الشباب ومشكلة الزواج غير المتكافئ

الفجر الفني



أنّ المقبل على الزواج شاباً كان أم فتاةً، يجد صعوبات وضغوطات يفرضها الواقع تدفع به لزواج غير متكافئ، أي لا يقوم على أسس صحيحة تضمن له بقاءه وإستمراره. و خصوصاً بعدما تصبح الفتاة في سن الثلاثين وما فوق تبدأ في التخلي شيئاً فشيئاً عن الصفات التي ترغب بتوفرها في شريكها، ونتيجة للضغوط التي تمارس عليها داخل المجتمع والأسرة، تجد نفسها مدفوعة للقبول برجل لمجرد الزواج فقط، بعيداً عن الحب والشعور المتبادل، وحتى النفور منه، وكذلك بعيداً عن الثقة، متخلية عن المكانة الإجتماعية والعلمية والمادية، فقد تتزوج الفتاة المتعلمة تعليماً عالياً من شاب عامل بسيط ومن بيئة إجتماعية متدنية، وهناك فتيات كثيرات ضحين بأسس ومقومات زواجهنّ الصحيحة، فاكتشفن بعد الزواج صفات الزوج السلبية كالإدمان وتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية، والفقر والخداع فصدمن في النهاية بالواقع الذي يعشنه والمنتهي إما إلى البؤس والندم مدى الحياة، أو إلى الطلاق وتشرد الأبناء. ولا يعتبر التنازل عن بعض المواصفات كارثة في نجاح الحياة الزوجية، ولكن الإجحاف في التخلي عن أسس التوافق المادي والمعنوي هو الذي يشكل مشكلة، وكل فتاة يمكنها تقدير حجم التنازلات التي تستطيع تقديمها، والتي لن يؤثر تنازلها عنها على سعادتها ورضاها عن زواجها.

أمّا الرجل المتأخر في الزواج فلا يستطيع أن يتزوج ممن تقاربه في السن بل سيتزوج من فتاة صغيرة تنجب له أطفالاً، فيكون زواجه غير متكافئ؛ بسبب الفارق العمري بينهما، وإختلاف أفكارهما ومستوى النضج والإهتمامات، أمزجة كل منهما.

وكثيراً ما يتزوج الرجل من أي فتاة إرضاءً لرغبته في الزواج والإنجاب، أو إرضاءً لرغبة الأهل، دون وجود التوافق الروحي والحب وربما لا تتمتع العروس بالمواصفات التي يحبها. ومثل هذا الزواج ينعكس سلباً في حالة الرجل عما هو عليه لدى المرأة، فالمرأة في مجتمعنا غالباً ما ترضى بما قسم لها من نصيب، في حين يبقى الشاب يبحث عن عروس أحلامه بعد التأمين على بناء أسرته إجتماعياً، وينتج عن ذلك الزواج الثاني، أو النزوات العاطفية العابرة والتي لا يمكن تقدير آثارها على حياته الأسرية.