" الفجر" ترصد أبرز قصص كفاح الأمهات المثاليات بالقاهرة والمحافظات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"صيصة" تنكرت في زي رجل 40 عاما وعملت بأعمال البناء .. و"أمال" ماسحة أحذية .. و الصعيد تحصد المراكز الثلاثة الأولى

رصدت "بوابة الفجر" أبرز قصص كفاح للأمهات المثاليات المكرمات من قبل وزارة التضامن الاجتماعى ، وكانت القصة الأولى  لـ"صيصة حسانين" وتبلغ من العمر 65 عاماً، حيث بدأت قصة كفاحها منذ ما يقرب من 40 عاماً حيث توفى زوجها وتركها وهى حامل فى ستة أشهر، ودفعتها ظروف الحياة الصعبة وقسوتها إلى التخلي عن أبسط حقوقها كامرأة مما أضطرها لحلق شعرها لمده 43 سنة، وتنكرت في زى الرجال بسبب العادات والتقاليد التي تمنع عمل السيدات بمهن الرجال، كما عملت في ظروف لا تليق بالسيدات في أعمال البناء، وصناعة الطوب اللبن وحصاد القمح والمدافن، وبعد سنوات من التعب قررت العمل كماسحة للأحذية بجانب الكشك لتوفير الاحتياجات، وتزوجت الأبنه ورزقت بخمسة أبناء، والأم هي التي تقوم بالأنفاق على أبنتها وزوجها، حيث أنه مريض ولا يقوى على العمل وأحفادها يساعدونها فى البيع بالكشك، ولم ترتدي زى النساء سوى عند أدائها لعمرتين تبرع لها من أهل الخير، وهي ما زالت تكافح من أجل أبنتها وأحفادها.

أمال أبو الدهب

أما "أمال حسن جابر أبو الدهب" فتبلغ من العمر 54 عام، وبدأت قصه كفاح الأم مع أبنائها منذ فترة طويلة وبطلاقها أصبحت أم وأب، ودفعتها الظروف  للعمل ماسحة أحذية متنقلة بمنطقة المهندسين وهى مهنة غير مألوف عمل المرأة بها، واهتمت الأم بأن يحصل أبنائها على أعلى الشهادات وشجعتهم بكل طاقاتها على استكمال تعليمهم، فتخرجت الأبنة الكبرى حيث حصلت على بكالوريوس تمريض، وتعمل فى أحد المستشفيات، و الأبن الثاني حصل على بكالوريوس هندسة  ، و الثالث طالب بكلية سياحة وفنادق،  و الرابع طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،  والخامس طالب بالصف الأول الثانوى، والتحقت الأم بالجامعة المفتوحة حتى تستكمل تعليمها وهى الأن بكلية الخدمه الاجتماعية بمستوى ثانى .

سميرة فرحات

أما "سميرة فرحات" والتي حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، فتلخص قصة كفاحها في أنها تزوجت من رجل يكبرها ب 40 عام ، ولديه خمسة من الأبناء ،  وكانت تبلغ من العمر  ( 16 ) عام ، وأنجبت ابنتها الأولى  ثم رزقت بالأبن الثاني ورحل زوجها بعد إنجاب الابن الأصغر  ب ( 6  ) أشهر ، وبدأت رحلتها في الكفاح وعمرها لم يتجاوز ( 20 ) عام، وباع أبناء الزوج نصيبهم من الميراث فانفصلت عنهم وكان دخل الأم ( 61 ) جنيها من معاش السادات وقطعة الأرض وبيت متهالك مغطى بالجريد والبوص، كما أرسلت أبنائها إلى الكتاب لحفظ القران، حيث ختمته الابنة وهى بالصف الأول الاعدادى وختمه الأبن فى الصف الثالث الاعدادى، وفكرت الأم في دخل اضافى يساعدها على متطلبات الحياة فعملت بمهنة الخياطة او ما يسمى ب ( التكفيف ) وكانت تتقاضى جنيه ونصف على كل جلباب تنتهى من عمله وكانت تمارس عملها على لمبة الجاز ، وبعد 13 عام أعادت بناء البيت ووصلت الكهرباء والمياه وتفوق الأبناء فى الدراسة ، واظهروا نبوغ وزادت عليها المصروفات واضطرت لترك عملها بسبب ضعف بصرها تدريجياً، واتجه الابن للعمل الطلابي وكان طالباً مثالياً على مستوى المحافظة وأمين اتحاد طلاب المدارس والتحق بكلية الطب البشرى والإبنة بالسنة النهائية بكلية طب الأسنان.

صفاء عسر

أما "صفاء محمد عسر" والتي حصلت على المركز الثاني، فتبلغ من العمر 52 عاما، وتزوجت عام 1985 من سائق على سيارة اجرة ملك لشخص أخر وكان يكسب قوته يوم بيوم، ورزقت الأم بثلاثة بنات، كانت الأم تبحث عن عمل لمساعدة الزوج وتم تعيينها بحي غرب عام 1993 بمرتب 100 جنيه، وتوفى الزوج عام 1996 وكان عمر الإبنة الكبرى 9 سنوات والصغرى 4 سنوات، وكرست الأم حياتها وكل اهتمامها لبناتها ولم تقبل الزواج بآخر، وقامت برعاية بناتها معتمدة على راتبها والمعاش التأميني للزوج قيمته 60 جنيه، كما قامت الأم بتشجيع بناتها على الاستذكار والاجتهاد، وتخرجت الإبنتان  الكبرى  بتربية نوعية والصغرى بطب بشرى ، كما قامت بتجهيز ابنتها الكبرى بأحدث الأجهزة وتم زواجتها

منى عبدالقادر

كما تتلخص قصة كفاح "منى عبد القادر محمود" والحاصلة على المركز الثالث على مستوى الجمهوية، في أنها تزوجت الأم عام 1987 من مهندس زراعى فى بداية حياته العملية بمرتب لا يتعدى 50 جنيه، كما عاشت الأم حياة زوجية سعيدة، وقد رزقهما الله بثلاثة أبناء ( 2 ذكور –  وأنثى )، والتحقت الأم بالعمل عام 1990 وكانت تساعد زوجها فى توفير متطلبات المعيشة، حيث عاشت قصة كفاح مع زوجها الذي داهمه المرض منذ عام 1992، و قد سهرت على رعايته الصحية حتى وافته المنيه فى عام 2003، وعلى الرغم من مرض زوجها و قلة الدخل إلا أنها كانت مدبرة و قامت بعمل مشروع أسر منتجة ( تربية دواجن) ووفقها الله  بتربية أبنائها تربية صالحة وزادت الأعباء على كاهل الأم مابين رعاية زوجها المريض، ورعاية أبنائها ومتابعة دروسهم، وللأم العديد من الأنشطة الاجتماعية فهي عضوة بالكثير من الجمعيات و تشارك بصفه مستمرة فى الأنشطة الثقافية و الصحية و الاجتماعية بالمحافظة.

إيناس برومة

وعن قصة كفاح الأم البديلة "ايناس علي علي بارومة"، فبدأت رحلة كفاحها بعد أن تزوجت من سائق حيث الإيراد الذي كان يحصل عليه لا يكفى ولكنها صبرت وتحملت، وأصيبت والدتها بالشلل وظلت قعيدة لمدة 13 سنه ، وفى أثناء ذلك استضافت ابنة بديلة برغم ظروفها الصعبة إلا أن  الأم كانت حريصة على رعاية أبنائها والأبنة البديلة، حيث كانت تقول أن الابنة هي البسمة الوحيدة فى حياة الأم و الأسرة، وجاهدت الأم مع الأبناء حتى انتهوا من تعليمهم وكذلك الأبنه البديلة  التي أصرت الأم على تعليمها بالجامعة حتى تخرجت وحصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وبالرغم من وفاة زوجها منذ 10 سنوات لم تكتفي الأم بذلك بل استمرت فى رعايتها لها حيث قامت بتجهيزها وتزويجها، ومازالت الأم تقدم للأبنة الدعم حتى بعد زواجها، وكذلك الأبن الأكبر للأم لديه أبنة بديلة يقوم برعايتها مثل والدته.

فوزية عمارة

وعن الأم المثالية لمحافظة القاهرة فهي "فوزية احمد محمد عمارة" وتبلغ من العمر 69 عاماً، وبدأت قصة كفاح الأم منذ الصغر حيث نشأت في أسرة ميسورة بإحدى القرى ، والتحقت بمدرسة القرية الابتدائية ، ثم التحقت بالتعليم الاعدادى وحصلت على الشهادة الإعدادية بتفوق، وقرر والدها عدم استكمالها لتعليمها وتزويجها وهى فى سن 16 سنة، وانتقلت إلى القاهرة مع زوجها الموظف الحكومي البسيط وأصبحت مسئولة عن بيت وأسرة بالرغم من صغر سنها، وأنجبت الأم ابنها الوحيد فعملت على تربيته تربية صالحة سليمة ومساندة زوجها حتى وصل الأبن إلى سن 9 سنوات وكانت تساعده على استذكار دروسه وتحفيزه على التفوق دراسيا، وراودت الأم فكرة استكمال تعليمها وطرحت الفكرة على الزوج الذي شجعها على ذلك والتحقت بمدرسة ليلية ( ثانوية عامة ) وحصلت على الثانوية والتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ، و لم تقصر الأم فى واجباتها الأسرية نحو زوجها وابنها وحصلت الأم على الشهادة الجامعية وكان ابنها بالشهادة الثانوية وحصل عليها بتفوق، وألتحق الأبن بكلية الطب البشرى والتحقت الأم بالعمل بوزارة التربية والتعليم  لكى تساعد زوجها فى المعيشة وخاصة بعد زيادة المصاريف لمواجهة متطلبات الدراسة بالكلية، إلى  أن مرض الزوج بمرض مزمن  ( شلل نصفى ) نتيجة أصابته بجلطة في المخ وهو في سن 42 سنه، وكانت الأم ترعى زوجها ولا تكل وكانت تدبر أمور بيتها وكافة الطلبات حيث أصبحت مسئولة عن الأسرة مسئوليه كاملة، حيث توفى الزوج بعد معاناة مع المرض لمده 21 سنه، وحصل الأبن على بكالوريوس طب وجراحة وأستكمل دراسته العليا وحصل على ماجستير الجراحة العامة، وساعدت الأم أبنها في الحصول على شقة للعيادة وكذلك ساعدته على الزواج فتركت له البيت وذهبت هي وزوجها المريض إلى بلدها لكي يعيشوا هناك، وقرر الأبن أن يحصل لهم على شقة ليكونوا بالقرب منه، وما زالت الأم تعطى كل ما تستطيع لأحفادها  .

وعن الأم المثالية لمحافظة مرسى مطروح، فهي "سناء عبد السلام السيد محمد" وتبلغ من العمر 50 عاما، وبدأت قصه كفاح الأم منذ زواجها من حوالي 25 سنه من زوج يعمل فني أول بشركة توزيع الكهرباء وهى تعمل مدرسة ، ورغم الظروف الصعبة في المدن الصحراوية وقله الدخل وصعوبة الحصول على الماء والكهرباء في أيام زواجها الأولى إلا أنها بالمثابرة وصل أبنائها للمراحل التعليمية المختلفة، وحرصت الأم على إشتراك أبنائها بالأندية الرياضية بالمحافظة ولهم نشاط إجتماعى كبير، وما زالت تؤدى رسالتها نحو الأبناء حتى يتم تخرج باقى الأبناء  وحصولهم على المؤهلات العليا.