المفتى يجيب.. هل يجوز للطالب أن يُفطر فى رمضان ليتقوَّى على المذاكرة فى أيام الامتحان؟

إسلاميات



يقول الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية: ينبغى أن يُفرّق هنا بين من يستطيع المذاكرة مع نوع من المشقة وبين من لا يمكنه المذاكرة أصلاً بسبب الصوم، وأن نفرق أيضاً بين مَن يجد عائلاً يعوله وينفق عليه وبين من ينفق هو على نفسه أو عياله بحيث إن رسوبه سيؤثر على حياته العملية التى لا بد له منها لكسب قوته وقوت عياله؛ فإذا احتاج الطالب المكلَّف شرعاً احتياجاً أكيداً يؤثر على معيشته أو معيشة من يعوله إلى المذاكرة فى نهار رمضان، وغلب على ظنه بأمارة أو تجربة أن صومه يُفضِى إلى رسوبه المستلزم لضعفه أو عجزه عن إكمال مسيرته التعليمية التى لا بد له منها لاكتساب معيشته ونفقته الأساسية أو نفقة عياله: فإنه فى هذه الحالة يباح له الفطر؛ أخذاً بما استظهره ابن عابدين وغيره من إباحة الفطر للخبّاز ونحوه من أرباب الحِرَف الشاقة، والواجب على هؤلاء الطلاب قضاء ما أفطروه بسبب هذه الضرورة أو الحاجة التى تُنَزَّل منزلتها فور زوال هذا الظرف الطارئ عنهم.

ويجب التنبه إلى أنّ هذه الفتوى إنما هى فتوى ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وأنها مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطرّا إليها فى شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها، ثم هى مشروطة أيضاً بأنه يغلب على ظنه الرسوب إن لم يذاكر، وهى مشروطة ثالثاً بأن هذا الرسوب سيضعفه أو يحرمه من استكمال دراسته التى لا عمل له إلا بها، أو من توفير الاحتياجات التى لا قوام له أو لعياله إلا بها. فإن عُدِم شرط من هذه الشروط فالصوم واجب عليه ولا يجوز له الإفطار.