ذكرى وفاتها : لغز مصرع أسمهان .. وعملها جاسوسة لبريطانية


فنانة سورية الأصل اسمها الحقيقي آمال الأطرش أخت الفنان فريد الأطرش الذي ساعدها لتصبح نجمة من نجوم الغناء العربي في ذلك الحين , عاشت معظم عمرها في مصر بعد انطلاق الثورة السورية الكبرى وهروبها مع والدتها من سوريا , وعاشوا في حي الفجالة في بؤس وفقر إلى أن عملت والدتها غي الغناء والرقص لتتمكن من الإنفاق على أولادها ..

وانطلقت أسمهان مع والدتها وشقيقها فريد في الغناء في الأفراح حتى برز نجمها على الساحة العربية , وقد قال عنها الموسيقار محمد عبد الوهاب : ( إن أسمهان فتاة صغيرة ولكن صوتها صوت إمرأة ناضجة ) ..

بعد حصولها على شهرة واسعة دخلت أسمهان مجال السينما بأول أفلامها انتصار الشباب إلى جانب شقيقها فريد الأطرش عام 1941م وشاركته الغناء بالفيلم , وفي هذا الفيلم تعرفت على المخرج علي بدرخان الذي تزوجها عرفيا , ولكن لم يدم الزواج كثيرا فطلقها قبل أن تحصل على الجنسية المصرية ..

وفي عام 1944م قامت بالتمثيل في فيلم غرام وانتقام الذي شهد نهايتها مع نهاية آخر مشاهده , وكان من بطولة يوسف وهبي ومحمود المليجي ..

أثير حولها الكثير من الشكوك والأقاويل أنها كانت جاسوسة للإستخبارات البريطانية ضد ألمانيا وفرنسا مقابل أن تعيدها بريطانيا أميرة على جبل الدروز وتزوجها من الأمير حسن الأطرش مع الحصول على الأموال الطائلة , وهذا مانفذته الحكومة البريطانية ..

وفي عددها الصادر صباح الإثنين 29 سبتمبر 1941، كتبت جريدة الحديث البيروتية: (الأميرة آمال الأطرش استعانت بالله وقررت تخصيص يوم الإثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانا وفي منزلها الكائن في عمارة مجدلاني في حارة سرسق) ..

إلا أن وضعها لم يستقر، فساءت الحال مع زوجها الأمير حسن في الجبل في سوريا من جديد، كما أن الإنكليز تخلوا عنها وقطعوا عنها المال لتأكدهم من إنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا الديغولية، ويقال أنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، وارتأت هي أنها فنانة لا تريد أن توقع نفسها في هذا الشرك.

عادت للعمل في الغناء والسينما في مصر رغم أن زواجها من أحمد سالم لم يكن سعيدًا، وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم غرام وانتقام استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتقضي فترة من الراحة هناك فوافق.

فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944م ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة ، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة ( ترعه الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا )، حيث لقت مع صديقتها حتفهما , أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة إختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب ...

لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية وإلى زوجها الثالث أحمد سالم وإلى أم كلثوم التي ظلمها الاتهام كما يقول عبد الله أحمد عبد الله الذي يعتبره مجرد شائعة مغرضة.

وبهذه الحادثة الغامضة فقد انتهت قصة إحدى أساطير الفن العربي وانضمت إلى القصص الغامضة في وفاة الفنانين والفنانات الذين ارتبط اسمهم بالسلطة والسياسة دون الوصول للقاتل والسبب ..