خبير آثار يؤكد أن سيناء بوابة دخول الأنبياء إلى مصر "آمنين غانمين"

منوعات

بوابة الفجر



أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الاثار، أن الآية الكريمة فى سورة يوسف (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) تؤكد أن مصر بلد الأمان وأنها بلد مضياف استقبلت أنبياء الله وعاشوا بها آمنين مطمئنين وغانمين أيضاً من خيراتها عابرين إلى مصر من الشرق عبر سيناء.

وقال ريحان - فی تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط - إن مدينة الفرما التى تبعد 35كم شرق قناة السويس كانت بوابة دخول الأنبياء فهى المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى أبواب مدينة الفرما..مشيرا الی أنها عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية كما كان طريق شمال سيناء فى عصر مصر القديمة طريقاً محصناً عامراً بالقلاع والتحصينات المتعددة الأبواب.

وأضاف أن مصر تمتلك خزائن الأرض وهى أفضل مكان فى العالم صالح للاستثمار لتعدد ثرواتها كما ذكر بالقرآن الكريم فى سورة يوسف آية 55} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِن الْأَرْض{ مما يؤكد وجود خزائن الأرض بمصر من معادن نفيسة وبترول وكل مصادر الطاقة والمياه الجوفية وغيرها تتكشف يوماً وراء يوم بدراسات متعددة مما جعلها مطمعاً للغزاة عبر كل العصور.

وتابع أن الحضارات المختلفة استثمرت هذه الكنوز منذ عصر مصر القديمة وكان عصر الملك خوفو من أزهى عصور الدولة القديمة وقد وضع فى قائمة عصور مصر الذهبية وأطلق عليه اسم العصر الفيروزى نسبة لمناجم الفيروز التى اكتشفها خوفو بسيناء كما استطاعت حملاته الفنية والعلمية اكتشاف مناجم الديوريت بأسوان ومناجم الذهب بالنوبة وازدهرت فى عهده النهضة الثقافية التى أسسها إيمحوتب معبود الطب والهندسة.

وأشار ريحان إلى أن الأماكن الروحية المقدسة فى الأرض وفى مقدمتها الكعبة الشريفة بمكة المكرمة تتميز بوجود الأنهار الجوفية التى لا تنضب أبداُ مثل ماء زمزم ويشترك معها كل الأماكن المقدسة كالقدس وسيناء والذى أقسم بهم سبحانه وتعالى فى سورة التين والمقصود بالتين والزيتون أرض القدس وطور سينين، هى سيناء ، والبلد الأمين مكة المكرمة.

وأكد أن أرض مصر كلها مقدسة فهى أرض وطئتها أقدام الأنبياء وعاش بها نبى الله إدريس وتربى بها نبى الله موسى واستضافت أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف وعيسى عليهم السلام لذلك فأرضها المباركة عامرة بالمياه وهى نبع الحياة وباستخدام التقنية الحديثة تتكشف مصادر المياه لتأمين مستقبل مصر.

واوضح أن سيناء استقبلت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين إلى مصر لتجد الآمان والملاذ فى مصر وبدأت رحلتها فى مصر من (رافيا) رفح إلى رينوكورورا (العريش) ، أوستراكين (الفلوسيات)، القلس (تل المحمدية) وبلوزيوم (الفرما) ودخل عمرو بن العاص رضى الله عنه إلى مصر عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهر ربيع الأول عام 16هـ، يناير 640م، وتابع سيره فى مصر لتشرق على مصر نورانية الحضارة الإسلامية والتى انتقلت إشعاعاتها الحضارية والثقافية والمعمارية والفنية للعالم بأسره عبر مصر.

وذكر أن سيناء لم تكن مناطق للعبور فقط بل كانت مواقع حضارية تجارية كبرى وكان طريق شمال سيناء ومدخل خليج العقبة عند جزيرة تيران محطات للجمارك وكانت وسط سيناء مركزاً تجارياً وصناعياً فى طريق الحج وكانت طرق شمال سيناء مراكز لصناعة النسيج والزجاج وبناء السفن والصيد وحفظ الأسماك وكانت تمثل مراكزا تجارية كبرى للتجارة مع فلسطين وشمال أفريقيا وقبرص وآسيا الصغرى واليونان وإيطاليا.