سياسيون وعسكريون: مصر لن تُستدرج للحرب في ليبيا..و "داعش" هدفها تشتيت الجيش واضعافه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


نعيم: لا يمكن استدراجنا نحو أي مخططات خارجية رئيسنا "عسكري"

 


 

 

أبو حامد: جيشنا لا يستجيب لأي دعوات تشتت تركيزه في حربه ضد الإرهاب

 


 

 

حسين: مصر تمتلك قرارها طبقا لتقديرات أجهزة قوية

 


 

 

فؤاد: مصر لن تحارب "داعش" بمفردها خارج أرضها

 

تكهنات كثيرة منذ واقعة ذبح 21 قبطي مصري على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، حول ما إذا كانت هذه الواقعة بهدف استدراج الجيش المصري للحرب ضدها في ليبيا وأن تكون أمريكا هي اليد المدبرة لهذا الأمر بعد رفض الرئيس السيسي المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

وأشار عدد من السياسيون والخبراء العسكريون أن هذه العملية تهدف إلى تشتيت الجيش المصري عن تركيزه في محاربة الإرهاب الداخلي وإضعافه، مشيرين إلى أن اضعاف الجيوش العربية هو الهدف الأساسي من وجود "داعش" بالمنطقة"، مؤكدين أن مصر لن تنجرف وراء ذلك وأن ما قامت به من ضربات جوية ضد معاقل داعش في ليبيا هو عملية انتقامية فقط ولن تحاربها بنفسها خاراج أرضها.

القيادة العسكرية لا تُستدرج:

رأى نبيل نعيم- القيادي الجهادي السابق، أن تشكيل القيادة المصرية من عسكريين وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي كقائد أعلى للقوات المسلحة، يساعد على أن لا تكون الدولة سهلة في الاستدراج  نحو أي مخططات خارجية، مستبعداً أن يتم الدفع بمصر إلى حرب خارجية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بعد مقتل الـ 21 مصري في ليبيا.

وأوضح "نعيم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن القيادة تعلم جيداً أن الدولة ليست في حالة تسمح لها بالدخول في أي حروب، مشيراً إلى أنها تقوم بعمل تقرير استراتيجي لحالة الحرب يشمل اقتصاد الدولة وانتاجها، وهما لا يسمحان بذلك، مضيفاً أن الحل الذي رأته القيادة هو أن تقوم ببعض الضربات الجوية لمعاقل "داعش" وأن يقوم بمساعدة اللوار "خليفة حفتر" قائد الجيش الوطني الليبي.

وأكد أن وجود تنظيمات مثل "داعش" و "النصرة" وتوطنهم في الدول العربية هو هدف أمريكي واسرائيلي لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي داخلي مع هذه التنظيمات، قائلاً : "داعش والنصرة وكل الجماعات موجوده من أجل إلهاء وتدمير الجيوش العربية لصالح اسرائيل، فتدمير الجيش السوري العراقي والمصري لصالح من، كل ذلك يصب لمصالح اسرائيل ولذلك هي تدعم داعش".

تشتيت الجيش عن الجبهة الداخلية:

أكد محمد أبو حامد، رئيس حزب "حياة المصريين" والبرلماني السابق، أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تهدف إلى تشتيت الجيش المصري، لافتاً إلى أن عملية قتل الـ 21 مصري في ليبيا تأتي في هذا الاطار لتشتيت تركيز الجيش عن الجبهات التي يحارب فيها خاصة سيناء، مؤكداً أن جيشنا قادر على استعادة حق المصريين وفي نفس الوقت لا يستجيب لأي دعوات من شأنها أن تشتت تركيزه أو تستدرجه لمعركة خارج اطار معاركه الأساسية.

وأضاف "أبو حامد"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن المصريون من بعد ثورة 30 يونيو ييعلمون جيداً أن الدولة سوف خوض حرب ضد جماعات الإرهاب بشكل عام، قائلاً إن الرئيس السيسي والحكومة لديهما إدراك كامل بالمخاطر المحيطة بالدولة ويعلموا جيداً أن جزء من هذه المخاطر أن القوى المعادية في الخارج تهدف إلى تشتيت الجيش المصري حتى تفقده قدرته على خوض معركته في الداخل، مشيراً إلى حديث الرئيس الدائم عن أننا فعليا نحارب الإرهاب وأن معركتنا في الداخل ولا نستدرج أبدا في أن نشتت جهودنا عن معركتنا الأساسية بسبب أمن مصر وشعبها ومواجهة الإرهاب الموجود في الداخل .

وتابع: " من رحمة ربنا بالمصريين ان الرئيس خبرته الأساسية لها علاقة بالجيش والأمن  وأدوات حروب الجيل الرابع، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يخدعنا أو يورطنا أو يستدرجنا".

مصر تمتلك قرارها:

فيما استبعد اللواء زكريا حسين رئيس هيئة البحوث العسكرية، أن تكون الواقعة تهدف إلى الدفع بمصر للدخول في حرب، موضحاً أن مصر تملك قرارها بذاتها طبقا لتقدير شامل من أجهزة واسعة المدى على رأسها مجلس الدفاع الوطني، قائلاً أنه يضم كل القيادات العليا وكل الفكر والخبرات وكل التخطيط الاستراتيجي والسياسات.

وأضاف "حسين"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن ما يحكم  التصرف المصري أيضاً هو مصلحتها والحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية أرواح المصريين والحدود المصرية والداخل المصري.

ونفى أن تكون لـ"أمريكا" أي علاقة بما حدث من قريب أو بعيد وأن يكون هذا رد فعلها بعد توقيع عدد من اتفاقيات مع روسيا أو فرنسا أو إتمام صفقة الطائرات الفرنسية، لافتاً إلى أن فرنسا ليست عضو في حلف الناتو وتمتلك قرارها وأنها مستقلة تماما عن الولايات المتحدة بعكس بريطانيا أو دول حلف الناتو، مضيفاً أن هذه الصفقات تدخل في اطار تنويع مصادر السلاح وهو هدف القيادة السياسية منذ أن تولت الحكم .

القيادة واعية:

ورجح دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية، أن تشارك مصر في القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي من خلال قرار لمجلس الأمن الدولي أو جامعة الدول العربية، مستبعداً أن تستدرج  لمحاربتها بمفردها على أرض غير أرضها، مؤكداً أن مصر غير مسئولة عن محاربة هذا التنظيم خارج أراضيها.

وقال "فؤاد"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن العملية التي نفذها التنظيم الإرهابي في ليبيا وذبح 21 مصري هي بإيحاء من جهات تعادي مصر، وأن الهدف منها هو حدوث "هزه" للشارع المصري، مضيفاً أن أحد الأهداف أيضاً من الممكن أن تكون استدراج مصر لدخول هذا المستنقع، لكن القيادة السياسية واعية لذلك تماما وكل ما قامت به هو أنها قامت بعملية انتقامية ولو تكررت عملياتهم ستوجه لهم عمليات انتقامية أشد.

وأوضح أن "داعش" تنظيم دولي موجود في أكثر من دولة، وأن مقاومته أو القضاء عليه تحتاج إلى عمل على نفس المستوى، لافتاً إلى أن ذذلك يكون عملاً أممياً ودولياً من خلال مجلس الأمن أو جامعة الدول العربية في اطار اتفاقية الدفاع المشترك، مشدداً أن مصر واعية ولا تنجرف وراء العمل بشكل منفرد على هذا الهدف في ليبيا.

وأضاف أن تنظيم "داعش" انشأته أمريكا منذ البداية بهدف نشر الفوضى الخلاقة واضعاف الدول العربية وتقسيمها، وحينما نمت "داعش" خرجت عن الطوع الأمريكي وتحاربها الآن في العراق وسوريا، مضيفاً أن هذا التنظيم حينما انتشر أراد أن يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به تنظيم القاعدة حيث فتح فروع له في الصومال وشمال غرب افريقيا، و "داعش" ففتحت لها فرع في ليبيا.

وأكد أن القضاء على "داعش" يحتاج إلى تحرك دولي أممي، مشيراً إلى أن ذلك ما فعله الرئيس السيسي حينما أرسل وزير الخارجية لنيويورك ليهيء الظروف لدى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتبني قرار تحت بند حفظ السلم لمحاربة داعش، أو أمين عام جامعة الدول العربية حينما تحدث عن تشكيل قوة عربية في اطار اتفاقية الدفاع المشترك، متابعاً: " مصر ظروفها غير مواتية حتى تعمل منفرده في ليبيا حتى لا نفتح جبهة ثالثة، فيوجد لدينا جبهتين احداهما شرقية في سيناء، والأخرى في الداخل وهي ضد الإخوان، والهدف من ذلك تشتيت القيادة العسكرية والسياسية".