محمد خان يكتب: حرب ضد الفيلم المستقل

الفجر الفني

محمد خان يكتب: حرب
محمد خان يكتب: حرب ضد الفيلم المستقل


كتبت يوم الأحد الماضى 23 مارس الآتى كبوست على صفحتى فى «فيسبوك»:

اليوم علق المنتج الموزع الأستاذ محمد حسن رمزى تعليقا أعتبره خطيرا وحربا مُعلنة ضد الفيلم المستقل بالنيابة عنه وعن محتكرى السوق السينمائية. حينما يعلن سيادته وهذا حسب قوله (الفترة القادمة ستشهد رفع كل الأفلام من دور العرض، وتحديدًا مطلع شهر أبريل القادم. خصوصًا مع استعدادات السينمات لاستقبال عدد كبير من الأفلام فى هذه الفترة، التى تتزامن مع أعياد الربيع وشم النسيم).

نحن نعلم نوعية الأفلام التى ستغزو السوق فى هذه الفترة، ويستثنى الأستاذ رمزى فيلم (لا مؤاخذة) كون إيراداته وصلت إلى السبعة ملايين. الأفلام التى لا يسميها، والتى من إنتاجه أو تمويله وتوزيعه، إلى جانب باقى أفلام مماثلة لزملائه هى الأفلام التى تطبع المئة نسخة لتسيطر على الشاشات مع حملاتها الإعلانيه الباهظة التكاليف. يتضح من تعليقاته أنه يحتقر الفيلم المستقل، الذى لا يملك ميزانيات إعلانية تحمى وجوده، ويعتمد على جمهور ذواق تزيد أعداده تدريجيا بناء على سمعة الفيلم وتداولها، وحاجته إلى الوقت الكافى ليسمح لنجاحه التجارى الذى لا يريده له أصحاب المصالح.. فمعظم الأفلام المستقلة تقدم مواهب جديدة خلف وأمام الكاميرا، هى بمثابة تهديد للوجوه المعتادة فى الأفلام السائدة والكبيرة إنتاجيًّا.

الفيلم المستقل سيدافع عن وجوده، ولن يعتمد على غرفة صناعة السينما التى تخدم هؤلاء فقط، فهل حكومة المهندس إبراهيم محلب تريد فعلا أن تلعب دورا ثقافيا يبيض وجه السينما المصرية أمام العالم؟ فالسينما المستقلة هى الوجهة المضيئة للسينما المصرية دون الابتذال المنتشر بلا مسؤولية نحو ثقافة شعب بالكامل».

ربما يبدو للبعض أنه مجرد رأى عابر سيمر مرور الكرام، إلا أن الواقع يستدعى الجدية فى استقبال ما أدلى به الأستاذ رمزى، الذى يمثل قوة لا يستهان بها من صاحبى المصالح ومحتكرى السوق السينمائية بوضع اليد، فى حلقة إنتاج وتوزيع ودور عرض تملى علينا سينما أصبحت سائدة بتكرار ما تقدمه تحت ادعاء «الجمهور عاوز كده»، وهو مفهوم عجوز وبليد لا يليق بثورة شعبية، قامت تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية.

فالجمهور الذى يدعون رغبته تتمثل فى أفلام تداعب حواسه فقط ولا تحترم عقله، بينما تاريخ السينما الحديث يشهد بأفلام متنوعة تعطى الجمهور حق الاختيار بين الدراما والكوميديا والموسيقى والغناء وحتى الهلس، السينما المستقلة إنتاجيا وُجدت فى غياب حق الاختيار واعتمادها على الدعم الخارجى فى غياب المنتج المثقف الفنان.