رسالة من حمدين صباحى إلى ائتلاف شباب الثورة

أخبار مصر


وجه حمدين صباحى رسالة الى شباب ائتلاف شباب الثورة المنحل جاء فيها

اليوم ، وأنتم تضعون نقطة النهاية لواحدة من أهم التجارب الوطنية والثورية ، وهى ائتلاف شباب الثورة الذى قدم نفسه فى لحظة مهمة من التاريخ الوطنى المصرى فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير ، كمبادرة محترمة وقيادة شبابية جادة ، فإننى لا أملك إلا أن أتوجه لكم بكل التقدير والاعتزاز والتحية لما قدمتموه للوطن والشعب والثورة ، من جهد وعرق وأفكار ومواقف سواء أصبتم وأخطأتم فيها ، لكنكم فى كل الأحوال تستحقون بلا أدنى شك أجر المجتهد حتى فيما أخطأتم فيه .

لقد قدمتم على مدار عام ونصف من تاريخ ثورتنا العظيمة ، الكثير من المعانى النبيلة والمفاهيم المخلصة لهذا الوطن ، قدرتكم على العمل الجماعى رغم الاختلافات ، واخلاصكم للفكرة بأكثر من انحيازكم للأشخاص ، وانتمائكم للشعب وهمومه وحقوقه .. ثم إنكم ومع نهاية تجربة الائتلاف المتميزة ، تقدمون أيضا درسا جديدا ومعنى محترم ، حول قدرتكم على أن تقفوا وتصطفوا معا لتعلنوا أنكم أديتم ما استطعتم ، وتعلنوا كشف حساب لأدائكم الوطنى والثورى ، وتقبلوا المحاسبة والنقد ، وتحترموا اختلافاتكم كما كنتم تحترمون اتفاقاتكم .

إن هذه التجربة العظيمة التى أثق أنها مثلت اضافة لكل منكم ، وراكمت المزيد من الخبرات لديكم ، ستظل نقطة بارزة فى تاريخ ثورتنا ، رغم أى أخطاء فيها أو انتقادات لها ، وأثق أنكم ستكونوا أكثر قدرة على الاستفادة منها فى المستقبل .

لقد مثل جيلكم لى ولغيرى كثيرون نقطة ضوء حقيقية فى نهاية نفق طويل ظنه الكثيرون مظلما ، وتجسيد لآمال وأشواق وطموحات لم ننجح فى تلبيتها جميعا ، وفجرتم فينا طاقة أمل جديدة ومتجددة فى قدرة شعبنا على تحقيق ما حلمنا به وناضلنا من أجله على مدار سنوات طويلة ، وأكدتم أن رهاننا على شباب مصر وأجيالها الجديدة هو الرهان الصحيح غم كل ما حاوله البعض من تشويه لكم ولوعيكم ولثقافتكم ولانتمائكم ، لكن كنتم – وستبقون- طليعة شابة مؤمنة بالله واثقة فى شعبها قادرة دائما على الابداع فى طرق تفكيرها واساليب عملها بما يتناسب مع العصر وبما يقربنا من تحقيق آمال الوطن فى النهضة والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطنى .

ولقد قدم جيلكم فى ثورة 25 يناير أرواح ودماء شهدائنا وجراح وتضحيات مصابينا ، فكنتم نموذجا للاخلاص للوطن والانتماء له والتضحية من أجل حريته وكرامته واستقلاله .. فدعونى اليوم وأنا أشكركم وأهنئكم وأقبل رؤوسكم أنتم وكل أبنائنا من جيل شباب وفتيات الوطن ، أدعوكم لنجدد العهد معا ، على أن نبقى أوفياء لدماء وأرواح شهدائنا ، ولتضحيات وجراح مصابينا ، وأن يستمر سعينا لاسترداد حقهم وتحقيق حلمهم .

كل التحية والتقدير لكم والفخر والاعتزاز بكم .. وثورتنا مستمرة .