أنَّه غنى له الكثير من كبار المطربين والفنانين في مصر.

صدفة

في طريقه صادف "مأمون" صديقه الفنان فريد الأطرش الذى يقيم على بعد أمتار من منزل أم كلثوم، فما أن يسمع سبب همه ويطلب منه سماع الكلمات، حتى يقرر بأنها أغنيته ويأخذها ويقوم بتلحينها بنفسه.

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 يناير 1970.. فريد الأطرش يعود إلى القاهرة بعد 42 شهرا من الغياب ومعه لَحنان لـ«أم كلثوم» - اليوم السابع
لحَّنها فريد الأطرش

رقصت عليها سامية جمال فى فيلم "عفريته هانم"، فخلال أحداث العمل الفنِّي تم تقديمها في شكل أوبريت، غيَّر من وضعها شكلًا ومضمونًا.

أغنية الربيع للموسيقار فريد الاطرش

خارج حدود الوطن المصري

 انتشرت الأغنية وصارت واحدة من أشهر أغنيات فريد الأطرش التى كان حريصا على غنائها كل عام فى حفل الربيع وفي العديد من المسارح العربية، حتَّى صارت أيقونة أعياد الربيع في كلِّ عام.

هكذا الكلمات قبل أن تصل لمسامع الجمهور، تخطو عجيب الخطوات، وينحو بها روَّدها أكثر من منحى، فما أن ترفضها قيثارة حتى تتلقاها الأخرى بروح جديدة فتشق الطريق نحو مَجْد