رؤوف مسعد: جائزة نوبل ليست موضوعية لا في الأدب ولا في السلام

الفجر الفني

رؤوف مسعد: جائزة
رؤوف مسعد: جائزة نوبل ليست موضوعية لا في الأدب ولا في السلا


أكد الروائي الكبير رؤوف مسعد، أن جائزة نوبل للآداب لها أغراض أخرى غير تقدير الأدباء، مشيرا إلى أنها تحاول أن تكون موضوعية في الجغرافيا السياسية، فتختار فائزها كل مرة من قارة مختلفة، لكن بالتقصي نجد أن قارات بعينها محظوظة أكثر من غيرها.

فأفريقيا السوداء يقول رؤوف مسعد - ليس لها حظ أمريكا اللاتينية مثلا، وهذه أقل حظا من أمريكا الشمالية، وقد يقول قائل إن الأدب اللاتيني منذ نيرودا أصبح عالميا، أي يمكن قراءته وتذوقه في أرجاء مختلفة ومتنوعة الذائقة على العكس من الأفريقي الذي يكتب في الأغلب بلغات المستعمر السابق: الإنجليزية أو الفرنسية، وبالتالي فالذائقة العالمية لها دور هنا.

ولاحظ أن فوز الكاتب التركي أورهان باموق بالجائزة على سبيل المثال ارتبط بكتابته عن مجازر الأرمن في تركيا، في الوقت الذي كان فيه اللوبي الأمريكي/ الأرمني يسعى في الكونجرس وفي الأمم المتحدة لإجبار السلطات التركية على الاعتراف بحقوق الأرمن، ومن ثم الاعتذار عن المجازر في حقهم.

ويضيف أن الكاتب الصيني مو يان، هو بتقدير النقاد في مجلة نيويورك بوك ريفيو لا يستحق الجائزة باعتباره كاتبا محافظا غير مهتم بحقوق الإنسان الصيني (على الأقل) وهو يعيش في فرنسا وكتاباته عنصرية .

وأعرب رؤوف مسعد، في هذا الصدد عن دهشته من وصف جائزة نوبل بأنها أم الجوائز؛ وذلك في الأغلب لقيمتها المادية المرتفعة، ولكن من يستحقون الجوائز يجب أن يعتبرهم العالم والقراء تحديدا؛ روادا في مجالهم.

واستطرد قائلا: تكاثرت الجوائز على من لا تعتبرهم ذائقتي روادا إلا فيما ندر، فأنا اعتبر نجيب محفوظ بالفعل من الآباء المؤسسين لرواية عربية حديثة ومعاصرة وإنسانية، على العكس من كتاب عرب ومصريين يكتبون لا روايات .

وأضاف: سوف تدور دائرة نوبل وترجع إلينا مرة أخرى، ليصيب سهمها كبدنا ذات يوم، حينما تقدم المليون دولار إلى كاتب عربي غير ريادي وغير مؤثر، وكل ما فعله أنه قام بمهاجمة جيش عربي أو نظام حكم عربيا، بزعم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الأقليات، مثل باموك.. وتجربتنا واضحة في هذا المجال حينما حصلت توكل كمان على جائزة نوبل للسلام باعتبارها تمثل المرأة اليمنية/ العربية المناضلة في سبيل العدالة والحرية! .