بالصور.."عم محمد" تاجر أنتيكات بالحسين: مهنة أجدادي و"ورثتها لأبنى"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



لا أحد يستطيع أن يفشى سر صناعة التحف
 
المنتج المصري دائما ما يحظى على إقبال أكثر من الغربي
 
"حالنا ميرضيش حد بعد الثورة"

 
تجارة الانتيكات في مصر عرفت منذ عهد محمد على باشا، وكذلك على يد الرعايا الإيطاليين واليونانيين فهم أول من وضعوا قواعد هذه الحرفة، وبعدها تفنن فيها اليهود المصريين وأجادوا صناعتها، واصبحت اكثر ازدهارا في العصور الفاطمية، حيث انتشرت صناعة القيشاني والفسيفساء التي كانت تحمل رسومات طبيعية، ولقيت هذه الحرفة اهتماما شديدا في عهد الأيوبيين، ومنذ ذلك الحين لاقت تلك التجارة محل اهتمام المصريين والأجانب، ومن أشهر المناطق في مصر والتي اشتهرت بتجارة التحف والانتيكات هو خان الخليلي وحى الحسين.
 
والتقت "الفجر" بـ"عم محمد" والذى يبلغ من العمر 54 عام، حيث قال أنه يعمل في تجارة الانتيكات والتحف منذ صغره، فكان دوما يساعد والده في البيع، لافتا إلى أنه ورث تلك المهنة إلى أبنه، قائلا "دى مهنة أجدادي".
 
وأشار إلى أن صناعة التحف لا أحد يستطيع ان يفشى سرها، لافتا إلى أنها تتلخص في خطوات بسيطة، حيث تبدأ بقياس حجم التحفة أو التمثال المراد تصنيعه، ثم يتم تقطيع المادة المصنع منها التمثال بالقياس المطلوب، وبعدها يتم نحت التمثال و في النهاية يتم طلائه، مضيفا ان صناعة التحف تختلف خامتها من حيث الخامة والسعر والقيمة، وفيما يخص صناعة التحف الفرعونية الأصلية قال انها تكون غالبا من خشب العاج أو البورسلين وهو ما يعطيها رونقا خاصا وتدوم أطول.
 
كما أوضح "عم محمد" ان هذه التجارة برزت خاصة بعد حرب 73 ودخول السياحة إلى مصر، لافتا إلى ان الناس بدأوا يلتفتون إلى تجارة التحف والانتيكات نظرا لرواجها في ذلك الوقت، متابعا أنه يتم جلب الانتيكات من المنازل القديمة والمزادات التي يتم بيعها فيها، مشيرا الى ان الانتيكات لا تتوقف فقط على التماثيل او الادوات القديمة من أباريق او عملات معدنية، وانما أيضا توجد صور لزعماء مصر مثل سعد زغلول والرئيس الراحل أنور السادات والملك فاروق وغيرهم.
 
وأكد أن الأنتيكات منها ما هو مصري وما هو غربي، مضيفا ان الانتيكات المصرية لها رونقها الخاصة بها وسعرها مميز في السوق، وان الاجانب يقبلون على شراء الانتيكات المصرية أكثر من الغربية، لافتا ان محله يحوى ايضا الانتيكات التي تعود الى افريقيا كالأسهم والرماح.
 
واشار ان تجارة الانتيكات كانت أكثر رواجا قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير ولكن بعد قيام الثورة أصبحت تجارة الانتيكات اقل رواجا، قائلا "حالنا ميرضيش حد"، مشيرا الى ان اكثر الفئات إقبالا على شرائها هم الطبقات الغنية والسياح الذين يزورن تلك المناطق من حين لأخر.