خلية إخوانية أمام النيابة: استخدمنا Google Earth لتحديد أماكن أبراج الكهرباء وتفجيرها

أخبار مصر

بوابة الفجر



 كشفت تحقيقات النيابة العامة في قضية الخلية الإخوانية الإرهابية التي كانت تخطط لأعمال تفجيرات بحق المنشآت الشرطية والمنشآت العامة خاصة محطات توليد الكهرباء وأبراج نقلها – أن المتهمين شكلوا مجموعات عنقودية تعمل بشكل لا مركزي، وقاموا باستهداف وتفجير أبراج ومنشآت الكهرباء ومنشآت شرطية، كما خططوا لاستهداف رجال القضاء ومصالح دولة الإمارات العربية المتحدة داخل مصر تحت ذريعة أنها تدعم النظام الحالي في مواجهة جماعة الإخوان.

 

 وأحيل المتهمون للمحاكمة الجنائية في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار الدكتور تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة، والتي تبين منها أن المتهمين البالغ عددهم 45 متهما، نفذوا أعمالهم ومخططاتهم الإرهابية داخل نطاق 5 محافظات مختلفة.

 

باشر التحقيق فريق من نيابة أمن الدولة العليا برئاسة محمد وجيه رئيس النيابة، وكل من أعضاء النيابة إلياس إمام وأحمد عمران وإسماعيل حفيظ وعبد العليم فاروق ومحمد جمال وأحمد الصاوي ومحمود حجاب ومحمد الطويله، بإشراف المستشارين محمود إسماعيل وخالد ضياء الدين المحامين العامين بنيابة أمن الدولة العليا.

 

وقرر المتهم الأول علاء محمد عبد النبي محمد سلمي، واسمه الحركي "دكتورعماد" – بتحقيقات النيابة – بأنه أحد أعضاء جماعة الإخوان، وأنه تولى مسئولية خلية تخريبية بمحافظة الاسكندرية، يضطلع عناصرها بارتكاب أعمال عدائية ضد المنشآت العامة وخاصة أبراج ومحطات توليد الكهرباء بتلك المحافظة.. مشيرا إلى أنه في غضون يونيو من العام الماضي، قام بتشكيل 3 مجموعات عنقودية تعمل بشكل لا مركزي بمحافظة الإسكندرية وترتبط من خلاله بالخلية التي يتولى مسئوليتها، وأن تلك المجموعات ضمت عناصر من المنتمين لجماعة الإخوان، حيث تولى من يدعى أبو السعود مسئولية المجموعة الأولى، وتولى مسئولية الثانية المتهم العاشر وحيد فتحي عبد الله فضل واسمه حركي "وليد"، وتولى مسئولية الثالثة المتهم السابع عشر محمد حسن سليمان محمود واسمه حركي "عماد" .

 

 وأضاف المتهم الأول في معرض اعترافاته أنه أصدر تكليفات إلى تلك المجموعات، باستهداف مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة نظرا لكونها تدعم ما أسماه بـ "الانقلاب العسكري" وكذا استهداف المنشآت العامة والشرطية، ونفاذا لذلك التكليف، قام برصد محطة وقود إمارات مصر بمنطقة كرموز واقفا على مداخلها ومخارجها وعدد العاملين فيها وأماكن تواجدهم بها، وكلف المتهم السابع عشر بتخريبها وأمده لذلك بالمعلومات التي قام بجمعها، وفي أعقاب ذلك علم من المتهم السابع عشر  قيامه والمتهم العاشر وآخرون مجهولون باستقلال سيارة دفع رباعي قادها المتهم الرابع عشر محمد عبد الفتاح عطية علي ، وأخرى من طراز "هيونداي" قادها المتهم الحادي والعشرون عبد الرحمن أحمد عبدالمنعم، حيث قاموا باحتجاز العاملين بالمحطة وأضرموا النار فيها.

 

وأضاف المتهم الأول أنهم استهدفوا مرآب سيارات إدارة النجدة بالإسكندرية ، وقاموا بإضرام النيران في السيارات المتوقفة به.. كما انه أصدر تكليفاته لمسئولي المجموعات المشار إليها باستهداف أبراج الكهرباء، فأسند إلى المتهمين الخامس عشر أحمد ثروت أبو الفتوح واسمه حركي "علي"، والتاسع عشر أحمد محمود أمين واسمه حركي "نادر"، والعشرين محمد فريد حبشي واسمه حركي "ضياء"- مسئولية تصنيع العبوات المفرقعة، كما كلف المتهم السادس عشر محمد مصطفى عبدالرحمن بتصنيع هياكل للعبوات المفرقعة.

 

وأشار إلى أنه أصدر تكليفا للمتهم الرابع عشر باستئجار فيلا بمنطقة الهانوفيل لاستخدامها كمقر تنظيمي لتصنيع المواد المفرقعة، وأمده بأربعة آلاف جنيه لذلك، فضلا عن اتخاذ مرآب المتهم الحادي عشر محمد أشرف محمد المهدي لإخفاء المركبات المستخدمة في ارتكاب العمليات العدائية.

 

واعترف المتهم الثالث محمود عبد المجيد محمد حسن صالح بالتحقيقات بانضمامه لجماعة الإخوان منذ عام 1997 ، مشيرا إلى أنه كان يتولى مسئولية مجموعة تنظيمية ضمت المتهمين الرابع محمد عبد التواب محمد حسين منطاش، والخامس والعشرين  أحمد محمد حسين قطب  واسمه الحركي "فريد"، والسادس والعشرين أيمن فتحي سعيد شبايك واسمه الحركي "محسن" والثامن والعشرين أشرف محمد عبد الرحمن توفيق واسمه الحركي "آدم" والتاسع والعشرين رمضان محمد مدبولي محمد البهواشي ، والرابع والثلاثين بكر محمد عبد السيد محمد.

 

 وأضاف المتهم الثالث – في معرض اعترافاته - أن المجموعة التي كان يتولى مسئوليتها اضطلعت بتصنيع مادة البارود، وتولت زرع عبوات مفرقعة وإلقائها على قوات الشرطة لمنعها من فض مسيرات جماعة الإخوان، وتخريب خمسة أكشاك كهربائية بأوسيم.. مشيرا إلى أنه كان أحد المشاركين باعتصام رابعة العدوية، وتعرف من خلاله على 5 من المتهمين واتفاقه معهم على تكوين مجموعة يتولى قيادتها تتولى مقاومة قوات الشرطة بعبوات مفرقعة يجري تصنيعها من الألعاب النارية والتي اعتاد امدادهم بها، وأعد مجموعته أمنيا باتخاذ أسماء حركية وتغيير الخطوط الهاتفية دوريا، واتخذوا من مركز أوسيم مكاناً لتنفيذ عملياتهم العدائية.

 

 وذكر المتهم أنهم لجأوا لتصنيع البارود، بعدما تبين لهم أن المواد المستخدمة في تصنيع الألعاب النارية ليست بالقوة الكافية لاستخدامها ضد قوات الشرطة.. لافتا إلى أنهم اتخذوا من المناطق المهجورة بالحقول الزراعية، وبحانوت المتهم التاسع والعشرين بأوسيم مكانا للتصنيع، وتمكنوا من تصنيع ثلاثة كيلوجرامات من تلك المادة.

 

كما أقر المتهم الخامس رمضان صالح عبد الفتاح إبراهيم بالتحقيقات تفصيلا لذلك بمشاركته بإحدى المسيرات المناهضة لما أسماه "الانقلاب العسكري" وانه التقى بالمتهم الثالث - مسئول لجنة العمليات النوعية بمحافظة الجيزة آنذاك- حيث نقل إليه الأخير تكليفات قيادات الجماعة، بتشكيل لجان عمليات نوعية تضطلع بتخريب مرافق الدولة الحيوية ومنها أبراج الكهرباء والاتصالات وشبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى قطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات، وانه نفاذا لتلك التكليفات شكل خلية نوعية في يناير من العام الماضي، بمنطقة البراجيل لتتولى استهداف أكشاك الكهرباء بقرية البراجيل عن طريق كسر أبوابها وسكب مواد معجلة للاشتعال ووضع النار فيها.

 

 وأضاف أنه بحضوره لقاءات تنظيمية دعا إليها المتهم الثالث، علم خلالها بارتكاب المجموعات النوعية لجماعة الإخوان، لوقائع تخريبية عدة، منها حرق أكشاك كهرباء بمناطق ناهيا والمنصورية والوراق.. مشيرا إلى أنه تلقى و 3 من المتهمين الآخرين تكليفات من المتهم الثالث، باستهداف أبراج الكهرباء باستخدام عبوات مفرقعة يتم زرعها أسفل الأبراج، وأن المتهم الثالث أعد دورات في تصنيع العبوات المفرقعة والدوائر الإلكترونية بمنطقة العامرية حضرها المتهم السادس والثلاثون سراج الدين أبو رواش عبد الحميد واسمه الحركي "صلاح" – وآخرون مجهولون - أعقبها قيام الأخير بتصنيع العبوات المفرقعة.

 

وأقر المتهم الخامس عشر أحمد ثروت أبو الفتوح عبد الباقي بانضمامه لجماعة الإخوان ومشاركته في اعتصام رابعة العدوية، والتحاقه بخلية عنقودية بمدينة الإسكندرية تولى مسئوليتها المتهم الأول، وتهدف إلى تنفيذ عمليات عدائية ضد المنشآت العامة وخاصة أبراج ومحطات توليد الكهرباء.. مشيرا إلى أن المتهمين تلقوا دروسا عن كيفية إعداد الدوائر الكهربائية وأنواعها وطريقة استخدامها في استهداف خطوط الكهرباء للتأثير سلبا على النظام القائم وإلحاق الضرر بالاقتصاد القومي، خاصة  وأن خسائر تخريب برج الكهرباء تقارب الثلاثة ملايين جنيه.

 

وقرر المتهم سعيه للحصول على خريطة شبكات الكهرباء في أنحاء البلاد، واستخدامهم لبرنامج "جوجل إيرث" لتحديد أماكن أبراج الكهرباء مع إعطاء الأولوية لاستهداف الأبراج القريبة من محطات التوليد لزيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين.

 

وأظهرت التحقيقات – من واقع اعترافات المتهمين – حمل المتهمين وحدة تخزين تضمنت ملفا يحوي خطة لقطع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء البلاد عن طريق استهداف محطات توليد الكهرباء، وأبراج الضغط العالي وأعمدة الضغط المتوسط وأكشاك توزيع الكهرباء، وحوى أسماء وأماكن بعض محطات توليد الطاقة ووصفا للأبراج وكيفية تعطيلها والفترة الزمنية المتوقعة للإصلاح، وفي ذات الإطار قام المتهمان الأول، والتاسع عشر بإجراء تجارب على العبوات المفرقعة الصوتية بالطريق الدولى، كما أصدر المتهم الأول تكليفاته إليه والمتهمين الثالث عشر، والتاسع عشر والعشرين بإعداد وتصنيع عبوات الثيراميت الحارقة.

 

وأقر المتهم الثالث والعشرون  أنس مجدي أحمد رجب الهلالي بالتحقيقات بانضمامه لجماعة الإخوان والتحاقه بخلية عنقودية تولى مسئوليتها المتهم العاشر، تولت ارتكاب أعمال عدائية منها وضع النار بمرآب إدارة شرطة النجدة بالإسكندرية ، وقتل المجني عليه  حسام مرسي حسن مرسي.. وأبان تفصيلا بانضمامه لجماعة الإخوان وانتظامه في أسرة تابعة لشعبة المتراس غرب الإسكندرية تولى مسئوليتها المتهم العاشر، ومشاركته في اعتصام رابعة العدوية حيث تقابل مع المتهم الأول، وعلى إثر فض الاعتصام شارك في مسيرات الجماعة بمحافظة الإسكندرية.

 

وتضمنت المضبوطات التي عثر عليها بحوزة المتهمين، وحدة التخزين المضبوطة بحوزة المتهم السادس طه محمد علي السلهوب والتي حوت ملفا به خريطة موضح بها جميع محطات توليد الطاقة على مستوى الجمهورية، وخطوط وأبراج نقل الطاقة لمحافظات ومدن الجمهورية، ورصدا دقيقا لمحطات الكريمات والنوبارية وغرب القاهرة والشبكات المتفرعة عنهم واتصلت بها روابط لموقع جوجل إيرث على شبكة الانترنت لتحديد أماكنهم عن طريق الأقمار الصناعية. كما ثبت من فحص المضبوطات أن الروابط المرفقة بالملف تشير إلى مواقع تحديد أبراج الكهرباء المتفرعة من المحطات سالفة الذكر.

 

وثبت بتصفح محتوى بطاقة الذاكرة المضبوطة بحوزة المتهم السادس أن بها صورا لكشف به بيان بأسماء بعض القضاة وأعضاء النيابة العامة ومحال إقامتهم وأرقام هواتفهم والقضايا المعروضة عليهم للحكم فيها.. كما تبين من فض الحواسب الالية الخاصة بالمتهمين ايضا وجود ملف آخر معنون "الدوائر الكهربائية التي حدث لها عمليات تخريبية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة" ويتناول بيانا للدوائر التابعة لشبكات الكهرباء بالمناطق المختلفة – كالكريمات ، التبين ، البساتين، وقنا ، الصف ، قفط – والتي تعرضت لأعمال تخريبية، ومدون قرين كل منها الأبراج التي استهدفت وتواريخ وتوقيتات استهدافها.. حيث تبين أنها استهدفت ما بين الفترة من 27 فبراير وحتى 28 مايو من العام الماضي. وملف آخر تضمن معلومات عن خط كهرباء "أسمنت سيناء 24" مبينا به خط سير أبراج ذلك الخط تحديدا.

 

وكشفت تحريات الأمن الوطني عن قيام قيادات جماعة الإخوان بتشكيل لجان عمليات نوعية بمحافظات مختلفة تضطلع بتنفيذ بنود مخطط عام للجماعة يهدف إلى إشاعة الفوضى والتحريض ضد نظام الحكم بالبلاد والإضرار بمركزها السياسي والاقتصادي ، وذلك بتنفيذ أعمال عدائية ضد منشآت القوات المسلحة والشرطة، والمنشآت العامة، خاصة محطات توليد الكهرباء وأبراج ومحولات نقلها ووقفت التحريات على خمس من تلك اللجان – التي اتخذ عناصرها أسماء حركية تلافيا للرصد الأمني، بمحافظات الاسكندرية والجيزة والغربية والمنوفية وكفر الشيخ، وتضمنت التحريات وصفا تفصيليا ودقيقا بأسماء وأعداد كل خلية بكل محافظة.